خاص العهد
كيف تمكنت "النصرة" من اجتياح مناطق فصائل الشمال السوري؟
نضال حمادة
في غضون عشرة أيام، تمكن مسلحو تنظيم "هيئة تحرير الشام - النصرة" من السيطرة على كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة فصيل نور الدين زنكي غرب حلب ومن ثم سيطروا خلال يومين على مناطق جنوبي ادلب حتى قلعة المضيق ومناطق جبل شحشبو بعد هزيمة فصيلي "أحرار الشام" و"صقور الشام" في المناطق المذكورة. بالتالي، أصبح الجولاني يسيطر على محافظة إدلب باستثناء المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري والأهم بالنسبة له السيطرة على غالبية المعابر مع مناطق فصائل "غصن الزيتون" و"درع الفرات" التابعة لتركيا، وقطع طرق الإمداد من تركيا نحو إدلب منذ أول أيام المعركة. ونفذت "هيئة تحرير الشام - النصرة" هجومها على مرحلتين، سيطرت في المرحلة الأولى على المعابر بين إدلب وعفرين وبين ريف حلب الغربي ودرع الفرات ووصلت قواتها بإدلب مع حلب. وفي المرحلة الثانية سيطرت على مناطق سهل الغاب الواقعة بين إدلب وحماه وجبال اللاذقية ووصلت الى معبر قلعة المضيق الذي بحسب الاتفاق مع "أحرار الشام" سوف يسلم الى "النصرة". والسؤال الكبير هو لماذا حصل هذا الإنهيار للزنكي و"أحرار الشام" ولماذا لم تؤازر الأخيرة فصيل الزنكي قبل أن يأتي عليها الدور؟
مصادر "العهد" أكدت أن تركيا لعبت دوراً غير مباشر في إضعاف القدرات القتالية للفصائل التي قاتلت معها في "درع الفرات" و"غصن الزيتون" حيث دربتها بطريقة جعلتها تعتمد بشكل كبير على الغطاء الجوي في المعارك، وبسبب غياب هذا الغطاء ظهر الضعف وانكشفت الثغرات وكانت مجموعات "هيئة تحرير الشام - النصرة" أكثر تماسكاً مع تدريبها الذي يراعي أنهم من دون غطاء جوي.
والسبب الثاني في سرعة الحسم التي أظهرتها "هيئة تحرير الشام - النصرة" كان غياب آلاف المسلحين بسبب وجودهم حول منبج للبدء بعملية "الله غالب" ضد الأكراد شرقي الفرات، ولا يجد الجيش التركي أي مصلحة في دخول قواته الرديفة المكونة من فصائل "الدرع" و"الغصن" هذه المعركة خاصة مع إعداده لمعركة شرق الفرات والضغوط الأمريكية والروسية عليه وهو لا يريد تشتيت مجهوده.
في المرحلة الثانية بعد إنهاء فصيل الزنكي، قطعت ميليشيات "النصرة" طريق قوات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" تماماً عن المناطق التي تسيطر عليها، وعن مناطق "أحرار الشام" و"صقور الشام"، وهنا أصبح إرسال فصائل "الغصن" و"الدرع" أرتالا لدعم "أحرار الشام" في سهل الغاب و"صقور الشام" في جبل شحشبو أمرا مستحيلاً.
في السياق أفادت مواقع تابعة للمسلحين عن استعداد عدد من مقاتلي "الجبهة الوطنية للتحرير" وبعض من يسمّون "الناشطين الإعلاميين" للخروج إلى منطقة عفرين بعد الاتفاق الأخير في المنطقة الذي قضى بحل "أحرار الشام" لنفسها في سهل الغاب وجبل شحشبو، وتسليم المناطق لـ"هيئة تحرير الشام"، كما إن التجهيزات جارية أيضاً لاستلام "تحرير الشام" معبر قلعة المضيق.