معركة أولي البأس

خاص العهد

المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق للعهد: اذا اراد الأميركيون ان لا تمرغ انوفهم في وحل الهزيمة فليغادروا العراق
30/12/2019

المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق للعهد: اذا اراد الأميركيون ان لا تمرغ انوفهم في وحل الهزيمة فليغادروا العراق

 زينب ضاهر

قناع جديد تُسقطه المستجدات عن الوجه الأميركي. أمريكا المعادية لشعوب المنطقة وقضاياها نفذت هذه المرّة اعتداءها مباشرة دون وسيط أو مواربة. عشرات الشهداء والجرحى بقصف أميركي جديد على الحشد الشعبي، استهدف بالتحديد مواقع تابعة للواءَين الخامس والاربعين والسادس والاربعين في قضاء القائم قرب الحدود العراقية - السورية.

  الجريمة الأميركية ضد العراق وسيادته الاحد - الاثنين (29 - 30) لن تمر دون عقاب، كما تؤكد معظم التصريحات العراقية التي دعت لمواجهة الاحتلال الأميركي للعراق. المتحدث باسم ⁧‫کتائب حزب الله‬⁩ العراق محمد محيي يؤكد في مقابلة خاصة بموقع "العهد" الاخباري أن "أمريكا وضعت نفسها في تحدي كبير وأمام مرحلة من المواجهات ربما سوف تذهب الشيء الكثير من هيبتها ووجودها ومكانتها كدولة عظمى"، معلنًا "أننا على الاستعداد للمواجهة ولكن بانتظار اوامر القيادة.. والرد سيكون حقيقة مزلزلا وكبيراً".

المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق للعهد: اذا اراد الأميركيون ان لا تمرغ انوفهم في وحل الهزيمة فليغادروا العراق

 

وفي ما يلي نص المقابلة:

ما هي طبيعة الضربة وهل كانت شيئا متوقعا وهل كانت هناك اشارات لحصولها؟
ـ خلال الفترة الماضية كانت هناك اتهامات من قبل الولايات المتحدة الاميركية لكتائب حزب الله بانها هي وراء استهداف بعض القواعد الاميركية وكان آخرها قاعدة "كي وان" وادعاء وجود ان هناك متعاقد أمريكي قد قتل فيها، ترافقت مع حملة واسعة قامت بها امريكا وإعلامها وساهم فيها أيضاً الكيان الاسرائيلي في محاولة لخلق ذرائع لاستهداف الكتائب، واستهداف الحشد. وموقف امريكا واضح جداً، موقف عدائي من الحشد وكذلك موقف الكيان الاسرائيلي، فهم يعتبرون ان الفصائل والحشد الشعبي يشكلون تهديداً لوجودهم ويشكلون خطرًا على امن الكيان الاسرائيلي. وبالتالي كانت هناك محاولات للاستهداف، كانوا يحاولون قبل هذه المرحلة ان يستغلوا التظاهرت ليصل الامر إلى مرحلة الاقتتال الداخلي والفوضى وفشلوا في هذا الامر نتيجة وعي الجماهير العراقية وكذلك نتيجة الدور الكبير الرادع للفصائل ومواقفها وحضورها ففشلت امريكا في خلق غطاء لضرب الفصائل والحشد وانتقلت الى المرحلة الثانية لخلق الذرائع المباشرة من خلال ادعاء استهداف قواعدها وبالتالي لم تستهدف مواقع كتائب حزب الله بالتحديد لأنها مواقع لكتائب حزب الله، هي ضربت مواقع لفصائل في الحشد الشعبي على الحدود العراقية - السورية لأنها تعلم أن وجود هذه الفصائل في هذه المنطقة هو غير مرغوب به واوصلت رسائل عديدة بضرورة إخراج الحشد من هذه المنطقة ولكنها فشلت وبالتالي لجأت إلى هذا الأسلوب القذر.

ما هي الحصيلة النهائية للشهداء والجرحى في هذه الغارات؟

الأرقام لغاية الان  27 شهيدا و51 جريحاً وتعرفون ان الضربة كانت ضربة كبيرة واستُخدِمَت فيها طائرات وأسلحة متطورة، واستهدفوا اكثر من موقع وبالتالي لحد الان هذه هي الحصيلة ونتمنى من الله سبحانه وتعالى ان تكون أرقاما نهائية. وانا اعتقد أن حقيقة الموضوع لا يتوقف عند هذا العدد، ونحن نخاطب المجتمع العراقي والمجتمع الدولي والمجتمع الاسلامي والعربي ان المستهدف اليوم 40 مليون عراقيا، والذين استشهدوا هم 40 مليون عراقيا، والذين جرحوا 40 مليون عراقيا، ومن انتهكت سيادته وكرامته ووجوده ودولته هم 40 مليون عراقيا. فالموضوع ليس بهذه الجزئية التي يمكن أن يقاس بها عدد الشهداء والجرحى مع تقدسينا لارواح الشهداء، هؤلاء مع انه بالنسبة لنا العدد كبير جداً، لكن الموضوع اليوم يتعلق بسيادة عراقية استبيحت بهذه الضربة وجريمة تشكل إرهاب دولة بشكل فاضح، وضرب للسيادة العراقية وخرق لاتفاقية الدفاع الاستراتيجي، وقاحة وصلافة في تسويق الذرائع الواهية والاكاذيب. وبالتالي الموضوع اليوم يحتاج إلى وقفة جدية تختلف عن سابقتها فهي مرحلة جديدة تختلف عن المرحلة السابقة.

هل سقط شهداء غير عراقيون في هذه الضربة؟
لا طبعاً، هذه الاكاذيب تحاول امريكا دائما ان تسوقها هي والإعلام المغرض المرتبط بها كـ"العربية" و"الحدث" و"الحرة" وغيرها من هذه الأبواق الصفراء. هي تحاول ان توصل هذه الرسالة وبالتالي تسوق الموضوع للشارع العراقي حتى يتقبل هذا الاعتداء ويجد فيه مبررا باعتبار وجود ايرانيين او غير ايرانيين في هذه المناطق.
الذين استشهدوا في هذه المناطق هم عراقيون وهم أبناؤنا ولكن عادة هذا الاعلام ان يحاول تمرير أكاذيبه ويختلق هذه التضليلات نتيجة الهزيمة التي مني بها.
اليوم أمريكا حقيقة ذهبت إلى أغبى عملية جرت في العراق طيلة السنوات الماضية. عادة ما كانت تستهدف الفصائل وتستهدف الحشد ولكنها لا تعلن، او توحي بان الضربات يقوم بها الكيان الاسرائيلي، أما اليوم بهذه الوقاحة وبهذه الصلافة فنحن نعتقد ان الامر هو حماقة وغباء سوف تنقلب عليها بشكل كبير ولعل ردود الأفعال والمواقف وما جرى اليوم في الشارع العراقي هو خير دليل على ذلك.

هل ترون ان التوقيت كان مقصوداً وهل للمنطقة المستهدفة رمزية كونها تقع على الحدود مع سوريا، وهل للاعتداء علاقة بالفشل السعودي في اليمن والنتائج التي عرضها المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية؟

طبعا، بالتأكيد هناك فشلا امريكيا في تحقيق نتائج سريعة حاولت الولايات المتحدة الوصول اليها، ففي الداخل العراقي كانت امريكا تدفع باتجاه الحرب الأهلية ، ونتنياهو يقول نحن ننسق مع الامريكان من أجل الاستفادة من التظاهرات ـ في العراق ـ حتى نستغلها للوصول إلى حرب أهلية كغطاء لضرب مواقع الحشد وضرب مواقع المقاومة وضرب ما تدعي وجوده من سلاح ايراني وسلاح للمقاومة يمكن أن يهدد "اسرائيل" ولذلك الذريعة موجودة. امريكا تخطط منذ فترة طويلة للوصول إلى هذه الاهداف وتشيع الفوضى والاقتتال الداخلي وعند ذلك تضعف القوة العراقية الرئيسة التي هي الحشد الشعبي والفصائل وتدخلها في صراع داخلي وذريعة وغطاء لضرب ما تبقى منها وبالتالي تتخلص من هذه القوة المزعجة التي أفشلت لها الكثير  من المخططات. ولعل مخطط "داعش" كان أكبرها وأضخمها واكثرها مشاركة سواء كان بالمال او بالسلاح او بالدعم أو بحجم المسلحين الذين دخلوا الى سوريا والعراق لتنفيذ هذا المخطط. هذا الفشل دفع امريكا الى المرحلة التي وصلت اليها اليوم، ونحن نعتقد انها اليوم مأزومة بشكل كبير، وبالتالي لجأت الى هذه الضربة التي لم تلجأ اليها سابقاً بل أمعنت باعلانها على الملأ بشكل واضح وتبنيها بشكل سافر، لذلك الولايات المتحدة اليوم في موقف صعب جدا وهي فاشلة ولم تستطع ان تفرض ارادتها السياسية ولم تستطع ان تمرر رئيس وزراء يتناسب مع تطلعاتها، لم تستطع ان تجر الشارع العراقي والمسلمين الشيعة على وجه الخصوص الى اقتتال داخلي والى مواجهات، وبالتالي هي فاشلة مع اننا ننتظر منها الشيء الكثير من المؤامرت وهي عندما تنتهي مرحلة تبدأ مرحلة ثانية ونحن اليوم في المرحلة اللاحقة لمرحلة استغلال التظاهرات العراقية.

أنتم تعتبرون أن ما حصل يوم امس خلق فرصة لتلاحم اطياف الشعب العراقي؟

نعم، فرصة كبيرة جداً، وهذا ما نردده دوماً  "الحمد لله انه جعل اعدائنا حمقى"، هذه الحماقة التي لم تحسبها امريكا، ربما كانت تحاول ان توصل رسائل إلى الداخل الامريكي فقط من هذه الضربة، وأن الولايات المتحدة تحفظ هيبتها كدولة عظمى وترد على مقتل أحد مواطنيها ولم تتراجع عن هذا الخيار باعتباره خطا أحمرا كما تدعي، ولكنها لم تحسب حسابا ً لم يكن ان تجرها تداعيات هذه الضربة على الداخل العراقي. بالفعل اليوم الواقع العراقي، المزاج العراقي، المتظاهرين والقوى السياسية ،القوى الشعبية مع اختلاف دراجات المواقف ولكن بشكل عام جميع ابناء الشعب العراقي يجمعون على إدانة امريكا وعلى المطالبة بإخراج قواتها من العراق وبالتالي هي وصلت إلى مرحلة خسارة استراتيجية. اليوم من حق الشعب العراقي ان يواجه ان يقاوم كشعب كفصائل وهذه فرصة كبيرة ربما منحتنا إياها هذه الضربة، فالشعب العراقي اليوم مقتنع قناعة كاملة بعد ان كانت امريكا تحاول ان تعطي صورة عامة عن عداء الشعب العراقي للحشد والمقاومة ومنعهم من المشاركة في الحياة السياسية، ارتد عليها هذا الامر وخسرت خسارة كبيرة جدا ونتمنى ان تبقى على حماقتها كي تستمر خسائرها في العراق.

فصائل المقاومة توعدت امريكا برد مزلزل، ما هو هذا الرد الذي سيخرج امريكا من العراق؟

نحن لدينا تجربة بعد العام 2012، كانت الولايات المتحدة بكل قوتها وبكل جيشها الذي بلغ عديده 250 ألف جندي وكانت المقاومة في بدايتها تأسست ما بعد الاحتلال ـ صحيح كان له جذور ما قبل ـ لكنها كمقاومة عسكرية بهذا الشكل تأسست بعد الاحتلال وتصاعد أداؤها واستطاعت بالامكانيات المحدودة ان ترعب الامركان وتجبرهم على الانسحاب..باعترافهم. بل انهم كان يتوسلون من اطراف إقليمية ان تطالب الكتائب وفصائل المقاومة ان لا يستهدفوا الجنود الامركان عندما ينسحبون باتجاه الحدود الكويتية.
اليوم العراق بفصائله، بجيشه، بحشده لديه امكانات عالية خبرات واسعة تدريبات وخبرات قتالية ميدانية ربما حتى لا تتوفر للجيش الامريكي، وهذا يعني ان العراق قادر اليوم بهذه المنظومة على ان يجبر امريكا على الخروج من العراق بهذ العدد المحدود الذي تمتلكه وبهذه القواعد، ربما كنا سابقا لا نستطيع ان نستهدف بصواريخنا قاعدة عين الاسد وغيرها اليوم بات هذا الأمر متاحًا وامريكا تعلم ذلك جيدا، وهي وضعت نفسها في تحدي كبير ووضعت نفسها أمام مرحلة من المواجهات ربما سوف تذهب الشيء الكثير من هيبتها ووجودها ومكانتها كدولة عظمى.

هل نستطيع القول اننا في مرحلة الرد المرتقب؟
نعم، هذا ما اعلناه نحن في بياننا، نحن على الاستعداد للمواجهة ولكن بانتظار اوامر القيادة، انتم تعلمون انها تحتاج إلى دراسة المعطيات وقراءة الواقع السياسي والامني العراقي والأقليمي، وبالتالي نحن امام موقف يختلف عن سابقه..واليوم خرج موقف من الامركان يمكن وضعه بين التوسل والتهديد في حال قمنا بالرد فهم يهددون بانهم سوف يردون مرة أخرى، وعليكم ان تحتكموا الى العقل وعليكم ان تشاركوا في الحياة السياسية وان تمارسوا حياتكم بشكل طبيعي ..كل هذا عبارة عن توسل لأن امريكا تعلم جيدا حجم الرد فيما لو تم إقرار هذا الرد سيكون حقيقة مزلزلا وكبيراً.

ما هي رسالتكم للشعب العراقي وللجيش الاميركي المتواجد على الأراضي العراقية؟
للشعب العراقي رسالتنا واضحة نحن أبناء هذه الشعب ونقف إلى جانبه سواء في مطالبه او في الدفاع عنه كما دافعنا عنه بمواجهة عصابات "داعش" التي كانت تهديدا وجوديا كبيرا، نحن معه في كل افراحه واتراحه ومأسيه وأحزانه ونحن رصيده الذي يفتخر به.
أما بالنسبة للأمركان فنوجه لهم نصيحة ربما تخدمهم بشكل كبير، إذا كانوا يريدون الحفاظ على جنودهم من الاستهداف عليهم ان يغادروا ارض العراق، لم يعد لديهم مبرر لوجودهم في العراق.
الشعب العراقي يرفضهم وجرائمهم كثرت وصلت الى حد أن يعلن الشعب العراقي مقاومتهم وبالتالي اذا ارادوا ان لا يخسروا، اذا ارادوا ان لا تمرغ انوفهم في وحل الهزيمة والخزي وان يفضحوا امام العالم بهذه القوة الكبيرة بامكاناتها الهائلة وتهزم اما قوى ربما لا تقارن بما تمتلكه الولايات المتحدة نحن ننصحهم بمغادرة العراق حتى لا يتعرضوا لهزيمة نكراء.

الحشد الشعبي

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل