خاص العهد
من المسؤول عن أحداث طرابلس؟
فادي منصور
لم تسلم المؤسسة العسكرية من سهام بعض القوى السياسية في طرابلس الذين حمّلوا قيادة الجيش اللبناني مسؤولية التأخير عن حماية بلدية طرابلس والمحكمة الشرعية داخل سراي المدينة.
ولم تخلُ تصريحاتهم من اتٍهام الضباط بأنّهم متواطئون عن حماية تراث المدينة، وقد تغافل هؤلاء أنّه لحظة اندلاع المواجهات على الأرض كان عناصر الجيش اللبناني ينتشرون في محيط منازل النواب لحمايتها من غضب المحتجين.
على مدى أربعة أيام، وتحت المطر الشديد، كان الجنود يفترشون محيط منازلهم ويتلقّون الحجارة والزجاجات الفارغة وقنابل المولوتوف، وقد سقط منهم جرحى في مشهد يشكّل اجحافًا وتضييعًا لبوصلة الحلول من خلال تقديم المساعدات الإجتماعية للأسر الأكثر فقرًا في الشمال.
مصادر شمالية أسِفت لتصريحات القوى السياسية التي لا تريد إلاّ مصالحها متناسين أنّه لولا قيادة وضباط الجيش لكانت منازلهم ركام، فالطّبقة السياسية مسؤولة عن كلّ ما يجري فهم الذين تركوا أبناء مناطقهم يعيشون الحرمان نتيجة سياستهم الخاطئة التي أفقرت الناس على مدى ثلاثين عامًا، وهم من تسبّبوا بالكارثة الاقتصادية لأبناء المناطق الشعبية التي لا يزورونها إلاّ في مواسم الانتخابات.
من جهته، رئيس بلدية طرابلس وفي حديث لموقع "العهد" الإخباري اتّهم طابورًا خامسًا بافتعال الإشكالات وإحراق مبنى البلدية.
وقال يمق "إنّ معظم الذين كانوا يشاركون في أعمال الشغب في ساعات الليل يوميًا هم غرباء عن طرابلس، وقد تمّ التعرف عليهم من لهجتهم أثناء عملية تصوير التعدّيات"، كاشفًا أنّه "سلّم صورًا لأشخاص رصدتهم كاميرات المراقبة في المناطق المحيطة بساحة التل ومبنى البلدية".
أمنيًا، عاشت مناطق الشمال اليوم الجمعة هدوءًا حذرًا خرقته بعض المناوشات عند المدخل الرئيسي لسراي طرابلس بعد قيام شبان برمي الحجارة على عناصر قوى الأمن عند محيط السراي، تدخّل على أثرِها الجيش اللبناني وعمل على تفريقهم والطلب منهم مغادرة المكان.
وكانت عناصر فوج المغاوير عزّزت وجودها في الأحياء ونصّبت حواجز ثابتة وسيّرت دوريات راجلة ومؤلّلة في كلّ مناطق طرابلس، في وقتٍ كانت تقوم فيه عناصر مخابرات الجيش بمداهمات لعدد من المتورطين بأعمال الشغب والتّعدي على القوى الأمنية وأحالتهم إلى التحقيق.
وكان الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة، اللواء محمد خير تفقّد بلدية طرابلس واطّلع على الأضرار الناجمة عن حريق المبنى. وبعد جولته مع رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، أشار اللواء خير إلى أنّ "كلّ إمكانيات رئاسة الحكومة وهيئة الإغاثة ستكون جاهزة ابتداءً من الآن لإعادة ترميم ما تضرّر".