معركة أولي البأس

خاص العهد

معامل حمص تلتف على
06/07/2020

معامل حمص تلتف على "قيصر"

محمد عيد

 

فرض ما يسمى بقانون "قيصر" حصاره الرهيب على الكثير من القطاعات الهامة في سورية ولا سيما القطاع الصحي الذي لا يحتمل الانتظار بحكم حساسيته الشديدة وتعلقه بحياة الناس بشكل مباشر. وجاءت جائحة كورونا لتزيد الأمور تعقيدًا. وحين حرم قانون قيصر على السوريين استيراد غازات الأوكسجين والنتروجين والهيليوم، حوّل السوريون الأزمة إلى فرصة فبادروا إلى زيادة الإنتاج المحلي من هذه المواد المرتبطة عضويًا بالقطاع الصحي وخاصة غاز الأوكسجين عبر طرائق خلاقة ومبدعة.

قريبا سنستغني عن الاستيراد نهائيًا

أغلق ما يسمى بقانون قيصر باب الاستيراد أمام الاحتياجات الضرورية للقطاع الصحي السوري وخاصة ما يتعلق بأجهزة التنفس الصناعي التي باتت حوامل النجاة الأساسية لمرضى كورونا. وهو ما دفع السوريين لتفعيل هذه الصناعة من خلال الدخول على خط تلبية القسم الأكبر من الاحتياجات المحلية عبر الركون إلى انتاج المادة محليًا والتوقف عن الاعتماد على الاستيراد الذي يكلف الخزينة السورية مبالغ هائلة وبالقطع الأجنبي.

 وفي تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري يرى مدير مصنع الأوكسجين في مدينة حسياء الصناعية محمد حاج حسين أن معمل أوكسجين النبك هو المعمل الوحيد في المنطقة الصناعية بحسياء لإنتاج الغازات الطبيعية والصناعية والحالة السائلة والغازية، ومنتجاته في الحالة السائلة هي الأوكسجين والنتروجين والأرغون.

معامل حمص تلتف على "قيصر"

حاج حسين يؤكد أن معمله وخلال مدة قصيرة تساوي التهديد بتطبيق قانون قيصر، نجح في زيادة انتاجه من الأوكسجين الذي يستخدم في الخدمات الطبية بالإضافة لاستخدامه بشكل كبير في صناعة الحديد والصلب واستخدامه كذلك في العديد من الصناعات الهندسية والكيميائية.

وبالنسبة لإنتاج غاز النيتروجين الذي هو عبارة عن غاز يستخدم في آبار النفط والغاز، كشف مدير المعمل أنه كان سابقا عبارة عن غاز مستورد من الخارج "نستورده من دول الجوار وحاليا يتم انتاجه في سوريا وان شاء الله قادرون على انتاجه بشكل يغطي جزءا كبيرا من حاجة البلد بالإضافة إلى منتج الأرغون وهو عبارة عن غاز يستخدم في صناعة خطوط الإنتاج والآلات بالإضافة إلى خطوط النفط والغاز".

الهواء مادة أولية متوفرة بسخاء

من جانبه يلفت المدير التشغيلي للمعمل حسام الحاج حسين لموقع "العهد" الإخباري الى توجه السوريين نحو القدرة على الاستغناء النهائي عن الإستيراد من الخارج وتلبية حاجة البلد من الغازات الطبية والصناعية: "الطاقة الإنتاجية للمعمل تبلغ سنويًا عشرة آلاف طن في الحالة السائلة والمعمل يغطي حاليًا حوالي ثمانين في المئة من حاجة السوق في الوقت الحالي، ونتجه نحو الاستغناء النهائي عن موضوع الاستيراد".

المدير التشغيلي يوضح أن معمل الأوكسجين لا يحتاج إلى مواد أولية ويستخرج الأوكسجين وبقية الغازات من الجو حيث يقوم بتنقيتها وفلترتها وتحويلها إلى الحالة السائلة دون أن يترك فيها أية مخلفات مضرة بالبيئة، مشيرا إلى أن الغازات الطبية والصناعية للمشافي مثل النتروجين والأرغون تستخدم كمستلزمات صناعية.

الخطوة عكست قدرة وإرادة الكوادر الوطنية السورية على إبطال مفاعيل ما يسمى بقانون قيصر عبر الالتفاف عليه بابتكارات محلية ضاعفت مستوى الإنتاج برأسمال بسيط قوامه الهواء الذي يتنفسه الناس فيما بدا انعكاسها واضحًا على شفاء العديد من الحالات من المصابين بوباء كورونا وخاصة الصعبة منها بسبب توافر أجهزة التنفس الصناعي المصنعة محليا والتي فعلت فعلها في أزمة كورونا بالنظر إلى قلة عدد الوفيات وقدرة القطاع الصحي السوري على التعامل مع هذا الوباء بشكل معقول رغم قلة الإمكانيات.

حمص

إقرأ المزيد في: خاص العهد