معركة أولي البأس

خاص العهد

هكذا يستعدّ مستشفيا
28/03/2020

هكذا يستعدّ مستشفيا "الحكمة" و"البتول" في البقاع لحرب الـ"كورونا"

ياسمين مصطفى

مرةً جديدة، يُثبت حزب الله حضوره الفاعل في لبنان بكل قدراته وإمكانياته البشرية والفنية لمواجهة أيّ استحقاق يعرّض لبنان للمخاطر. هذه المرة تُرجم حرصه صحيًا، فمع استمرار ارتفاع أعداد المُصابين بفيروس "كورونا" في لبنان أعلن الحزب عن خطّة متكاملة قوامها جيوشٌ من الممرّضين والأطبّاء والتقنيين والفنيين والمتطوّعين، في كلّ مؤسساته الصحية.

ولأنّ الخطر الداهم قد يصبح مع كل يوم جديد وإصابات جديدة أكبر من أن تستوعبه المستشفيات الحكومية، كان لا بدّ من استطلاع وضع المستشفيات الخاصة في البقاع، وتحديدًا تلك التابعة لحزب الله، فيما لو انتشر الفيروس هناك على نحو واسع.

مدير مستشفى البتول في البقاع: سنكون كتفا إلى كتف مع المشافي الحكومية في مواجهة كورونا

مدير مستشفى البتول في البقاع علي شاهين يؤكد في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن المستشفى كان سبّاقًا منذ بداية الأزمة في تشكيل فريق متخصص لمواجهتها، خضع لورش تدريبية مكثفة كلٌّ بحسب اختصاصه، وتمّ اختيار مجموعة من الفريق للقيام بتدريب الكوادر التمريضية في المشافي الحكومية في منطقة بعلبك-الهرمل، وقد أقام أول ورشة تدريبية قبل يومين للكادر التمريضي في مستشفى بعلبك الحكومي، لمساندته على مواجهة انتشار الوباء.

وفي رده على سؤال حول إمكانية انضمام مستشفى البتول للمشافي المتخصصة حصرا باستقبال ومعالجة مرضى "كورونا"، يقول شاهين " مبدئيًا سيتم تخصيص مستشفييْ بعلبك والهرمل الحكومييْن لاستقبال مُصابي كورونا، وبعد أيام سيتم فتح غرف العزل والحجر الصحي في مستشفى الهرمل الحكومي، وفي حال كانت الحاجة أكبر من أن يستوعبها هذان المستشفيان فالتوجه لدى الحكومة أن يصار إلى تخصيص مستشفى دار الأمل الجامعي للغاية نفسها، أما في حال لا سمح الله استفحل الوباء في منطقة البقاع فإننا حاضرون في مستشفى البتول لهذا السيناريو".

يشير شاهين إلى أن ثمة الكثير ممّن يُعانون من أمراض قد تكون أكثر خطًرا من "كورونا"، ومن أجل ذلك يجب عدم استنزاف كل المشافي في المنطقة لمواجهة الفيروس، وعليه نحن نتحرك بالتنسيق مع وزارة الصحة خطوة بخطوة مع كل مستجدّ في هذا الخصوص".

وعن استقبال الحالات المشتبه بإصابتها وكيفية عزلها لمنع انتقال العدوى، يشرح شاهين أن ثمة منظومتين وبروتوكولًا للتعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس في مستشفى البتول، ولأجل ذلك يوضح أنه تم استحداث 3 غرف عزل أو المعروفة باسم negative pressure، بمجرد وصول الحالة المشتبه بها يتم عزلها هناك، وبعد إجراء فحوصات مخبرية وفحص أشعة ورصد أية عوارض شبيهة بعوارض "كورونا"، يتم إرسال نتائج الفحوصات إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت ليبنى على الشيء مقتضاه، فإمّا تُنقل الحالة إلى الحجر العام في المشفى الحكومي عبر سيارات الصليب الأحمر اللبناني، وإمّا يتم الطلب منها التزام الحجر المنزلي، وهنا يؤكد وجود لجنة مخصصة في القطاع لمتابعة الحجر المنزلي ومراقبته.

هكذا يستعدّ مستشفيا "الحكمة" و"البتول" في البقاع لحرب الـ"كورونا"

وكي لا يتكرر سيناريو مستشفى سيدة المعونات حيث انتقل فيروس كورونا إلى عدد من عناصر الكادر الطبي وزوار ومرضى آخرين، يُبيّن شاهين في حديثه لموقعنا أنه تم وضع خطة لعزل مكان استقبال الحالات المشتبه بها في المستشفى عن باقي زواره وقاصديه، ويضيف: "حددنا مدخلًا واحدًا لكافة الزائرين للمستشفى للخدمات الأخرى غير مصابي كورونا، وألغينا الزيارات بشكل تام وخففنا من عديد الكادر الإداري والفني بحيث تتم المداورة في الدوامات للوقاية من انتشار الفيروس، كما عزّزنا الحرس بحيث أنه كلّما دخل مريض معه جمهور كبير يتم التعامل معهم لعدم دخولهم جميعا إلى المستشفى".

ومن ضمن الخطوات الاحترازية التي اتخذها مستشفى البتول، إيقاف العمليات الجراحية الباردة وإقفال عيادتي الأسنان والعيون لأن منظمة الصحة العالمية اوصت بأنهما مصدر للعدوى.

مستشفى دار الحكمة: سنكون خطّ الدفاع الثاني

مدير العلاقات العامة في مستشفى دار الحكمة في بعلبك بلال شمص بدوره يؤكد التزام المستشفى بالخطة التي أطلقها حزب الله لمواجهة الوباء، والتي كان أعلن عنها رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين، ويقول لـ"العهد" أن المستشفى جاهز لاستقبال مرضى "كورونا" في حال تطوّرت الأوضاع وفاقت قدرة المشافي الحكومية في المنطقة على استيعاب المرضى، ويوضح أن الإدارة استحدثت غرفة عناية خارج مبنى المشفى كليا لاستقبال أية حالة مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا تبعا لوجود عوارض شبيهة بعوارض الوباء.

حتى اليوم، استقبل مستشفى دار الحكمة حالة واحدة مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا، بحسب شمص الذين يشير الى أنها حوّلت سريعًا الى المشفى الحكومي، والسبب في ذلك أن الأولوية اليوم في معالجة مرضى كورونا هي للمستشفيات الحكومية التي يتم تجهيزها تباعا.

ويلفت شمص الى "أننا سنبقى في مستشفى دار الحكمة خط الدفاع الثاني في مواجهة الوباء، وسنكون جاهزين للسير بالخطة ب في حال تفاقم الوضع وارتفع عداد المُصابين بشكل يتعذر على المشافي الحكومية استيعاب العدد الكبير من الإصابات"، ويردف "منطقة بيروت حتى اليوم فيها العدد الأكبر من الإصابات والإصابات المحتملة ولما لم يكن بإمكان مستشفى رفيق الحريري الحكومي استيعاب كل الحالات كان لا بدّ من اعتماد مستشفى السان جورج أيضا لمؤازرة المستشفى الحكومي، أما في حال وصلنا على صعيد البقاع إلى مرحلة تعذّر فيها على المشفييْن الحكومييْن في بعلبك والهرمل استيعاب الإصابات فنحن حاضرون لفتح مستشفى دار الحكمة أمام مرضى كورونا".

هكذا يستعدّ مستشفيا "الحكمة" و"البتول" في البقاع لحرب الـ"كورونا"

ويُسهب شمص في الحديث عن الخطة التي تقوم على توزيع المهام على الأقسام في المستشفى، فيوضح أنه سيتم في حال اتخاذ قرار باستقبال مصابي كورونا إخلاء المستشفى من كل الأقسام ووقف استقبال كل المرضى ما عدا قسمي التوليد والعناية بالأطفال الخدّج، على أن يكون هذا القسم مفصولا عن الأقسام التي ستستقبل مرضى كورونا.

يتضمّن مستشفى دار الحكمة-بحسب شمص- ثماني غرف للعناية الفائقة فيها أجهزة تنفس اصطناعي resperator وثماني أسرّة، إضافة إلى 60 غرفة لاستقبال مرضى كورونا ممن لا يحتاجون لتنفس اصطناعي وتحتمِل حالتهم المتابعة وعلاج عوارض الوباء في الغرف العادية.

ويضيف: "لدينا فريق خاص بالطوارئ، وآخر خاص بالعناية، وفريق أيضًا للغرف العادية، وكل هذه الفرَق معزولة عن بعضها بعضاً ضمن خطة وإجراءات وقائية صارمة".

حتى الساعة، يؤكد شمص أن لا قرار لتحويل مستشفى دار الحكمة لمشفى خاص بمرضى فيروس كورونا.

وعن خطة مستشفى دار الحكمة على صعيد كادرها التمريضي، يقول شمص لـ"العهد" إنها تتضمّن تقليصًا لعدد الممرضين إلى 150 منعًا لانتشار الوباء داخل الصرح الطبي، ويُشير إلى أنه سيتم اعتماد دوام خاص للوقاية من انتقال الوباء في حال تخصيصه لمرضى كورونا، وذلك بأن يخدم الممرض أسبوعا كاملا في المشفى معزولا عن أسرته، ومن ثم التعطيل أسبوعا آخر، وبعد اكتمال الأسبوعين دون ظهور أية عوارض عليه يتم السماح له بزيارة أهله أربعة أيام ثم يعود بعدها إلى عمله، مُطمئنًا إلى أنه يتم تقييم وضع الكادر الطبي والتمريضي الصحي من قبل أطباء متخصصين.

فيروس كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد