خاص العهد
كابوس الانتخابات الأمريكية..سيناريو رفض الهزيمة
يوسف جابر
على بُعد يوم واحد من بَدء عمليّة الإقتراع، ورغم التقدّم الذي كشَفته استطلاعات الرّأي للمرشّح الدّيمقراطي جو بايدن على الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُكثِّف المرشّحان جولاتهما الإنتخابيّة لكَسب ودِّ النّاخبين الذين لم يَحسموا أمرَهم بعد، ولكن ماذا سيَحصل في حال لم يعتَرف الرّئيس الأمريكي الفائِز بالهَزيمة في سِباق الإنتخابات، فهل تَبدأ الإنتخابات بسيناريو الأزمة الدّستوريّة أو الحَرب الأهليّة؟
وفي هذا السّياق، يقول الكاتب السّياسي علي مراد، إنَّ وضع ترامب حرِجٌ في الولايات المتأرجحة قُبيل ساعات على بَدء عمليّة التّصويت صَباح الثّالث من تِشرين الثّاني/نوفَمبر، كوِلاية فلُوريدا وبنسلفانيا ونورث كارولينا بالإضَافة إلى جورجيا.
وأشار مراد إلى أنَّ خسارة ترامب في فلوريدا تَعدِم فُرَصهُ بالحُصول على الوِلاية الثّانية، حيثُ تتضمّن فلوريدا أكبر عدد مندوبين (29 صوتًا) في المَجمع الإنتخابي من بين الوِلايات المتأرجِحة، بالإضافة إلى ولاية بنسلفانيا (20 صوتًا) في المجمع الإنتخابي التي تُعتبر ولايةً حاسمةً لترامب، موضّحًا أنّ استراتيجيّة ترامب في الأيّام الثّلاثة ما قبل بَدء عمليّة الإقتراع، عبرَ تكثيف حضورهِ الإنتخابي في هذه الولايات.
ويُضيف مراد لـ "العهد" إنّ "ولايات حزام الصدأ (ميشيغان ويسكونسون ومينوسوتا) التي تبلُغ حصّتها في المجمع الإنتخابي 36 صوتًا مهمّة بشكلٍ كبيرٍ لترامب، وتقريبًا حُظوظه تَكاد تكون مُنعدِمة فيها، لذلك كثَّف من حضورِه فيها في الأيّام الثّلاثة التي تَسبق الإنتخابات، ساعيًا لانتزاع ولاية على الأقلّ من الولايات الثْلاث، ليحرم بايدن من الحصول على فارقٍ كبير في النتيجة النهائيّة".
وحول السيناريوهات المُحتلمة في حال هزيمة ترامب، لفت الكاتب السّياسي إلى أنّ الرّئيس الأمريكي سيستخدم طُرقًا إلتفافيّةً بعد إيقانه أنّ حظوظَه بالفَوز ضعيفة، حيث سيُحاول إسقاط عددٍ كبيرٍ من الأصوات عبر البَريد بحجّة الغِش والتّزوير، كما سيَستعمل ترامب أنصارَه لتَرهيب أنصار بايدن والحزب الدّيموقراطي الذين يخشَون العُنف والمَظاهر المسلّحة أمام أقلام الإقتراع، خصوصًا أنّ المَحكمة الفِدرالية العُليا أجازت لأي مُواطن أمريكي أن يُمارس دٌور الرّقابة أمام أقلام الإقتراع.
ويُتابع مراد لـ"العهد": "جهّزت حملة ترامب 3500 محامٍ بشكلٍ مبكرٍ للشّروع بتَقديم شكاوى في المحاكم المحليّة في الوِلايات، تُطالب بإلغاء عَشرات الآلاف من الأصوات بحجّة إجراء تَزوير، أو تشكّك بنزاهتها عبر طرح التدخّلات الأجنبية"، مشيرًا إلى أنَّ الهدف هو التّأثير على النّتيجة إذا كان الفارق حوالي 20 أو 30 صوتًا في المجمع الإنتخابي، ليُحاول ترامب كسب أصوات بعض الوِلايات التي لديها 10 أو 11 صوتًا مثل أريزونا ومينوسوتا وويسكونسون.
أمّا عن احتماليّة وقوع حربٍ أهليّة، احتمل الكاتب السياسي أنّ البَداية ستبدأ مع الإنتخابات، فاستعمال السّلاح من قِبل أنصار ترامب قد تردّ عليه الحركات اليساريّة المسلّحة مثل حركة أنتيفا، موضّحًا أنّ هذه الحركات ستُساهم بزيادة منسوب العنف في الولايات، وما سيعزّز هذا السيناريو رفض ترامب الإعتراف بالنّتيجة واحتدام الإنقسام.
في السّياق نفسه، يؤكّد أستاذ العلوم السياسيّة الدّكتور علي فضل الله لموقع "العهد" الإخباري، أنّ فَوز أحد المتنافسين بفارقٍ كبير سيكون الأكثر استقرارًا، مشيرًا إلى أنّه إذا فاز بايدن بفارقٍ كبير لن يَستطيع الجمهوريين إقامة دعاوى قانونيّة أو اتّهامات تزوير، كذلك الحال إن فاز ترامب.
وطرَح فضل الله الإشكاليّة في حال فوز مرشّحٍ بفارقٍ بسيط، فقال: "إذا فاز بايدن سيطرح ترامب عدَّة اتّهامات، أوَّلها حول البطاقات البريديّة التي تجاوَزت الـ 90 مليون بطاقة، وعدم قبول النّتيجة"، ولفت إلى أنّ ترامب يَطرح هذه الأمور من الآن لحثّ مُناصريه على الإقتراع.
وشدَّد فضل الله على أنّ الإنتخابات الرّئاسيّة غير كافية، موضّحًا أنّ هناك انتخابات لـ 435 نائبًا في المجلس النيابي، و33 سيناتورًا في مجلس الشّيوخ، وأضاف أنّه في حال سيطر الديموقراطيون على الكونغرس بمجلسيه، وترامب رئيسًا، فستعيش أمريكا أزمةً دستوريةً إلى حين انتهاء ولايته أو للإنتخابات النصفيّة على أقلّ تقدير.