معركة أولي البأس

خاص العهد

درغام للعهد: متأهبون لحماية الضاحية الجنوبية من تداعيات العواصف
16/01/2019

درغام للعهد: متأهبون لحماية الضاحية الجنوبية من تداعيات العواصف

فاطمة سلامة

 انشغل الإعلام اللبناني وعلى مدى أيام في توثيق الأضرار الجسيمة التي أحدثتها العاصفة "نورما". فضحت عدسات الكاميرا هشاشة البنى التحتية في العديد من المناطق. تماماً كما أضاءت على تقصير المسؤولين الذين تذكّروا، وبعد فوات الأوان الالتفات الى شوارع وطرقات استحالت أنهاراً وبحيرات. الأمر الذي أثار تساؤلات عدة عن غياب المعنيين، سيما في ظل تجدد العواصف. الضاحية الجنوبية كانت من المناطق القليلة التي خرجت من العاصفة بأقل الأضرار، والسبب في ذلك يعود الى حالة الطوارئ المعلنة في اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت والبلديات الأربع، وفق ما يؤكّد رئيس الاتحاد محمد درغام لموقع العهد الإخباري. بالنسبة اليه، فإنّ الإتحاد يسير وفق خطة استباقية لحماية الأهالي من أي تداعيات سلبية. 

درغام: الفضل لفرع الأشغال المتأهب دوماً

يوضح درغام أنّ فرع الأشغال في البلديات في حالة جهوزية تامة، ويعمل بشكل مكثّف لتنظيف المجاري على الدوام لمنع حدوث أي فيضانات. هذا الفرع متأهب -وفق ضرغام- على الدوام، يُتابع جميع المهمات، يُصلح كافة الأعطال بشكل سريع، يعمل بنفس وقائي، وفي حال وجود أية مشكلة طارئة يتوجّه مباشرةً، منعاً لأي تراكمات. بالنسبة للمتحدّث فإن سر النجاح الأساس يكمن في أن البلديات لا تعمل بمنطق النطاق الجغرافي أو ترسم حدوداً بين بعضها البعض، على العكس فإنّ الجميع يُتابع عمله بكل تعاضد وتعاون وبعنوان الضاحية الجنوبية. 

وحول متانة البنى التحتية في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي لم تتأثر على غرار المناطق الأخرى، فيشير درغام الى أنّ تجربة الضاحية الجنوبية مع مشروع رفع مستوى الخدمات الذي أنجز أوائل التسعينات كانت موفقة. ويعود ليكرّر أنّ فرع الأشغال كان سبباً رئيسياً جنّب الضاحية ويلات ما حدث في المناطق الأخرى.  

وفيما يُضيئ المتحدّث على عمل متعهد أشغال الطرقات الرئيسية، فينوّه بجهوده وتعاونه، وجهوزية آلياته المتواجدة رهن الإشارة على الأرض، يلفت الى أنّ الاتحاد يعمل اليوم على خطة لفصل مياه الأمطار عن المياه المبتذلة بشكل نهائي. ولا ينكر أنّ هناك بعض الخطوط التي تعاني من التداخل لكنها لا تزال ضمن السيطرة، لافتاً الى أنّ البلديات في الضاحية الجنوبية لبيروت تعمل على سد العديد من الثغرات الحاصلة جراء غياب الدولة، علماً أن البلديات اليوم تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً نتيجة ضعف الإيرادات للمشاريع التنموية، وضعف التمويل، ورغم ذلك يسعى الاتحاد سعيه لخدمة الأهالي وجعلهم في أحسن حال. 

منصور: الضاحية "مضرب مثل"

بدوره، رئيس بلدية برج البراجنة عاطف منصور يُشدّد على أنّ كلمة حق تُقال بأنّ الضاحية الجنوبية ربما كانت المنطقة الوحيدة التي لم تتأثر بالعواصف. بالنسبة اليه، فإنّ الأمر ليس صُدفة مطلقاً، بل بفضل الخطة التي وضعها الاتحاد بتأمين المجاري وتنظيفها منعاً لانسدادها. يلفت منصور الى أنّه ومنذ نحو ثلاث سنوات فإنّ البلديات تقوم بحملة تنظيفات واسعة لكافة المجاري تبدأ عادة في أيلول من كل عام. الهدف منها تنظيف المجاري لتبقى سالكة على مدار السنة. يُشير منصور الى كمية هائلة من المتساقطات تهطل سنوياً في الضاحية، فيتم تجهيز المجاري مسبقاً لاستيعابها منعاً لأي طوفان محتمل. 

وفي حديث لموقع العهد الإخباري، يلفت منصور الى أن الضاحية الجنوبية لبيروت باتت "مضرب مثل" لعدم تأثرها بتداعيات العاصفة بفضل الدراسة الحكيمة التي وضعها المجلس البلدي. يوضح أن عمال البلدية متأهبون للعمل وتنظيف المجاري حتى أثناء هطول المطر لإبقاء الأوضاع تحت السيطرة. ويشير منصور الى أنّ الاتحاد يرصد مئات آلاف الدولارات للأشغال وتحسين أوضاع البنى التحتية، تماماً كما أن 70 بالمئة من ميزانية بلدية برج البراجنة تُصرف على البنى التحتية لسد الغياب الرسمي في هذه المنطقة.



 

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل