معركة أولي البأس

خاص العهد

تونسيون يرفضون العدوان على سوريا: لمواصلة خيار المقاومة
05/02/2021

تونسيون يرفضون العدوان على سوريا: لمواصلة خيار المقاومة

تونس - روعة قاسم

دأب العدو الصهيوني على استهداف سوريا باعتداءات متكررة طيلة الأعوام الماضية. وتثير هذه الاعتداءات استنكار الناشطين التونسيين الذين تظل بوصلتهم هي المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا الصامدة بوجه الإرهاب التكفيري وبوجه أكبر حرب كونية في المنطقة. وخلال هذا الشهر شنّ الاحتلال الإسرائيلي غارات عديدة استهدفت مدنيين وعزل، وآخر الاعتداءات انطلق من الجولان السوري المحتل قبل أن يتصدى له كعادته الدفاع الجوي السوري.

حلف صهيوني جديد

ويعتبر أستاذ العلاقات الجيوسياسية في الجامعة التونسية رافع طبيب في حديثه لموقع "العهد" أن العدو الصهيوني ومن يقف الى جانبه في المنطقة - في اطار هذا الحلف الجديد الذي يجمع بعض القوى العربية الى جانب الكيان الصهيوني - أدرك أنه لا يمكن التعويل على المجموعات المسلحة التكفيرية أو غيرها داخل سوريا لتنفيذ مشروع تفكيك وتفتيت البلد. هذا المشروع انطلق منذ سنة 2011 في القطر السوري وبالتالي مرّ الصهاينة وحلفاؤهم الى المواجهة المباشرة أي التعويل فقط على العدو الصهيوني لتنفيذ عمليات في العمق السوري".

وبحسب طبيب فإن "العدو الصهيوني يحاول من خلال هذه الغارات أن يقف في وجه محور المقاومة الذي يفرض حضوره في الميدان ويتحول الى قوة ضاربة تحاصر العدو الصهيوني من العديد من الجبهات". والملفت للنظر أن "إسرائيل" تشعر بان موازين القوى لم تتغير فقط على المستوى الكمي بل الكيفي والنوعي لصالح المقاومة.

توضيح الاستراتيجيات

أما عن المطلوب لمواجهة كل هذه الاعتداءات المختلفة الأشكال، فيجيب طبيب: "المطلوب هو المزيد من تنسيق المواقف وتوضيح الاستراتيجيات. فمحور المقاومة ليس فقط في شمال فلسطين المحتلة وجنوبها بل في كل المنطقة، فهناك قوى بدأت تنتفض وتبني استراتيجيات من أجل الوقوف لا فقط في وجه المرجعيات المتحالفة مع الصهاينة ولكن مع المشاريع الأخرى التي تحاول أن تفتت المنطقة عبر ضرب الوحدة الوطنية في العديد من الأقطار العربية".

وأشار طبيب الى أن الكيان الصهيوني ومن معه من المرجعيات العربية يحاولون تحويل المعركة الى معركة طائفية وهو أكبر خطر يهدد المنطقة، معتبرًا أن "خط المقاومة ليس خطًا طائفيًا، بل هو عابر للطوائف والأقطار، وهناك في تونس وفي المغرب العربي وافريقيا ودول الساحل والصحراء كذلك من يساند هذا الخط ويعتبره العنصر الحامي لأمان الشعوب في المنطقة.  ولكن الخوف من أن يصبح الصهيوني هو الذي يرسم الحدود بين المجموعات والطوائف المنتمين الى هذا الخط أو ذاك".

صراع وجود

 من جهته، أدان أستاذ علم الاجتماع ممدوح عز الدين في حديثه لـ "العهد" هذه الاعتداءات الصهيونية المتكررة، مشيرًا الى أن الدولة الغاصبة الصهيونية اعتادت منذ سنوات على أن تعتدي على شعبنا العربي في فلسطين المحتلة وعلى كل نفس حرّ ومقاوم في المنطقة خاصة في سوريا. وأضاف "دمشق أصبحت قلعة من قلاع المقاومة منذ أمد طويل ودفعت الثمن غاليا. وما وقع في هذا البلد منذ سنة 2011 وحتى اليوم هو ثمن وقوفه الى جانب الحركات المقاومة والنفس التحرري الذي ما يزال متّقدا في المنطقة بفعل هذا النفس المقاوم رغم كل حملات التطبيع".

وأوضح محدثنا أن هذه الاعتداءات الصهيونية المتكررة على سوريا تأتي بالتزامن مع هرولة العديد من الدول العربية نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني واعطائه تنازلات دون أي مقابل. وفي نفس الوقت يتم التهجم على سوريا وعلى حزب الله، مؤكدًا أن "الغارة على سوريا لن تكون الأخيرة ونحن واثقون بأن هذه الاعتداءات لن تزيد محور المقاومة الا قوة وايمانا بقضيته، وتؤكد أن خط المقاومة هو الصحيح لأن الصهاينة لا يعتدون الا على كل خط يقاوم وجودهم، وكلما صعّد الكيان الصهيوني في جرائمه يؤكد مشروعية المقاومة ويعطيها القوة لمواصلة النضال".

وبحسب عز الدين "نحن اليوم أمام خيارين فإما التطبيع الذي سارت فيه الدول العميلة، أو مواصلة خيار المقاومة وليس أمام الشرفاء والأحرار في المنطقة سوى اتباع هذا النهج، ليس فقط لاسترداد الحقوق بل لأن المعركة هي معركة مصير. فوجود الكيان الصهيوني يعني أن نبقى دولًا متخلفة وغير قادرة على إنجاز نهضتها ولن يكون لنا مكان لذلك، فما يحصل هو  صراع وجود لا حدود فقط". وختم عزّ الدين "سنقدم الشهداء لأنه الخيار الوحيد لمواجهة ثالوث الصهيونية والامبريالية والرجعية العربية".

إقرأ المزيد في: خاص العهد