معركة أولي البأس

خاص العهد

البيض يختفي من الأسواق والعلف مفقود.. ماذا يحصل؟
17/09/2020

البيض يختفي من الأسواق والعلف مفقود.. ماذا يحصل؟

ياسمين مصطفى

بعدما حلّقت أسعار الدجاج والبيض، برزت محاولة لوزارتي الاقتصاد والزراعة لدعم أسعار مادتيْن أساسيتيْن في السلة الغذائية، لكن سرعان ما علت صرخات صغار المزارعين رفضًا للتسعيرة الجديدة ومُطالبةً بالعلف المدعوم أو ربّما "المسروق".

إذًا، "قطبة مخفية" تكمن في الآلية المعتمدة لمسار المنتجات المستوردة المدعومة، من المستورد والموزع إلى التاجر، مرورًا بصغار مربي الدواجن ووصولًا إلى المستهلك، فأين العلف المدعوم؟ ومن المسؤول عن الخلل؟

شركة "سعد فارم" 

مسؤول في شركة "سعد فارم" المنتجة للبيض في البقاع يؤكد أن ثمة "غبنًا" يحصل بحق مربّي الدواجن اليوم. وفق المسؤول الذي يرفض الكشف عن اسمه، فإن الدراسات "على الورقة والقلم" تفيد بأن كلفة إنتاج البيض على صاحب المزرعة تبلغ 14 ألف ليرة، فكيف يمكن بيعه بأقل من سعر الكلفة، مع خسارة كبيرة محققة؟

"لا بيض لديّ للبيع وفق تسعيرة الوزارة"، يحسم المسؤول في الشركة في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، ويوضح أن مربّي الدواجن عزفوا عن تزويده بالإنتاج اعتراضا على تسعيرة وزارة الاقتصاد "المجحفة".

شركة "فيلو"

شكوى المسؤول في الشركة أحالتنا إلى شركة "فيلو" لصاحبها داوود فيلو ممثل تجار إنتاج البيض في البقاع. "كلفة إنتاج البيض علينا مرتفعة"، يقول شريك فيلو ويدعى فؤاد قبيسي في حديثه لموقعنا، ويضيف: "مشكلتنا كصغار المربّين للدواجن في مزارع البيض والدجاج بقاعًا مع وزير الاقتصاد راؤول نعمة أن الدعم المفترض لم يصلنا، ففي حين يحق لنا 500 طنّ من الذرة للعلف، يصلنا منها 50 طنًا فقط وتكاد لا تكفي لإطعام الدجاج ليوم واحد في مزارعنا".

صراحةً، يشير قبيسي إلى كل من "جان الهوا" صاحب شركة "هوا تشيكن" ونقيب مربي وموزعي الدواجن في لبنان المهندس موسى فريجة، بوصفهما "كبار التجار"، متحدثًا عن "صفقات" بينهما والوزير نعمة، وفق تعبيره.

يتهم قبيسي هؤلاء باحتكار الذرة المدعومة، ويأخذ على الوزير عدم النظر في جدول الأسعار لهذه المنتجات التي وضعها صغار المزارعين ورفعها إليه.

المشكلة الحاصلة أفرغت رفوف التعاونيات من البيض، وذلك نتيجة عزوف التجار الصغار عن بيع منتجاتهم من البيض وفق تسعيرة الوزارة، بحسب ما يوضح قبيسي.

نقطة أخرى يثيرها قبيسي في حديثه إضافة إلى احتكار كبار التجار، فيقول: "دعم هذه المنتجات دخل شهره الثالث، لكننا كمزارعين قمنا بتربية الدواجن قبل دخول الدعم حيز التنفيذ أي وفق سعر صرف الدولار في السوق الموازية، ومع هذا الحال كيف لنا ببيع منتجاتنا "بخسارة"؟!

يأمل قبيسي في أن يكون صغار المزارعين ومربي الدواجن بعين الوزير نعمة، وإلا فـ"لا بيض للبيع وفق تسعيرة الوزارة".

ماذا يقول وزير الاقتصاد؟

ما تقدّم استدعى اتصالنا بوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال راؤول نعمة. الأخير أكد في حديث لـ"العهد"  استقباله قبيل الاتصال وفدًا من مربّي الدواجن وعرضهم المشكلة، كما قدموا جدولا بأسعار البيض والدجاج وفق رؤيتهم لمعايير الربح والخسارة.

وفي رده على سؤال حول الإجراءات التي ستتخذها وزارة الاقتصاد لحل أزمة صغار مربي الدواجن، قال:"ينقصنا المعلومات الدقيقة لما يحدث فعلًا، يشتكي عدد من المزارعين حرمانهم من حقهم في الكميات من العلف المدعوم، وأنا بدوري سأرسل كل المعطيات للقضاء مرفقة بأسماء التجار الحاصلين على تراخيص الدعم والمواد المدعومة لنرَى كيف تم توزيع الأعلاف وماذا حلّ بها".

وتعليقًا على ما يُحكى من أنه ينظر فقط إلى "حيتان" التجار دون صغار المزارعين، يقول نعمة لموقعنا:"هذا الكلام غير دقيق، لا يمكنني كوزير متابعة ما يقارب 18 نقابة لمزارعي الدواجن، لكنني أؤكد أن فريقي سيتابع الأزمة الحاصلة فضلا عن دراسة جدول الأسعار المقدم من قبل التجار".

أما عن إشكالية شكوى صغار المزارعين من احتكار كبار التجار للمواد المدعومة، فلا يستبعد الوزير هذا الطرح، ويحيل المسؤولية الى وزارة الزراعة المعنية بتوزيع "تراخيص الدعم" لمستحقيها.

كذلك يتهم نعمة صغار المزارعين ومربي الدواجن بالتنازل عن حصصهم لكبار التجار.

الدولارالزراعة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل