معركة أولي البأس

خاص العهد

صور غارقة بالنفايات.. الى متى؟
13/02/2020

صور غارقة بالنفايات.. الى متى؟

ايمان مصطفى

شهرت أزمة المكبات العشوائية في قضاء صور سيفها، وسلطته على ما تبقى من هواء نقي ومياه جوفية نظيفة في المنطقة. أطنانٌ من النفايات توزعت على أطراف البلدات وفي مشاعات القرى، حيث تُنتج صور وبلديات المنطقة الـ62 مجتمعة ما يفوق الـ 300 طن من النفايات يوميًا، ويتم تصريفها بشكل عشوائي في 55 مكبًا. فهل عجز اتحاد بلديات صور مع نواب المنطقة عن إيجاد حلّ للأزمة؟

يجزم رئيس اتحاد بلديات قضاء صور حسن دبوق أن الحل مرتبط بالسياسة الحكومية لمعالجة مشكلة النفايات في لبنان بشكل عام وقضاء صور بشكل خاص، ويعتبر في حديث لموقع "العهد" أنه لا يمكن رمي الكرة في ملعب البلديات وحدها، لأنها لا يمكن أن تعتمد حلًا فرديًا اذ إن صلاحيتها وامكانياتها محدودة مقارنة بالدولة، فيما الأخيرة لا تؤمّن مكبات وهي تملك كل الصلاحيات والمساحات الجغرافية.

صور غارقة بالنفايات.. الى متى؟

ويذكّر دبوق بأن الحكومة السابقة اعتبرت أن اللامركزية في إدارة النفايات ضمن خطة متكاملة لإدارة النفايات هي الحل الأنجع، غير أنه يصفه بالكلام الانشائي، ويوضح أن هناك معوقات أمام الحل في ظل غياب كامل لخطة وطنية شاملة لادارة أزمة النفايات وأوضاع مالية سيئة.

معمل عين بعال يعالج 140 طنا من النفايات يوميًا من أصل 300 طن

ووفقًا لدبوق، سبب الأزمة الرئيسي والثابت منذ سنوات، هو عدم ايجاد مطمر صحي للنفايات غير القابلة للفرز أو العوادم التي ستنتج من فرز النفايات في عين بعال، وسط اعتراضات المواطنين الذين يخشون استقبال المطمر خوفًا من أضراره الصحية. وفي حين أجرت هيئات عدة بالتنسيق مع وزارتي البيئة والتنمية الإدارية دراسات عن الأمكنة القابلة لاستقبال المطمر في بلدات صور، لم تضغط الجهات النافذة لاعتماد مشاعات البلدات المختارة لإنشاء المطمر، فكل بلدية تنتظر موافقة القوى السياسية "التابعة لها" المالكة للقرار.

ويلفت دبوق الى أنه نظرًا لتأخر الحلول، يعمد المواطنون إما الى حرق النفايات "في أرضها" وهو ما يلوث الهواء وينشر الروائح الكريهة، وإما الى طمرها في مكبات عشوائية مما يؤدي إلى تلويث المياه الجوفية، وفي الحالتين صحة المواطن هي المتضرر الأول.

صور غارقة بالنفايات.. الى متى؟

"على صعيد اتحاد بلديات صور نتابع سير العمل في معمل عين بعال لنتخلص من أكثر من ثلث كمية النفايات تقريبًا"، يقول دبوق، ويُردف: "في الأصل، تبلغ القدرة الاستيعابية لمعمل عين بعال 140 طن من النفايات يوميًا، وبالنسبة إلى هذه الكمية، فإن 40 طنًا من العوادم المنتجة تصبح كمية كبيرة مقارنة مع تلك التي تمت معالجتها، بالتالي إذا لم يتم تأمين مطمر سيتوقف المعمل عن العمل جراء هذه العوادم".

ويشير لـ "العهد" الى أن عدد الـ 55 مكبًا عشوائيًا سيزداد ويصل الى 100 أيضًا اذا ما استمرت الأوضاع الراهنة.

ويشدد دبوق على أنه لا يمكن تقاذف المسؤوليات ما بين الدولة والبلديات، قائلًا: "كلنا مسؤول بحسب امكانياته"، مطمئنًا أهالي قضاء صور: "لن نقوم بما يتعارض مع البيئة ومصالح الناس في أي مكان قد نختاره لانشاء المطمر".

عز الدين: بانتظار وزير البيئة الجديد

عضو لجنة البيئة النائب عناية عز الدين تؤكد بدورها لـ "العهد" أن أزمة المكبات العشوائية انفجرت عقب إقفال مكب النفايات في دير قانون رأس العين الذي ظل لحوالى ثلاثة عقود يستقبل نفايات بلدات قضاء صور، مشيرةً الى أن البحث جارٍ عن مكان لمطمر جديد.

وتلفت الى أن الاختصاصين يدرسون عدة مواقع، وقد وجدوا اثنين مناسبين، لكن اعتراضات المواطنين على وجود مطمر بجانبهم تحول دون تنفيذ أي مشروع.

صور غارقة بالنفايات.. الى متى؟

وتشدد على أنه يجب التخلص من هذه المشكلة البيئية التي تشوه المنظر الطبيعي وتسبب التلوث وتهدد الصحة، معتبرةً أن بعض القرارات تحتاج الى "فرض".

وتقول عز الدين إنها بانتظار قرارات وزير البئية دميانوس قطار حيال هذا الموضوع، لافتةً الى أن لقاءً قريبًا سيجمعهما لبحث كافة جوانب الأزمة والسعي لمعالجتها.

صور

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل