معركة أولي البأس

خاص العهد

 على بعد أيام من الاستشارات النيابية كيف تبدو الأجواء الحكومية؟
09/10/2020

 على بعد أيام من الاستشارات النيابية كيف تبدو الأجواء الحكومية؟

فاطمة سلامة

عندما حدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موعد الاستشارات النيابية في 15 تشرين الأول الجاري، كان الجميع على علم بأن لا جديد في الملف الحكومي. الرئيس عون أراد من خلال هذه الدعوة القيام بواجباته الدستورية أولاً وتحريك المياه الراكدة في المشاورات الحكومية ثانياً. إلا أنّ ذلك لا يعني حُكماً أنّ الطريق سهلة ومعبّدة أمام المعنيين لتكليف رئيس حكومة. تجربة الرئيس المعتذر مصطفى أديب جعلت البعض يُفضّل السير وفق خطين متوازيين التأليف والتكليف معاً. وضع البلاد لا يحتمل ترف الوقت، وعليه فإنّ الاستفادة من التجربة السابقة للاتفاق المسبق على جملة عناوين ومبادئ يجب أن تشكّل خارطة طريق لأي تكليف قادم. بهذه العقلية يقارب عاملون على خط التكليف الحكومي الأجواء الحكومية، ويؤكّدون أنّ لبنان لم يعد يحتمل وقتاً ضائعاً بعدما بلغت الأوضاع الاقتصادية والمالية حدوداً دنيا غير مسبوقة. 

ترشيح الحريري نفسه حرّك الجمود الحكومي 

لدى سؤال مصادر فاعلة على خط التكليف عن المشهد الحكومي على بعد أيام من الاستشارات النيابية، تقول المصادر لموقع "العهد" الإخباري :"صحيح أن مهلة الأيام القليلة المتبقية غير كافية إلا أنّ المشهد مفتوح على مختلف الاحتمالات. والسياسة اللبنانية عوّدتنا على المفاجآت في ربع الساعة الأخير، خصوصا ًبعد كلام رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي رشّح نفسه رئيساً للحكومة، معلناً البدء بمشاورات في الملف الحكومي". وفق المصادر، في المرات الماضية لم يسبق أن سمى الحريري نفسه لرئاسة الحكومة قبيل الاستشارات النيابية. سبق أن كان يرفض أن يسميه أحد لهذا المنصب أقله إعلامياً، أما هذه المرّة فقد رشّح نفسه بوضوح وحدّد مواصفات الحكومة التي رشّح نفسه لها، واضعاً مبادرة باريس كإطار. 

وفي معرض حديثها، تؤكّد المصادر أنّ ترشيح الحريري نفسه أمس الخميس حرّك الجمود الحاصل، وتسويق اسمه واضعاً المبادرة الفرنسية كسقف لترؤسه الحكومة قد يوحي بانفراجة حكومية، إلا أنّ الشياطين قد تكمن مرةً جديدة في التفاصيل وتعود الأمور الى نقطة الصفر مرةً جديدة اذا ما سار الحريري على خطى أديب الذي كان يسير في الأصل وفقاً لتوجهات الحريري. 

بانتظار حركة الحريري لنبني على الشيء مقتضاه

وتوضح المصادر أن مسار التكليف ينتظر ردة فعل الأطراف والكتل الأخرى لناحية تعاطيها مع المشاورات التي سيجريها الحريري كما أعلن في المقابلة التلفزيونية. ورداً على سؤال حول ما إذا كان سيتزامن  التأليف مع التكليف تفادياً لتجربة أخرى على نسق تكليف أديب، قالت المصادر :" لنتتظر ما الذي سينتج عن حركة الحريري لنبني على الشيء مقتضاه، فعلى ضوء المشاورات ستحدد الكتل توجهاتها". وحول انطلاقة هذه المشاورات، تنفي المصادر علمها بموعد البدء بها. 

الرئيس عون يسير بما تقرره الأكثرية النيابية 

بدورها، تؤكّد مصادر قصر بعبدا لموقعنا أنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مارس دوره الدستوري في الدعوة للاستشارات، مشددةً على أنّ موقفه واضح ولا لبس أو غموض فيه. من تسير به أو تقرره الأكثرية النيابية في الاستشارات سيسمّيه أيّاً كان. وفي ما إذا كانت فترة الأيام المتبقية كافية لإجراء المشاورات وتكليف رئيس جديد للحكومة، تقول المصادر :" لا شيء يمنع من حصول اتفاق، فالقضية لا تحتاج الى شيء طالما الحريري طرح نفسه مرشحاً للحكومة، وقدّم المبادرة الفرنسية كبرنامج له بانتظار استطلاع آراء الكتل والأفرقاء السياسيين لناحية السير في هذه المبادرة من عدمه، وهذا ما سيتبين بعد البدء بالمشاورات ليبني الحريري أيضاً قراره وفقاً لأجوائها".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل