معركة أولي البأس

خاص العهد

أهالي الحسكة متمسكون بالمنهاج التربوي السوري بمواجهة التزوير
21/12/2020

أهالي الحسكة متمسكون بالمنهاج التربوي السوري بمواجهة التزوير

محمد عيد

لا يبدو الواقع التعليمي في محافظة الحسكة مثالياً مع خروج مئات المدارس في المحافظة وقسم كبير من المناطق الشرقية التي تحتلها قوات الاحتلال الأمريكي والتركي عن الخدمة، إضافة إلى المساعي الدؤوبة لهذه القوات في ممارسة سياسة التجهيل وفرض المنهاج الدراسي الممالئ للاحتلال وثقافته.

رغم ذلك، يتمسك أهالي الحسكة وريفها أكثر من أي وقت مضى بمنهاج وزارة التربية السورية التي تعمل بطاقة قصوى في سبيل التمسك بالهوية الوطنية السورية عبر التمسك بالتعليم بصرف النظر عن الظروف القاهرة.

واقع صعب للغاية

لم يختلف واقع مدرسة الشهيد عبد الله القادري للتعليم الأساسي عن واقع بقية المدارس في محافظة الحسكة، فأهالي المناطق الشرقية الناجون بأرواحهم وهويتهم الوطنية من ممارسات قوات الاحتلالين الأمريكي والتركي في هذه المناطق توجهوا نحو المدارس الحكومية السورية القليلة الناجية من التدمير، الأمر الذي تسبب بضغط هائل على مستوى قدرة هذه المدارس على استيعاب الطلاب المتسربين من التعليم، ما وضع وزارة التربية السورية وتحديداً مديرية التربية في الحسكة أمام استحقاق إنتاج الحلول البديلة.

السيدة إلهام صورخان مديرة التربية في الحسكة أكدت لموقع "العهد" الإخباري أن الحكومة السورية نجحت في  تجاوز الكثير من المعوقات التي فرضها الاحتلال الامريكي في المناطق التي يسيطر عليها في منطقتي الجزيرة السورية والفرات في  محافظات "دير الزور والرقة والحسكة"  عبر الترهيب باستخدام السلاح تارة ومحاولة استقطاب من يعمل في هذا السلك بالأموال وبرواتب مغرية تارة أخرى، مضيفة بأنه تم في محافظة الحسكة وحدها الاستيلاء على أكثر من الفي مدرسة ابتدائية وإعدادية وثانوية وحرمان ما لا يقل عن 200 ألف طالب في المحافظة من متابعة تحصيلهم العلمي من خلال اتباع سياسة التجهيل الممنهجة والعمل على انتاج مناهج مغايرة  للمنهاج الوطني السوري وطمس العديد من المناهج التي تتحدث عن القومية العربية والهوية العربية السورية والمقاومة وتعيين معلمين ومدرسين في المدارس التي يسيطر عليها المحتل الامريكي لا يتحصلون على الخبرة التعليمية ولا يمتلكون حتى مؤهلات التعليم والتدريس والهدف من ذلك يكمن في فرض سياسة "التجهيل".
 
هكذا واجهنا

مديرة التربية في الحسكة لفتت إلى ما قامت به وزارة التربية السورية لمواجهة إجراءات الاحتلال القهرية والتي نتج عنها حالات اكتظاظ  وازدحام الطلاب نتيجة اغلاق هذه المدارس فعمدت الى ايجاد بدائل لهذه المدارس عبر  "استقدام غرف مسبقة الصنع وجعلها غرفا صفية لهؤلاء الطلاب والتمسك بالمنهاح الحكومي الوطني اضافة الى العديد من الاجراءات الحكومية الأخرى المتصلة بالموضوع".

المدرس أحمد الحسين بدوره دعانا لمرافقته إلى غرفة أمانة السر لكي نشاهد بأم العين حالات الازدحام للأهالي الفارين من قوات الاحتلال التركي والأمريكي والراغبين في تسجيل أولادهم في المدرسة وفقاً للمنهاج الوطني السوري، مؤكدّا لـ"العهد" أن أمر الوصول إلى المدرسة يعتبر أكثر مشقة بالنسبة للأهالي المتواجدين في الريف حيث يتعذر تواجد الباصات التي ستقلهم صباحاً ومساء إلى الحسكة ومع ذلك فإنهم يستميتون في الوصول على الموعد وبكافة السبل.

من جانبه، أكد التلميذ خلف أن غياب التعليم في ريف دير الزور حيث تسيطر "قسد" ومحاولة هذه الأخيرة فرض منهاجها على الطلاب دفع بوالده وعدد كبير من الأهالي لترك المنطقة والوصول إلى مناطق سيطرة الحكومة السورية في مدينة الحسكة.
ينسحب الأمر كذلك على الطفلة مريم ابنة مدينة الشدادي التي هال والدها ما قرأه في منهاج قسد "الداعي للتقسيم" كما يقول فاختار الهرب بابنته وبقية اخوته إلى مكان لا يعلمونهم فيه بأن "الأمريكي صديق وقد جاء لإنقاذنا".

إقرأ المزيد في: خاص العهد