خاص العهد
النائب هاشم يروي لـ"العهد" قصّة أرض جده التي تحوّلت الى معلم سياحي للعدو
فاطمة سلامة
أن تستقبل أحد الفيديوهات على هاتفك الشخصي وفيه مستوطنون صهاينة يسرحون ويمرحون في أرض أجدادك، التي هي بطبيعة الحال أرضك، فهنا قمّة المعاناة. ليست سهلة أن تُسلب منك الأرض وينعم المحتل بخيراتها. ليست سهلة، ولا يشعر بمدى قساوتها ومراراتها سوى من يُعايش هذه التجربة، بكل تفاصيلها. عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم شاهدٌ على ما تقدّم، يروي لـ"موقع العهد الإخباري" كيف تلقى فيديو وصور المحتل بكل غصّة. فهذه الأرض التي تقع في مقاصر الدود بمزارع شبعا، وحوّلها العدو معلماً سياحياً للتزلج هي ملك لجده قاسم حسين هاشم منذ عام 1930.
للوهلة الأولى يشعر الإنسان بغصة وألم، يقول هاشم إن "أيّ عاقل يملك ذرة من الكرامة.... لا يقبلها على نفسه مُطلقاً". ثمّة عاصفة من الشعور تختلج في وجدانه وتهزه كإنسان من الداخل. يُبدي حيالها الكثير من الأسف، والعتب. أسف على أرض تُنتهك سيادتها. وعتب على فئات ـ في موقع المسؤولية ـ تُشاهد وتتفرّج على أرض تُسلب ولا يعنيها مُطلقاً. تتلهى بالقشور التي لا ترتقي الى مستوى الوطنية. تدير الآذان الطرشاء والعيون العمياء ولا يعنيها احتلال أرض وانتهاك وطن وسيادة.
يعز على هاشم كثيراً أن يشاهد أرضه من بعيد، ولا يستطيع الوصول اليها. يؤكّد أنها ليست المرة الأولى التي يُشاهد فيها أرض جدّه بهذه الحالة. ففي إحدى المرات التي قصد فيها أوروبا منذ ما يُقارب العشر سنوات، شاهد في أحد المعارض الأوروبية صوراً لمعالم سياحية، منها أرض جده التي تُشكّل متنفساً وحيداً للصهاينة في تلك المنطقة. يؤكّد أنه نشأ على حب هذه المنطقة وتمسكه بها رغم أنها مسلوبة. فالمرحوم والده لطالما حدّثهم عن هذه الأرض المسلوبة بفعل الاحتلال.
يُشدّد هاشم على أن القضية ليست شخصية بحتة. إنها قضية وطنية بامتياز. نحن أصحاب قضية عانينا من الاحتلال وتواجده في أرضنا العربية. وعانينا ولا زلنا نعاني، خصوصاً في لبنان وسوريا، حيث يحكمنا التاريخ والجغرافيا مع أبناء الجولان المحتل، وتربطنا قضية واحدة ومعاناة مشتركة. لذلك، نحن نعرف معنى الكرامة الوطنية والسيادة كما هي في جوهرها، ليس في الخطابات الرنانة والانشائية.
يوضح هاشم كيف عانينا ونعاني منذ عام 1948 الى اليوم في كل مناطقنا في الجنوب والعرقوب ومزارع شبعا. يعود ليُكرّر انّ تحويل الأرض الى فرصة يستثمرها العدو الصهيوني عبر إقامة معلم سياحي يُشكّل مأساة قوية، تُعطينا الحق بأن نسأل الدولة اللبنانية والحكومات التي تعاقبت ماذا فعلت لحماية الأرض وصون سيادتها.
يختم عضو كتلة "التنمية والتحرير" بالإشارة الى أننا أصحاب قضيّة محقة لا يجوز معها أن نبقى بموقع المتفرّج والمتلهي بالمصالح والمكاسب السياسية على حساب الكرامة والسيادة.