خاص العهد
لا مرحباً ولا سلاماً: فلسطين تجري في عروق شعب البحرين
زينب عبدالله
كثيرةٌ هي المواقف المخزية التي يُحرج بها حكّام الدول العربية شعوبهم، فيتّسم بلدٌ هنا أو هناك بالخيانة برغم رفض شعبه المطلق لأفعال السلطة الحاكمة فيه. وفي الوقت الذي يهلّل فيه هؤلاء لاتّفاق مع عدو الأمة جمعاء، تنتفض الشعوب لترفض هذه الخيانة العظمى بحقّ أقدس المقدّسات. ولكنّ الوقع الأقوى للفعل الرسمي، بغضّ النظر عن شرعيّة الطبقة الحاكمة، يحجب الإنتباه عن الموقف المشرّف الذي تصرّ عليه الشعوب الحرّة من دون استثناء.
وهذه هي الحال بالنسبة لشعب البحرين... ففي إثر إعلان النظام البحريني المتمثّل بآل خليفة التطبيع الأعمى مع العدو الصهيوني، ضاع حقّ شعبٍ حرٍّ ثائرٍ مقاومٍ قدّم منذ فجر تاريخه كلّ الدعم والنصرة والدماء فداءً للقضيّة الفلسطينية.
وعلى الضفّة المشرقة، في مقابل غفلة شيوخ التطبيع هؤلاء، يوجد شعبٌ يؤمن بأنّ النضال مفتاح العودة، شعبٌ نبضه من نبض الأقصى، ونور طريقه من زيت زيتون فلسطين المقدّس، ودمه ثائر لا يعرف السلّام إلا في أجنحة الطيور المرفرفة على شبابيك المسجد الأقصى.
للتعليق على إقدام نظام آل خليفة البحريني على إعلان تطبيع العلاقات مع الكيان "الإسرائيلي"، أجرى موقع العهد الإخباري مقابلة خاصّة مع مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب 14 فبراير في بيروت، الدكتور ابراهيم العرادي، الذي أعلن الرفض المطلق لخطوة النظام البحريني، واصفاً إياها بالخيانة العظمى.
طريق تلّ أبيب قد يكون الأقصر
وفي معرض الحديث عن توقيت هذا الإعلان، شرح الدكتور العرادي أنّ "حكام آل خليفة كانوا في سباق مع الزمن وخاصة بعد ثورة 14 فبراير لإنهاء ملف التظاهرات الشعبية، وهذا الرفض السياسي الذي ما زال حتى اليوم مستمرّاً، بأيّ طريقة. وقد اتخذوا طريق تلّ أبيب وطريق الصهاينة طريقاً استراتيجياً لبقائهم على عروشهم ونيلهم كلّ هذه المكتسبات، وكذلك لتثبيت أولادهم وأحفادهم في الحكم".
وقد شدّد على أنّ "
"لذلك دلالة التوقيت هي سباقهم مع الزمن لتثبيت عروشهم بعد أن هددهم ترامب بإمكانية إسقاطهم في خلال يوم واحد. هذا هو سبب الضغط عليهم لأن ترامب يعرف أن لا شرعية شعبية لديهم وهم يدركون الأمر أيضاً".
طواغيت العرب يطبّعون والشعوب تتحمّل الخطايا
ولدى سؤاله عن الثمن مقابل هذه الخطوة، أكّد العرادي أنّ
شعب البحرين اليوم في حالة غضب وحالة ثورة لن تهدأ. لن يكون هذا الغضب عبارة عن ردّات فعل أو حالة طارئة، بل هذا عمل استراتيجي وتكليف أمّة بأكملها وليس شعباً بحدّ ذاته، هذا ما أكّده لموقع "العهد" مدير المكتب السياسي لائتلاف شباب 14 فبراير، وهو أحد الجهات المؤسسة لثورة البحرين.
مخطّط الخليج "الإسرائيلي" والدمى الحاكمة
وعن المخطّط المرسوم لتحويل منطقة الخليج إلى ما يسمّى بالخليج "الإسرائيلي"، شرح الدكتور العرادي أنّه بالرغم من أنّ
"اليوم، حاكم آل خليفة كذب وقال نحن نعتمد فقط على السعودية وما تقوله السعودية، وخاطب السلطة الفلسطينية وقال لهم نحن مع الإجماع العربي ونكث بهذه العهود كعادته. هم ليسوا أصحاب قرار، لا ملوك الرياض ولا ملوك المنامة. كلّهم مرتزقة، وكلّهم مفاعيل لتنفيذ هذه الأجندات في المنطقة".
وقد كرّر العرادي أنّ
فلسطين قلبُ ثورة البحرين
وتعليقاً على موقف شعب البحرين من أفعال الطبقة الحاكمة، شدّد العرادي على أنّ شعب البحرين مقموع من هذا النظام الذي يحميه ترامب وتحميه الحكومة البريطانية، معتبراً أنّ أهمّ أسباب ضرب ثورة 14 فبراير هو لأنها في مبادئها وفي جوهرها تقف مع القضيّة الفلسطينية. "شعب البحرين في حالة غضب وحزن واستفزاز غير مسبوقة. لقد انفجرت مواقع التواصل الإجتماعي بالهاشتاغات التضامنية مع فلسطين. انكسر حاجز الخوف من جديد رغم القمع والتهديد، وهذه ليست ردّة فعل آنيّة بل هو مسار".
وفي هذا السياق أصرّ العرادي على وجوب أن تعلم جميع الشعوب "أن
المعارضة في البحرين تتوعّد بالتصعيد
ولدى سؤاله عن الخطوات المعدّة في مواجهة تطبيع النظام في البحرين مع العدو "الإسرائيلي" أعلن الدكتور العرادي أنّ ائتلاف شباب 14 فبراير لم يتوقف يوماً عن نصرة الشعب الفلسطيني سواء عبر كوادره الميدانية التي تتلقى الرصاص في الصدور من النظام الخليفي، وتزجّ في السجون أو تهجّر، أو عبر فعالياته في الخارج من خلال المكتب السياسي للإئتلاف.
"لقد سخّرنا كلّ كوادرنا لفلسطين وأقمنا فعاليات في بيروت وفي صور وفي لندن. وسنقيم قدر الإمكان كلّ الفعاليات لنصرة الشعب الفلسطيني".
وقد كشف العرادي لموقع "العهد" الإخباري خبراً حصريّاً مفاده أنّ
في البحرين: نظام جبان وشعبٌ لا يهاب
المفارقة بين الطبقة الحاكمة في البحرين وبين شعب ذلك البلد هي أنّ نظام آل خليفة يعلن التطبيع بكلّ جبن وهو خلف الحجب ويتعامل مع أدواته الرخيصة المدفوعة سلفاً، التي باعت نفسها، فيسكت نوّابه الذين لا يمثّلون الشعب، ويأمرهم بأن لا يتكلموا ولا ينتقدوا وهذا أمر واضح وقد تمّ إعلانه في وكالات الأنباء، أمّا الشعب فرغم القمع يرفع صوته بالرفض والاستنكار.
"
لم ينفَ الدكتور ابراهيم العرادي أيّ احتمال خيانة جديدة يقوم به ملك البحرين: "كلّ شيء متوقّع من هذا الخائن حمد الذي يريد أن يخرج من مأزق ثورة 14 فبراير بأي طريقة، سواء بالمشاركة في العدوان على اليمن، أو بالتطبيع مع الصهاينة، أو بإسقاط جنسيّات البحارنة وتعذيبهم واغتصاب رجالهم ونسائهم. هذا هو حمد بن عيسى آل خليفة الدكتاتور الخليفي في هذه المنطقة".
كلّ شيء متوقّع منهم ولكنّ شعبنا بريء مما يقومون به جميعاً، هذا ما ختم به رجل المعارضة البحرينية، مشدّداً على أنّ ا
ولكن تبقى الحقيقة جليّةً لمن يبصر ويستبصر: بين القدس والحريّة... ثمّة شعبٌ يَقِظٌ، وموقفٌ، وحجرٌ، وسكّينٌ، وبندقيّة...
(*) مقابلة خاصة للصفحة الانكليزية
صفقة القرنائتلاف 14 فبرايرابراهيم العرادي