خاص العهد
آخر ساعات عدوان تموز 2006: "اسرائيل" سقطت في البياضة
سامر الحاج علي
رغم التخبط الذي كانت تعيشه قيادة العدو أثناء العمليات التي نفذتها في ما أسمته بحرب لبنان الثانية، إلا أنها كانت وعن تصميم ودراية ودراسة دقيقة للجغرافيا اللبنانية تحرّك قواتها سعياً لإعادة فرض حزام أمني شبيه بالحزام الذي سقط في أيار من العام ألفين، دون أن تضع في الحسبان أن مخططاتها هذه المرة ستصطدم بمن يتقنون لغة الحرب والنزال في اقسى ظروف الاشتباك!
فعند مختلف محاور الجنوب أُحبطت عمليات العدو لا سيما تلك التي حاول تنفيذها خلال الساعات الستين الاخيرة من عمر العدوان، مع ما كان قد سبقها من ضربات مؤلمة لوحدات النخبة الإسرائيلية التي حاولت اختراق خطوط المقاومة بين الحافة الحدودية وعمق الجنوب فشُتّتت ثم بُعثرت ثم عادت محمولة أو منقولة بالجو وعلى ظهر الآليات المحطّمة، بالاخص تلك القوة التي حاولت السيطرة على بلدة البياضة نظراً لموقعها الجغرافي الذي يشكل مفصلاً حيوياً من جهة الناقورة ومن جهة بلدة مروحين التي انطلق منها في محور تقدمه هذا.
يلفت "قاسم" - الاسم الجهادي للضابط المقاوِم الذي شارك بفعالية خلال عمليات التصدي للتوغل الإسرائيلي عند هذا المحور - إلى أن قوات العدو تسللت من نقطة تعرف باسم بوابة زرعيت مقابل بلدة مروحين ودخلتها لتتسلل منها إلى وادي الوسيطة باتجاه بلدة الجبين ثم منطقة الرجمان جنوب بلدة شمع لتصل إلى البياضة، إلا أنها كانت وعلى امتداد هذا الخط تتعرض لقصف مدفعي من مرابض المقاومة الإسلامية ما ألحق فيها خسائر فادحة دفعتها للهروب إلى الأمام، إضافة إلى وقوعها في عدة كمائن للمقاومين أهمها بين بلدتي شيحين والجبين عندما دُمّرت دبابتا ميركافا من الجبل الرابع، وفي الجبين حيث سقط له قتلى وجرحى نتيجة لاشتباك مباشر مع مجموعة من المجاهدين، وفي منطقة الرجمان حيث أحرقت ناقلة جند معادية بصاروخ مضاد للدروع، وفي شمع التي اشتعلت فيها الأرض تحت مُشاته الذين كانوا يؤمّنون مسار التقدم لدباباتهم.
ويكشف قاسم أن
أدرك العدو متأخراً وبعد ان سلك مسار تقدمه أن المقاومة ترصد تحركاته وتضربه كلما أرادت على طول هذا المحور، فلجأ للابتعاد عن المناطق المكشوفة هرباً من الصواريخ والرمايات المباشرة واختار أن يشق طريقه نحو "وادي الجناني" فيختفي عن الرؤية من جهة بلدة مجدلزون ومحيطها ويؤمن قواته التي وصلت إلى مرتفع القصر الأحمر وأصبحت تشرف على بلدة البياضة التي أمطرتها بقصف مركز وعنيف تمهيداً لدخولها الذي بدأ بتسلل مجموعات المشاة ثم المدرعات.
و
وتواترت خسائر العدو في البياضة التي كان يستخدم لاسقاطها كافة أنواع الذخائر وأشكال الحصار من البر والجر والبحر الذي دمّر أحد المجاهدين فوق أمواجه زورق "سوبر ديفورا" وقتل من كان على متنه موجهاً صفعة قوية لجيش الاحتلال الذي فشل في تحقيق هدفه بالسيطرة على البلدة، بعد أن سلبت المقاومة من ضباطه وجنوده الرغبة في القتال ودفعتهم للتقهقر والانسحاب على الرغم من الإمكانيات المتواضعة التي كانت تمتلكها في ذلك الوقت.
وحول إشكالية الإمكانيات والقدرات تعود إلى الأذهان عبارة كان يرددها الحاج عماد مغنية أمام المجاهدين على الدوام ويرددها عنه الحاج قاسم اليوم، فـ "الذي يقاتل فينا هي الروح" ونحن بروحيتنا العالية نمتاز عن العدو ونصده وننتصر عليه..
يبتسم تلميذ الحاج رضوان قليلاً ثم يؤكد لموقع "العهد" الاخباري: "تطورنا كثيرًا من ناحية التدريب والتجهيز، وعملنا في كافة الميادين وفي حروب مختلفة من حيث التكتيك والجغرافيا، وراكمنا الكثير من الخبرات إلى جانب التخطيط وجمع المعلومات عن العدو.. وللعدو أن يقرر اليوم إذا ما كان جاهزاً ليختبر بأسنا وقوتنا وقدرتنا على إلحاق الهزيمة بجيشه الواقف منذ أسابيع على إجر ونص !!".
حرب تموز 2006عدوان تموز 2006#زمن_النصر