خاص العهد
الجولان يتصدى لمشاريع الاحتلال: لا استسلام
محمد عيد
لم يمض مشروع توليد الطاقة البديلة الذي تعتزم حكومة الاحتلال الإسرائيلي إقامته على أراضي المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل وفق السيناريو الذي تمنته "اسرائيل"، فأهالي الجولان انتفضوا لكرامتهم ووقفوا بوجه أكثر من ألف جندي من قوات الشرطة الخاصة التي استقدمها العدو الصهيوني لحماية حفاراته العملاقة المعنية بفحص التربة، فكان قرار التحدي.
عدوان بنكهة تهجير
أدرك الأهالي أن في الأمر خطة لتهجيرهم من الجولان تمهيدًا لتهويده بشكل نهائي فاختاروا المواجهة. المحلل السياسي سمير أبو صالح يرى أن العدوان القديم الجديد ضد أهل الجولان العربي السوري المحتل توسع في هذه الفترة قياسًا على ما كان عليه في فترات سابقة إذ إن العدو الإسرائيلي فاجأ المواطنين صبيحة يوم الثلاثاء بتوزيع عدد كبير جدًا من قوات الشرطة والجيش في مداخل القرى وذلك في المنطقة التي يصنفها الاحتلال "متنازعًا عليها" لكنها في الحقيقة ملك شرعي للمواطنين العرب السوريين في الجولان المحتل.
وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري، يؤكد أبو صالح أن اختيار العدو لهذه المنطقة تحديدًا بين مراكز القرى الأربعة المتواجدة في الجولان المحتل يهدف إلى قطع التواصل ما بين هذه القرى، اضافة الى ذلك، اختار العدو مواقع جغرافية يستطيع من خلالها أن يؤثر بشكل المشروع لجهة التغيير في المناخ والتغيير في البيئة، وهذا يعني أنه بدأ بحرب اقتصادية حقيقية ضد الأهل في الجولان المحتل إذ إن المزارع المنتجة لمصدر دخلهم الوحيد وهي التفاحيات عمومًا تقع في المنطقة قبالة المحركات أو العنفات الكهربائية الكبيرة التي يريد بناءها وهو الأمر الذي دفع بالمواطنين حقيقة لأن يتجمعوا وأن يواجهوا هذه القوات في منطقة قريبة من المشروع ما دلل على أن العدو فعلاً يحاول التصعيد هذه المرة بشكل ملحوظ".
أبو صالح يلفت الى حضور جنود الاحتلال وأعضاء الشرطة مدججين بكافة أنواع الأسلحة، وبالمقابل أيضًا فإن المواطنين العرب السوريين عبروا عن إرادتهم التي لم تنطفئ منذ اليوم الأول للاحتلال، وهي مستمرة، فهم يرفضون المشاريع الإسرائيلية بمختلف أشكالها وألوانها وتحت أية مسميات أرادها العدو الإسرائيلي ما يدلل على أن المواجهة قابلة للتصعيد".
مرجعيتنا هي القرار ٤٩٧
وبعد أربع وعشرين ساعة مما حصل يوم الثلاثاء، أعلن الأهل في الجولان المحتل عن إضراب قد يكون مفتوحًا. في سياق متصل، يشدد أبو صالح على أن "هذا الانتصار سينعكس إيجابًا إن شاء الله عليهم لجهة ضرورة عودته إلى حضن الوطن وهم يؤكدون كما فعلوا يوم أمس بإحدى اللافتات التي رفعوها أن القرار ٤٩٧ هو القرار الوحيد الذي يعترفون به وهو يقضي بإنهاء احتلال العدو للجولان المحتل وترك المواطنين العرب السوريين يعيشون حياتهم وفقًا للقوانين التي تعودوا عليها والمعمول بها حتى اللحظة في الجمهورية العربية السورية".
رأي الأهالي والمشايخ حاسم
من جانبه، يؤكد مدير مكتب الجولان في الحكومة السورية مدحت صالح لـ"العهد" أن "استقدام العدو الاسرائيلي أمس في الجولان المحتل القوات الخاصة التابعة للشرطة الإسرائيلية، هو للحيلولة دون قيام أهل الجولان بالتصدي لهذا المشروع"، موضحًا أن "قوات الاحتلال أتت بهذه الآليات الخاصة بفحص التربة لكي تتأكد من كيفية ملاءمتها للمراوح التي ستقيمها على الأرض السورية والتي عارضها أهل الجولان السوري المحتل بشكل قاطع ورافض وهم يبذلون الغالي والرخيص من أجل عدم إقامة هذه المراوح التي ستؤذي الصحة والبيئة والزراعة".
مدير مكتب الجولان يلفت الى أن "ما يهدف إليه العدو الإسرائيلي هو تهجير السكان من أرضهم من أجل إفراغ الجولان من سكانه وتهويد الأرض وسلخها عن الوطن الأم سوريا، وهو ما لا يقبله الأهل في الجولان الذين تصدوا للقوات الخاصة الإسرائيلية".