معركة أولي البأس

خاص العهد

خلدة والجاهلية نحو مرحلة جديدة
14/01/2019

خلدة والجاهلية نحو مرحلة جديدة

فاطمة سلامة

 لو قدّر للبعض أن يعلم مسبقاً بتداعيات حادثة الجاهلية الأخيرة، وانعكاساتها على الساحة الدرزية-الدرزية لكان وأدها في مهدها. فالصورة الجامعة التي وقف فيها رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الوزير طلال ارسلان، ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، هذه الصورة -التي لا يريدها البعض حُكماً- ساهمت في التقاطها تلك الحادثة على قاعدة "رُبّ ضارة نافعة". وبالطبع لا يمكن لأي متابع للشأن السياسي الداخلي في لبنان، أن يمر مرور الكرام على هذه التطورات الحسنة التي أصابت الجسم الدرزي، بعد فترة من الفتور والجفاء بين خلدة والجاهلية، وحديث عن ود مقطوع وكيمياء مفقودة. خصوصاً بعد المشهد الجامع الذي رأيناه أمس في ذكرى أربعين فقيد حادثة الجاهلية محمد أبو دياب، ذلك المشهد الذي وصفته مصادر متابعة للعلاقة بين الطرفين بأنّه سيُمهّد بالتأكيد لمرحلة جديدة على الساحة الدرزية. 

فهل فعلاً دفعت أحداث الجاهلية الساحة الدرزية الى مشهد جديد، قوامه الوحدة والتلاقي بين ارسلان ووهاب؟

أوساط ارسلان: ما سنراه في قادم الأيام أوسع بكثير

تجزم مصادر خلدة لموقع العهد الإخباري بأننا حُكماً أمام مشهد جديد جرى ترسيخه بالأمس، لكنّه رُسم منذ الشرارة الأولى لحادثة الجاهلية، وبعدها زيارة وهاب لخلدة. تُشدد المصادر على أنّ هذا التلاقي كان لا بد من حصوله لترتيب البيت الدرزي لمصلحة الموحدين الدروز في الجبل أولاً، لكنّه لم يحصل لأنّ الظروف لم تكن مهيأة لذلك، والظرف الأليم الذي حدث في الجاهلية وقبلها الشويفات بيّن بما لا يقبل الشك أنّ الوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة فتيل الفتنة. تؤكّد المصادر أنّ ما سنراه في هذا الصدد في قادم الأيام سيكون أوسع بكثير وسيُترجم في مناطق الجبل، إذ سيُصار الى العمل على بلورة إطار موحّد يضم كافة الفعاليات والشخصيات الدرزية المؤمنة بهذا النهج، ما سينعكس إيجاباً على الساحة الدرزية.

توضح أوساط خلدة أنّ التقارب مع وهاب ليس موجهاً ضد أحد من الشخصيات الدرزية، لكنّ قرار البعض بضرب الموحدين الدروز كان واضحاً، ما دفع المير طلال بالأمس الى إصدار هذه المواقف الجريئة والصريحة جداً، بهذه الحدة. بالنسبة اليه، فإنّ حادثتي الشويفات وخلدة بينتا أن الغدر واحد وتلفيقات الأحكام واللعب بالمسار القضائي كذلك في الحادثتين. 

ولا يغيب عن بال المصادر التأكيد على وحدة النهج والرؤية بين ارسلان ووهاب فيما يخص مقاربة الانتصار في دمشق بقيادة الرئيس السوري بشار الأسد وانتصار محور المقاومة في لبنان. برأيها، فإنّ هذا الانتصار يجب أن يُترجم في الداخل اللبناني بهذا الشكل من الوحدة ليس فقط على الساحة الدرزية بل بين كافة أطراف الداخل اللبناني المؤمن بهذا النهج. 

أوساط وهاب: شهادة أبو دياب طوت صفحة الخلاف 

ما تقوله مصادر خلدة تُؤيده جملة وتفصيلاً مصادر الجاهلية. بالنسبة اليها فإننا أمام مشهد سياسي جديد في الجبل، لو خيضت الانتخابات النيابية على أساسه لكانت النتائج مختلفة. لا تُنكر المصادر أنّ مشهد الوحدة بين ارسلان ووهاب كان لا بد منه بالأمس قبل اليوم واليوم قبل الغد طالما هذه القوى تملك نهجاً موحداً، لكن وللأسف فإن شهادة أبو دياب عمّدت هذا التلاقي وطوت صفحة الخلاف الى غير رجعة. بالنسبة اليها، فإنّ مشهد ما قبل أحداث الجاهلية، ليس كما بعده على الملفات كافة، درزياً ووطنياً. تُصر المصادر على أنّ التفاهم جرت بلورته، فارسلان وقف الى جانب وهاب في محنته، والأخير لاقى ارسلان الى منتصف الطريق بعد الموقف الشجاع والشهم الذي أبداه، فكان لا بد من رد التحية بأحسن منها عبر الزيارة التي رأيناها من قبل وهاب لخلدة. 

توضح المصادر أن هناك إداركاً عند مختلف القوى السياسية في الجبل بأن استمرار البعض بالمنطق الإلغائي وتصعيد المواقف ضد الحكومة السورية لم يعد مقبولاً، ويتناقض مع العلاقة التاريخية والاستراتيجية بين دمشق وطائفة الموحدين الدروز. فالموحدون يحفظون لسوريا الجميل في كل المراحل. وهنا يُشدد المتحدّث على أن البعض يُحاول تصوير نفسه على أنه الناطق الرسمي باسم الموحدين، ويبالغ باستعمال سلطة الطائفة الدرزية، ساعياً الى إلغاء الصوت الدرزي الآخر. تقول المصادر ذلك، لتلفت الى أنّ المشهد الجامع يُعيد التوازن داخل الطائفة الدرزية ويقول للجميع بأن داخل هذه الطائفة من هو مختلف ومتمايز.
 

إقرأ المزيد في: خاص العهد