خاص العهد
حملة مقاطعة البضائع الأمريكية في تونس: مقاومة شعبية
تونس - روعة قاسم
انطلقت في تونس حملة مقاطعة البضائع الأمريكية بدعوة من هيئات المجتمع المدني التونسية، من أجل توعية الرأي العام التونسي بأهمية مقاطعة هذه البضائع وانعكاساتها السياسية في اطار ما يسمى بالمقاومة الشعبية ضد الصهيونية وداعميها.
وتُعرّف هذه الحملة بكل المنتجات الامريكية وأهميتها للاقتصاد الأمريكي الداعم الرئيسي لسياسات العدو الإسرائيلي في المنطقة. وتعتبر وسائل التواصل الاجتماعي إحدى أهم الوسائل التي تستعين بها هذه الحملة الشعبية التطوعية التي بدأت تعرف طريقها للشرائح التونسية وتجد منخرطين فيها تحت شعارات عديدة مثل "قاطع الآن ..بادر الآن".
ويؤكد الناشط التونسي محمد يحيى منسق الحملة في تونس في حديثه لموقع "العهد" الاخباري أن هذه الحملة جاءت في اطار الحركة العالمية لمقاطعة البضائع الامريكية وهي موجودة في أكثر من 13 دولة على مستوى العالم العربي والإسلامي، مضيفًا "
واعتبر محدثنا أن هذه الحملة هي فرصة للشعب التونسي والعربي للتعرف على خطورة استهلاك المنتوجات الأمريكية سواء الغذائية منها او الالكترونية، مشيرا الى ان الحملة متواصلة عبر مختلف الطرق مثل المسيرات والمظاهرات التي رفعت خلالها أيضا شعارات ضد صفقة القرن والتطبيع الصهيوني.
وحول التحركات القادمة، أضاف يحيى "ستكون لنا تحركات على مستوى الساحة التونسية من أجل التعريف بأهمية الحملة في اطار الضغط على أمريكا عموما حتى يعرف الشارع العربي ان المسؤول الأول عن نشر الإرهاب ودعم الصهيونية هو العدو الأمريكي" .
من جهتها،
ورأت أن بعض هيئات المجتمع المدني الأجنبية لها دور كبير أيضًا في مساندة الصهيونية ويجب التعريف بها ومقاطعة نشاطاتها. فالمقاطعة يجب ان لا تنحصر فقط في البضائع ولكن حتى في الجهات الممولة للصهيونية. وقالت "لقد تحركنا على الأرض وخرجنا للشارع لتوعية الرأي العام ولتسجيل مواقف ضد ما يحصل بحق الشعب الفلسطيني. ووجهنا خطابنا خاصة لترامب الذي أقرّ صفقة القرن المشؤومة. ونحن نحاول جاهدين للتصدي لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب ونددنا كذلك بمشاركة بعض الرياضيين التونسيين في مباريات مع صهاينة".
وأضافت "سنواصل تحركاتنا ميدانيا وسنقوم بحملات توعوية وسنقوم بندوات أيضا في هذا المجال وندعو كل القوى التقدمية للتكاتف اليوم والنزول الى الشارع من أجل تجريم التطبيع . هذا المشروع الذي بدأناه منذ 2012 ، ونحاول أن نواصل الضغط على الحكومة والبرلمان في تونس من أجل سنّ قانون يجرم التطبيع. وندعو كل القوى التقدمية للتخندق معنا."
وعن الصعوبات التي تواجه الحملة، أوضحت أنه "من الصعب اقناع المواطن البسيط بالاستغناء عن فيسبوك وآيفون وغيرهما من المنتجات الامريكية، لكن سنقوم بنشر قوائم بالمنتجات والتوعية لمقاطعة هذه المنتجات. وندعو الشباب التونسي لمواصلة المسيرة النضالية ولن نسكت لان ما يحصل مشين وسنحاول إيصال صوتنا وتوعية الناس كي لا يصبح التطبيع مسألة عادية".
اما عن تفاعل التونسيين فقالت أن هناك حضورًا للقوى التقدمية لكنها تأمل بان يكون التفاعل الشعبي أكبر وتضيف: "المعركة ليست بالسهلة وهي عمل متواصل ويستمر لسنوات في اطار هذه الحملة ونأمل بان ننجح".
اما الناشط الفلسطيني المقيم في تونس أبو أسامة بدران فقال لـ"العهد" إن "
ورغم ان التطبيع الاقتصادي يغزو عددا من دول المنطقة، الا انه في المقابل ما زال هناك نفسٌ مقاوم في تونس والعديد من الدول العربية والإسلامية من أجل مقاطعة قتلة الأطفال في فلسطين واليمن وداعميهم حول العالم باعتبار أن المقاطعة الشعبية هي سلاح آخر ضد الصهيونية.