خاص العهد
ارتفاع نسبة السرقات في طرابلس: استباحة للمتلكات وغياب للامن
محمد ملص
تشهد مدينة طرابلس في الآونة الأخيرة، ازديادًا كبيرًا في حالات سرقة السيارات والدراجات النارية، حتى المنازل والمحلات التجارية لم تسلم من أيادي اللصوص والسارقين.
لا يمر يوم دون أن ينتشر فيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي خبر سرقة سيارة أو دراجة نارية، وخلال الأيام المنصرمة، ارتفعت هذه الأرقام بنسبة لافتة. مصادر أمنية مطّلعة تشير لموقع "العهد" الاخباري الى أن عدد المحاضر التي تنفذ داخل المخافر الأمنية عن سيارات مسروقة يصل في اليوم الواحد الى 10 محاضر، في طرابلس والبداوي والمنية، اضافة الى عشرات الدراجات النارية التي لا يتمكن أصحابها من التبليغ عنها، نتيجة مخالفتها قوانين السير، أو عدم قانونية ملكية هذه الدراجات النارية وقيادتها من دون تسجيل (تكلفة التسجيل تفوق في بعض الأحيان تكلفة الدراجة)، وبالتالي يتعثر عليهم اثبات ملكيتها قبل تقديم شكوى أمام القوى الأمنية.
كل شيء بات مستباحًا هنا في طرابلس، الأمن المفقود عاد ليجد ضالته في هذه المدينة، مئات السيارات التي خسرها أصحابها لا يعرفون عنها شيئًا، مصادر "العهد" الأمنيّة توضح أن عصابات باتت متخصصة بسرقة السيارات، تنتشر في معظم المناطق اللبنانية، حيث يجري تهريب السيارات المسروقة الى سوريا عبر المعابر غير الشرعية، أو يعمد السارقون الى فرط السيارة وبيع قطعها، نظرًا لما يشكله سعر صرف الدولار من فرق في الأسعار.
لم تقتصر السرقات على السيارات فقط، أي شيء يمكن بيعه بات معرضًا للسرقة، من سيارات إلى بطاريات سيارات وإطارات السيارات أحيانًا، كما ماكينات ضخ المياه في مداخل المباني، وأجهزة الإنترنت عن الأسطح، حتى وصل الحال الى سرقة بوابات حديد من المقابر، وأغطية مياه الصرف الصحي من الطرقات.
يتحدث أحد سكان شارع الزاهرية في طرابلس لموقع "العهد" عن معاناته اليومية، فهو مضطر ليلاً الى اجراء نظرة كل ساعة على سيارته المتوقفة في الشارع، وهو لا يعرف متى يفقدها وفي أي لحظة. نداءات الأهالي المتكررة للقوى الأمنية للقيام بدوريات يومية بين الشوارع لتخفيف نسبة السرقات لم تؤت أكلها بعد، فيما عمد عدد آخر من سكان المباني الى فرض ما يسمى "الأمن الذاتي" فيما بينهم لحراسة محالهم وسياراتهم وأرزاقهم.
هذه الحالة باتت تشكل عبئًا يوميًا على أهالي المدينة وتنغص عليهم حياتهم، حتى اجراءات الحماية التي يتخذها أصحاب المحال عبر كاميرات المراقبة المنتشرة في معظم الشوارع باتت غير نافعة، حيث استطاع اللصوص ايجاد طرق للاحتيال عليها بدءًا من تغطية الوجوه وتمويهها وصولاً الى تعطيل شبكة الأمان لدى تلك الكاميرات.
لا شك أن ارتفاع موجة السرقات مرده الى الحالة الاقتصادية المتردية التي يرزح تحتها آلاف اللبنانيين، الا أن معلومات أمنية خاصة لموقع "العهد" أكدت أن معظم المتورطين بالسرقات والاعتداء على المواطنين إما عبر نشلهم أموالهم، أو تشليحهم مقتنياتهم بقوة السلاح، أغلبيتهم من خارج طرابلس.
لا شك أن طرابلس باتت بعهدة مرحلة أمنية جديدة، فقد أصبح أمنها مهدداً مع ارتفاع موجات السرقة، وبات المطلوب من السلطات الأمنية تكثيف الاجراءات الأمنية، أو منع أصحاب الدراجات النارية من السير ليلاً، كون معظم السارقين يتنقلون عبر تلك الدراجات نظراً لسهولة الحركة. والا فإن الأمور سوف تشهد مزيدًا من حالات السرقة وارتفاعًا أكثر في حال لم يتم التحرك سريعاً لردع هؤلاء وحماية أملاك المواطنين وأرزاقهم.