خاص العهد
لبنان يُنجز المرحلة الأولى من "العودة الآمنة".. ووزير الأشغال لـ"العهد": كانت "ناجحة جداً"
فاطمة سلامة
ينصب البعض العداء لحكومة الرئيس حسان دياب من منطلق "الحقد الأعمى". تلك الحكومة لا نبالغ إذا قلنا إنها تعمل ليل نهار وتجترح المعجزات لإحياء بلد ميت سريرياً. وفي المقابل، يخرج من ينتقد لأجل الانتقاد، ويزايد لأجل تسجيل موقف سياسي هنا أو هناك. جردة سريعة لما قامت به هذه الحكومة التي جاءت في زمن أقل ما يُقال فيه إنّه صعب، يظهر أنها لم تشهد يوم راحة منذ ولادتها، بل وُجدت لتعمل وتواجه التحديات. آخر تلك التحديات كان يوم أمس مع انطلاق المرحلة الأولى من عودة المغتربين من الخارج. ذاك التحدي ورغم كل ما يُغلّفه من صعوبات وتعقيد تخطاه لبنان بنجاح، محقّقاً العودة الآمنة لأبنائه. وهو الأمر الذي دفع بالبعض ممّن يختلفون مع الحكومة الى الاعتراف بجدارة التدابير المتخذة وأهميتها، انطلاقاً من مبدأ واضح أنّه لا يمكن لأحد أن يحجب الشمس بالغربال. فمن يُشاهد على وسائل الإعلام الظروف التي تمّت بها عملية إعادة المغتربين، والجدية العالية التي ترجمها الحضور المبكر لرئيس الحكومة والوزراء على الأرض، لا يمكنه سوى رفع القبعة لكل ما تحقّق. مع الإشارة طبعاً الى كمية الجهد الجبار المبذول لتحقيق هذا الأمر والذي ساهمت فيه أياد عدة. فكيف يُقيّم مسؤولون شاركوا في إنجاز المهمة المرحلة الأولى؟.
وزير الأشغال: عودة ناجحة جداً
وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار يُقيّم في حديث لموقع "العهد" الإخباري المرحلة الأولى من عودة المغتربين بـ"الناجحة جداً". وفق حساباته، فإنّ كل التدابير والتفاصيل الوقائية كانت مأخوذة بعين الاعتبار، وهذا الأمر لمسه المواطنون. ويُنوّه نجار بالعمل الجماعي الذي تم بين كافة الوزارات في الدولة اللبنانية، ما أوجد الطمأنينة للمواطنين الموجودين في الوطن وللقادمين من الخارج.
ويُشدّد نجار على أنّ أهم ما تحقق أمس هو العودة الآمنة التي عملنا لها بجد وكنا حريصين على تأمينها، والتي تكلّلت بنتائج الفحوصات السلبية التي صدرت أمس الأحد.
رئيس الدائرة الصحية في المطار: رغم الثقة لم نكن نتوقع هذه المرونة
رئيس الدائرة الصحية في المطار ورئيس الحجر الصحي الدكتور حسن ملاح يعرب في حديث لموقع "العهد" الإخباري عن تفاجئه بالانسيابية التي سارت فيها الأمور والتي تحوّل فيها المطار الى "خلية نحل". بكل صراحة يقول كان لدينا ثقة بالنفس، لكننا لم نكن نتوقع أن تسير الأمور بهذه الطريقة وعلى هذا النحو من المرونة. وفق ملاح، تمّت العملية بشكل جيد جداً، وقد عبّر عن هذا الأمر العائدون الذين عبّروا لنا عن امتنانهم وشكرهم للاجراءات والتحضيرات، لا بل قالوا لنا بالحرف الواحد إن ما رأيناه في مطار بيروت، لم نره في أي مطار بكل صراحة. أولئك أثنوا على الجهد المبذول كثيراً. وهنا يوضح ملاح أننا كعاملين على الأرض لا نريد أي ظهور إعلامي لأجل الظهور، ولكن أحياناً نكون مضطرين لنقل هذا الواقع وطمأنة الناس.
ويوضح ملاح أننا كنا نتوقّع كلجنة طبية أن يكون هناك صعوبات، لأنّ وصول المسافرين يُحتّم على الفريق الطبي الخاص بالمطار والمؤلف من نحو 20 شخصاً، يحتم علينا تطبيق ثلاث أو أربع مراحل منذ لحظة تواجدهم في الطائرة وحتى خروجهم، ولكن أعود وأكرّر أنّ الأمور سارت بكل مرونة وسلالة. حتى برزت لدينا مخاوف من أن تؤدي الإجراءات ورحلة السفر الطويلة والمتعبة الى تذمر الناس ونفاد صبرهم، ولكن الحمد لله استطعنا بكل "تهذيب" وحكمة أن نستوعب الجميع ونقدّر تعبهم وهم في المقابل تعاطوا معنا بكل إيجابية وتعاونوا معنا وأثنوا على الجهد المبذول. ويتطرّق ملاح الى التحضيرات اللوجستية على الأرض، فيوضح أن كل شيء كان مؤمناً وكل الأدوار تكاملت وجرى تقسيمها بشكل دقيق، والجميع التزم بالمهمة التي أوكلت اليه.
كم ساعة تواجدتم على الأرض؟ يجيب ملاح بالإشارة الى أننا بقينا "واقفين" على الأرض منذ الصباح الباكر حتى الثالثة فجراً، لكنّه يشدّد في المقابل على أنّ ما قمنا به هو واجبنا والفريق الطبي أدى المهمات الموكلة اليه بكل رحابة صدر ولم يتذمر، فعندما نعمل في سياق خدمة الناس لا نشعر بالتعب أو التململ، حتى أنّ سير العملية على هذا النحو دفعني الى التواجد اليوم باكراً في المطار في الوقت الذي من المقدّر أن يكون للراحة، وكل ذلك نتيجة عدم وجود أي إحباط.
ويعيد رئيس الدائرة الصحية في المطار التأكيد لموقعنا أنّ مسار المرحلة الأولى كان جيداً جداً، ولكن بكل صراحة من لا يعجبه شيء لن يعجبه مهما بذلنا من جهود. ولم أكن أتوقع -يقول ملاح- أنّ طائرات أفريقيا التي ستصل آخر الليل وعلى متنها مسافرون تعبون، لم أكن أتوقع أن تسير بهذه الطريقة السلسة والانسيابية بلا أي مشاكل، خصوصاً أن الرحلة كانت طويلة وعلى متنها مسنون لم يقووا على السير جراء تقدمهم في السن.
وفيما يتعلّق بالمرحلة القادمة، يقول ملاح إننا سنتبع نفس الاجراءات، ونجاح المهمة يتوقّف على التزام الناس، وتفهمهم لضرورة اتباع التدابير والاجراءات، موجهاً في الختام التحية الى الاعلاميين الذين ساهموا في نقل الصورة بطريقة بناءة، والذين تعبوا وبقوا في الخارج منذ الصباح حتى منتصف الليل.