معركة أولي البأس

خاص العهد

السفير السوري لـ
17/01/2019

السفير السوري لـ"العهد": اعتذرت عن عدم حضور افتتاح القمة.. والجامعة العربية أساءت كثيراً لسوريا

فاطمة سلامة

حتى اللحظات الأخيرة، بقيت الإجابة معلّقة حول حضور سوريا من عدمه في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تستضيفها بيروت. حسم هذه المشاركة ربما كان حدثاً في حد ذاته بالنسبة للكثير من المؤسسات الإعلامية. فالسجال حول هذه المسألة لم يتوقّف، لما يُضفيه الحضور السوري من قيمة خصوصاً أنّ سوريا تتحضّر لمرحلة إعادة الإعمار. النقطة التي تعني الكثير في الميزان الإقتصادي، وبالتحديد في قمة تحمل طابعاً اقتصادياً. وهي النقطة التي من المتوقّع أن تحمل أرباحاً هائلة للبنان الذي سيتحوّل ـ بحكم الجغرافيا ـ الى بوابة للعابرين نحو سوريا، ومُرتكز رئيسي للكثير من البلدان. 

أما الآن، وفيما قُضي الأمر مع بدء العد العكسي، وحُسمت الأمور لجهة تغييب سوريا بسبب عناد بعض العرب الذين تآمروا عليها، ويكابرون برفض الهزيمة والحقيقة المُرة بالنسبة اليهم. تمضي سوريا باتجاه المزيد من الانتصارات غير آبهة بالازدواجية "المضحكة" التي يمارسها البعض والذي من جهة يعترف بسوريا العربية، وييمم وجهه شطرها، ومن جهة أخرى يرفض إعادتها الى الجامعة العربية المتخاذلة باعتراف التاريخ. تمضي سوريا ولا يهمها كل الضجيج المثار، جل همها حماية سيادتها، وفق ما يؤكّد السفير السوري علي عبدالكريم علي في حديث لموقع "العهد" الإخباري. ويشدد علي أنّ دمشق اعتذرت عن حضور افتتاح القمة بعد دعوة وُجهت اليه شخصياً من وزارة الخارجية اللبنانية، فالسفارة ترفض المشاركة في قمة لا توجه فيها دعوة لسوريا. 

وفيما يُشدّد السفير السوري على أنّ الجامعة العربية أساءت كثيراً لسوريا، وبالتالي فإنّ عدم حضورنا بديهي، يلفت الى أنّ دمشق مرتاحة جداً لجهة نتائج الانتصارات التي تتوالى، فالذين حاولوا الاستثمار طويلاً في الإرهاب يدركون أنهم وصلوا الى الطريق المسدود، ويضطرون لإجراء مراجعة شاملة بعد انقلاب الموازين، ليس لأجل سوريا بل لأجل  مصالحهم. الرأي العام بدأ يُحاصر أنظمته التي كانت رأس حربة في الحرب السورية، فيما تستعيد سوريا السيادة بمؤازرة محور المقاومة والأصدقاء. 

ويلفت علي الى أنّ فصول المواجهات لم تنته بعد، فسوريا تدرس ملفاتها جيداً وتعيد تقييم الأدوات والعلاقات مع الحذر والحرص. وهنا ينصح السفير السوري البعض بأن يولوا أهمية لسيادة دولهم بعيداً عن التبعية، فسوريا واجهت حرباً كونية لأجل السيادة ودفعت في سبيل ذلك ضريبة "باهظة". وهنا يشير علي الى أن سوريا سعيدة بمراجعة أية دولة لموقفها، ولكن هذا الأمر يستدعي من القوى والأحزاب والدول أن تناقش مصالحها بمعيارية وأن تولي أهمية في الدرجة الأولى للسيادة، فالمنطقة يستبيحها الطامعون والمستعمرون، يختم المتحدّث.

إقرأ المزيد في: خاص العهد