خاص العهد
القاضي مازح يروي لـ"العهد" رحلة الاستقالة: لهذه الأسباب قدّمتها
فاطمة سلامة
حين أصدر قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح قراره الشهير القاضي بإسكات السفيرة الأميركية، لم يُفكّر سوى بمصلحة لبنان. انطلق في مقاربته من التداعيات الخطيرة لتصريحات السفيرة الفتنة على السلم الأهلي. وعليه، بادر بقلب شجاع غير آبه بتداعيات هذه الخطوة على مصيره في السلك القضائي. أمس الإثنين، اتصلّ أمين سر مجلس القضاء الاعلى القاضي رودني ضو بالقاضي مازح ليبلغه بضرورة حضوره الى مجلس القضاء الأعلى اليوم الثلاثاء للاستماع إليه. عندها، اتخذّ مازح قراره بالاستقالة وأعلن عبر موقع "العهد" الإخباري أنّه سيتقدم بها اليوم الثلاثاء رفعاً للحرج عن مجلس القضاء الأعلى وحرصاً على كرامته. بعدها تلقى مازح اتصالات كثيرة لثنيه عن الاستقالة، إلا أنّ الاتصال الذي آتى أكله كان من صديق عضو في مجلس القضاء الأعلى قال له إنّ الاستدعاء لا يتعلّق بالقرار القضائي بل بظهوره الإعلامي. أمام هذا الكلام، قرر مازح تلبية الدعوة للقضاء فلا حرج ولا مانع لديه طالما لا تتعلّق القضية بالقرار الجريء الذي اتخذه. إلا أنّ مازح فاجأنا اليوم بتقديم استقالته، فما الذي حصل؟.
يقول مازح في حديث لموقع "العهد" الإخباري: "توجّهت صباحاً الى مجلس القضاء الأعلى للاستماع اليّ حول إطلالاتي الإعلامية إلا أنني تفاجأت فور حضوري بإبلاغي من قبل أحد الأعضاء في المجلس بأن وزيرة العدل ماري كلود نجم أحالت القضية إلى التفتيش المركزي. حينها وقبل أن أدخل الى الاجتماع، قلت لهم أعطوني ورقة، فكتبت عليها: "حضرات السادة رئيس وأعضاء مجلس القضاء الأعلى أتقدّم لحضرتكم بإنهاء خدماتي من القضاء". بعد ذلك قدّمت كتاب الاستقالة فوراً لدى القلم في المجلس".
وفي معرض حديثه لموقعنا، يؤكد مازح: استقالتي نهائية هذه المرة قدّمتها بضمير مرتاح بعدما قمت بواجبي وأصدرت قراري القضائي بناء على معطيات قانونية. ويكرّر :استقالتي نهائية لأن قراري القضائي كان قانونياً وجرى تسييسه حيث أخذت القضية بعداً سياسياً، وهذا ما لا أرضاه حفاظاً على كرامة القضاء.
لا شك أنّه وبتقديم مازح استقالته خسر السلك القضائي واحداً من القضاة الشرفاء في هذا البلد. قاض يصح القول فيه إنه سابقة تحدى سفيرة الهيمنة والفتنة الأميركية. قاض حافظ على يمينه الدستوري فصانه، على أمل أن يُعمّم نموذج مازح في الكثير من القضايا، وعلى أمل أن يكون مازح فاتح عهد القضاة الاستشهاديين.
ماذا يقول القاضي مازح لـ"العهد" عن قراره القضائي وسفيرة الفتنة؟