خاص العهد
درع "نتنياهو".. وإفادة "اليونيفيل" المنقوصة
فاطمة سلامة
ربما لا تحتاج "جوقة" الافتراء والأضاليل التي يقودها كيان العدو خلال الأيام الماضية أية تفسير. الجميع يعلم أنّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في وضع حرج، وحرج جداً على المستوى الداخلي ما يدفعه للبحث عن إبرة في كومة قش. ومن هنا، جاءت بدعة "الفيديو" للمتحدث باسم جيش الإحتلالالتي ظهر فيها من داخل نفق في كيان العدو، قال أنه تابع لحزب الله، وزعم أنه اكتشفه للتو. وعلى الفور، أعلن العدو الصهيوني المنطقة الفاصلة مع لبنان بـ"العسكرية المغلقة" وأطلق حملة عدوانية ضد لبنان بعنوان "درع الشمال".
هذا السيناريو الذي لم تتخط فيه نجاحات كيان العدو دائرة الـ "سوسبينس" الإعلامي، لم يكن مستغرباً من كيان له باع طويل في اختلاق ونسج السيناريوهات لغاية في نفسه. لكن ما بدا مستغرباً تمثّل في بيان قوات الطوارئ الدولية "اليونيفيل" أمس الخميس، والذي لفتت فيه الى أنها تفقدت ميدانياً ما كشف عنه جيش الاحتلال، وقامت بزيارة تفتيشية تستطيع التأكيد بعدها وجود نفق في الموقع.
بيان "اليونيفيل" يُثير السؤال عن مستوى الضغط الدولي والصهيوني الذي تعرّضت له قوات الطوارئ حتى تبادر وبسرعة البرق الى تنفيذ مهمة بدت فيها كمن يتبنى وجهة نظر واحدة، في وقت تُستباح فيه سماء لبنان بشكل شبه يومي من قبل العدو الصهيوني ويُخرق فيه القرار 1701 آلاف المرات، فيما لا نرى بيانات مماثلة. أكثر من ذلك، بدت إفادة "اليونيفيل" غير كاملة ومنقوصة، وفق ما يؤكّد اللواء عبد الرحمان شحيتلي لـموقع "العهد" الإخباري مشدداً على ضرورات تعزيز الإجراءات والتحضيرات الدفاعية عن لبنان.
يطرح شحيتلي الكثير من علامات الاستفهام حول توقيت إثارة الموضوع بعد عقود من الزمن، سيما بعد الانتصار في حرب تموز/ يوليو 2006، و يسأل لماذا ترك العدو الصهيوني نظرية "الأنفاق" كل هذه المدة؟، هل ليكونوا بمثابة "مسمار جحا"؟. يعود المتحدّث ليؤكّد بأنه ليس هناك أي خرق لقرار 1701، على اعتبار أن الأنفاق إن وجدت فهي من مخلفات حرب تموز وربما ما قبلها، وليست جديدة. يُشدد شحيتلي على أنّ من واجب "اليونيفيل" الكشف عن عمر هذه الإجراءات الدفاعية، وهذه مهمة سهلة جداً من خلال تفاصيلها أو أي بقايا أخرى. يعود محدثنا ليسأل: لماذا يُثار الأمر الآن ويجري التعتيم على عمر هذه الإجراءات..؟. يضع الأمر برسم الأمم المتحدّة. ثم يسأل: ماذا بعد هذه الإثارة المقصودة؟. يوضح أنه لا شك هناك هدف صهيوني و"الأنفاق" شماعة لتنفيذه، لكنّه يستبعد أن يكون هدفاً عسكرياً. برأيه هناك هدف سياسي؟ "إسرائيل" تشن حرباً سياسية ودبلوماسية ونفسية، تريد من خلالها تقليب الرأي العام ضد حزب الله ومحاصرته في بيئته، لكنها لن تنجح. يسعى كيان العدو للضغط على لبنان لينعكس ذلك في الاقتصاد، وتأزيم الوضع أكثر فأكثر.
يعلّق شحيتلي على التحرك الفوري لقوات "اليونيفيل" على الأرض وإسراعها في إجراء تفتيش، فيشير الى أنّ "إسرائيل" لديها قدرة كبيرة جداً في الضغط على كافة الدول الأوروبية لدرجة إعطائها أوامر، وهذا ما يُفسّر تعرض القوات العاملة في "اليونيفيل" لضغط من دولها ما دفعها الى مباشرة التقصي. وهنا يلفت الى أنّ الدول لا تستطيع الوقوف بوجه أميركا التي تراعي "إسرائيل" الى حد كبير.
يوضح شحيتلي ـ انطلاقاً من خبرته الطويلة في التنسيق مع "اليونيفيل" وهو العارف بعقلية الأمم المتحدة ـ، يوضح أنّ الأخيرة لا تميل الى مواجهة "إسرائيل" بالعكس تقف الى جانبها، لكن إذا واجهنا نحن كدولة لبنانية "إسرائيل" تقف عندها الأمم المتحدة على الحياد. وهنا يتوقف المتحدّث عند نقطة أشار اليها البيان تكمن في أنّ القوة الأممية سترسل نتائج التحقيق في قضية الأنفاق الى الدولة اللبنانية، فيشدد على أنّنا لسنا خجولين أبداً من هذا الموضوع، فالإجراءات الدفاعية قديمة ولمواجهة أي اعتداء صهيوني، وفي حال كان ممتد بعضها الى داخل الكيان فهذا طبيعي للدفاع عن أنفسنا في وجه أي انتهاك، الصهاينة دخلوا الى أراضينا، واستباحوا سيادتنا.
يرى شحيتلي أنّ على الدولة اللبنانية الرد في حال وُجّه اليها السؤال بالقول: نعم هناك إجراءات دفاعية قبل عام 2006 من مخلفات التدابير الاحترازية، ولنا الحق كدولة وشعب ومقاومة اتخاذ كافة الاجراءات على مختلف أراضينا للدفاع عن أنفسنا. برأي شحيتلي فإنّ من واجب الدولة مطالبة "اليونيفيل" بتحديد تاريخ إنشاء هذه الإجراءات عبر مندوبين لهذه الغاية، ما يدحض المزاعم الصهيوينة دحضاً كاملاً.