خاص العهد
البوكمال تحتفي بالشهيد سليماني: يوم سابق الأمريكيين على تحرير المدينة
البوكمال ـ محمد عيد
لم يأت إصرار أهالي مدينة البوكمال في ريف دير الزور الشرقي على الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لاستشهاد اللواء قاسم سليماني من فراغ.
فأهل المدينة يحفظون للشهيد سليماني جهوده الكبيرة في تحريرها كآخر معاقل "داعش" في سورية بالتنسيق مع الجيش السوري والحلفاء في محور المقاومة الذين سبقوا قوات الاحتلال الأمريكي في الوصول إلى المدينة الاستراتيجية وتحريرها.
من كل أنحاء سورية جاؤوا إلى مدينة البوكمال التي مر بها يوماً الشهيد قاسم سليماني محررا، شكلوا بقدومهم ذلك الطيف البهي الذي بايع محور المقاومة على الوفاء بالعهد وحفظ بيعته.
كل شيء هنا يذكر بالشهيد سليماني
تحدث الحضور عن الجبهات التي مر عليها محفزا المقاتلين على اجتثاث التنظيم التكفيري من المدينة والوصول إليها قبل قوات الاحتلال الأمريكي التي صنعت "داعش".
واستذكروا كذلك ذلك البيت في مدينة البوكمال الذي اتخذه سليماني مقرا لغرفة عمليات الحلفاء أثناء تحرير المدينة والذي ترك لأصحابه وعلى استحياء المؤمن رسالة اعتذار عن اضطراره لاستخدامه مذيلا رسالته النبيلة برقم هاتف يبدي فيه استعداده لتعويض أصحاب البيت كبدل شاغر جهادي فتح بيوت البوكمال كلها على نسائم الحرية.
هذا بعض الوفاء
الشيخ محمود العداي رئيس مركز الإمام المهدي(عج) في منطقة السيدة زينب عليها السلام وقائد تشكيل الملتقى الوطني السوري في محافظة الحسكة أكد لموقع "العهد" الإخباري أن الجنرال قاسم سليماني ارتقى شهيداً عزيزاً على درب الإمام الحسين عليه السلام مشيراً إلى أن هذا الاحتفال الكبير والمشاركة الواسعة فيه لكل ألوان الطيف السوري وكل وجهاء عشائر المنطقة الشرقية وخاصة في مدينة البوكمال التي حررها الجيش السوري رفقة الشهيد سليماني تدل على أن الصفعات لا تزال تتوالى على وجه الأمريكي والصهيوني "وأن نهج المقاومة هو الحقيقي والصادق في يقين الحضور وعموم أبناء سورية".
الشيخ مهيدي صالح الجوير شيخ قبيلة العبيد في سورية أكد لموقع "العهد" الإخباري أن شعور الامتنان تجاه الشهيد سليماني لا يقتصر على أهالي البوكمال بل يتعداه إلى عموم سورية والعالم الإسلامي برمته:
" نحن أبناء البوكمال نكن له حبا واحتراماً كبيرين وسيبقى هذا الاحترام متواصلاً أبد الدهر لأنه انتهى بتحرير هذه المدينة من دون وقوع أية خسائر بشرية في صفوف المدنيين وقد سابق الأمريكيين عليها حين حاولوا أخذها بيد أنهم فشلوا ونحن إن شاء الله سنسير على نهج الشهيد سليماني وسنعبر شرق الفرات ونطرد الأمريكيين ومن معهم".
بين زمنين
الشيخ عبد الكريم الدندن شيخ قبيلة العكيدات عشيرة الحسون لفت إلى أن حجم الحضور الكثيف هنا في البوكمال على المستويات الرسمية والعشائرية والأهلية فضلا عن وفود المحافظات السورية يعكس حجم الوفاء للراحل الكبير سليماني.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري لفت الدندن إلى أن تضحيات الجيش العربي السوري ومعه قوات الحلفاء بقيادة الشهيد سليماني هي السبب في إمكانية إقامة احتفالية ضخمة على هذا المستوى مشيراً إلى أن الأمريكيين سابقوا الزمن من أجل بقاء سيطرتهم على مدينة بأهمية البوكمال الاستراتيجية التي تقع على الحدود مع العراق وهم فعلاً كانوا مسيطرين عليها بفعل صنيعتهم "داعش"
" قبل أن يقرر الشهيد سليماني أمرا آخر".
أهالي البوكمال الذين التقاهم موقع "العهد" الإخباري غالباً ما كانوا يستحضرون وبتأثر كبير الفارق الشاسع بين زمنين، زمن "داعش" المدبر إلى غير رجعة كما يقولون وزمن الشهيد سليماني الذي بدأ مع تحرير المدينة ولن يتوقف باستشهاده.
أبو مهدي المهندسقاسم سليماني#فارس_القدسالبوكمال