خاص العهد
إنتصار الأخرس في معركة الكرامة .. نموذجٌ فلسطيني في فرضِ الإرادة على المحتل
مهدي قشمر
بعد 103 أيّام من معركة الكرامة التي خاضها الأسير الفِلسطيني ماهر عبد اللّطيف الأخرس، حقّق انتصارًا جديدًا في مواجهة سياسة الإعتقال الإداري بعد رحلة صمود وتحدٍ للسجّان الصّهيوني، كان سلاحه خلالها الإيمان بالله، والإصرار على انتزاع قرار حريّته. وبذلك قدّم النّموذج الأوضح على قُدرة الفلسطيني على فرض إرادته على المحتل المتغطرس، وعجز المحتل عن هزيمته حتّى في ظروف الإعتقال والسّجن.
الأسير الأخرس واجه العدو الصّهيوني بسلاح القوّة والعزيمة والإرادة في معركة الكرامة والصّمود لمدّة 103 أيام مضرباً عن الطّعام ومتحدّيًا جبروت السجّانين وإرهابهم، ليسجّل إنجازًا يُضاف إلى إنجازات الحركة الأسيرة، وذلك على الرّغم من شدّة المُعاناة التي كابدها فترة إضرابه عن الطّعام.
وفي هذا الإطار، لفت مسؤول ملف الأسرى في حركة "الجهاد الإسلامي" جميل عليّان في حديث لموقع "العهد" الإخباري إلى أنّ ما حصل اليوم لهو انتصارٌ للأسير الأخرس وللشّعب الفلسطيني وانتصار لكافّة أحرار العالم الذين وقفوا بجانب ماهر على مدى هذه الفترة الطّويلة (103 أيام).
وفيما أشار إلى أنّ "هذا الإنتصار يجب أن يُبنى عليه انتصارات جديدة لنُغلق هذا الملف بالكامل"، قال عليّان "نحن واثقون أنّه إذا أحسنّا استغلال هذا الإنتصار وبنينا عليه سنغلق ملف الإعتقال وذلك من خلال أسرانا الأبطال، ومن خلال حقّنا القانوني في مُواجهة هذا العمل الشّنيع المُسمّى بـ "الإعتقال الإداري"، وبالتّالي يجب أن نستغل هذ اللّحظة التاريخيّة بانتصار ماهر للبناء عليها والوصول إلى انتصارات جديدة وكبيرة لتنعم وترتدّ على أسرانا بالحريّة".
عليّان أكّد أنّ "الجهود كثيرة ولم تنقطع منذ بَدايات الإضراب من التِماسات للمحاكم الصهيونيّة والتي كانت تكشف عن عنصريتها الحقيقيّة وأنّها بيَد جهاز الأمن الصّهيوني"، وأضاف "كما كان هناك وسطاء محليّون ووسطاء من الخارج حاولوا أن ينهوا إضراب ماهر، وقوبِل ذلك بتعنّت صهيوني، ولكن عندما أدرك الصّهاينة أنّ ماهر لن يُذعن ولن يستجيب أو يتنازل عن مَطالبه اضطروا للتّنازل والموافقة على إطلاق سراحِه بتاريخ 26/11 وبالطّريقة التي كان يُريدها ماهر، وهي أن يَمضي هذه الفترة بمُستشفى عربيّة حتّى يَضمن أن لا يُعاد اعتقاله وأن يتلقّى علاجَه بالطّريقة الصّحيحة".
وأشار مسؤول ملف الأسرى في حركة "الجهاد الاسلامي" إلى أنّ "العدو كان يَشهد بأنّ ماهر الأخرس سيُحدث انتفاضة بالضّفة الغربيّة، في وقتٍ كانت المُناصرة الدوليّة لقضيّة ماهر تزداد حيث بات العدو محصورًا بشباك الإتهام واضطرّ على أثر هذه الضّغوط للتّنازل بإطلاق سراح ماهر".
وفيما شدّد عليّان على أنّه "عندما نرى هذا الإنتصار الكبير نُدرك تمامًا عظمة الشّعب الفلسطيني وقدرته على تحقيق الإنتصارات حتّى بالأدوات البَسيطة جدًا"، لفت إلى أنّ "ماهر أعطى العالم درسًا كبيرًا في كيفيّة الإنتصار وكيفيّة إدارة المعركة"، وأضاف "ماهر يجب أن يُعطي الثّقة والإطمئنان للشّعب الفلسطيني أنّنا قادرون على تحقيق الإنتصارات باستمرار من خلال وعينا لهذه المعركة الدّائرة من خِلال تحديد أدواتنا والإصرار على حقوقنا وعدم التّنازل عنها مطلقًا".
وكان أعلن الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس تعليق إضرابه عن الطّعام الذي استمرّ لـ(103) أيّام، بعد اتفاق يقضي بإطلاق سراحه في تاريخ السّادس والعشرين من تشرين الثاني /نوفمبر 2020، على أن يكون هذا الأمر هو الأمر الأخير، وسيقضي المدّة المتبقيّة حتّى الإفراج بتلقي العِلاج في المُستشفى.