خاص العهد
ردًا على احتلال أراضيهم.. أبناء الحسكة يتطوعون في الجيش السوري
محمد عيد
يومًا بعد يوم يعبر أبناء الجزيرة السورية عن انتمائهم الوطني، ففضلًا عن مواجهتهم لقوات الاحتلالين الأمريكي والتركي ورفضهم التجاوب مع اغراءاتهما، هرع هؤلاء للانخراط في صفوف الجيش العربي السوري وقوى الأمن الداخلي كتعبير عن استعدادهم الفعلي لخوض غمار المعارك والحفاظ على سوريا، حتى بدا الأمر أشبه بالاقتراع على الوطن وأمنه قبل أي اعتبار آخر.
نعم للوطن لا للمحتل
يفخر أبو خالد بأن اثنين من أبنائه متطوعان في صفوف قوى الأمن الداخلي في محافظة الحسكة. بترفع شديد يزهو الرجل برفضه مع ولديه الرواتب المغرية التي حاولت "قسد" تقديمها لهما من أجل استمالتهما للخدمة في صفوفها: "نرفض أن نكون أدوات بيد المحتل الأمريكي وأن نقف في الموقع المعادي لوطننا". يصرّح الرجل عن مواقفه بالفم الملآن لموقع "العهد" الإخباري وهو يعانق ولده أحمد الذي تخرج لتوه من الدورة الثانية والعشرين لقوى الأمن الداخلي في محافظة الحسكة والتي شهدت كسابقاتها إقدام الكثير من شباب الجزيرة السورية على التطوع رغم قلة الامتيازات مقارنة بما تقدمه "قسد" وسائر الفصائل "المنخرطة في قتال الجيش السوري "امتيازاتنا هي خدمة وطننا" يقول خلف والد أحد الخريجين الجدد لموقع "العهد" الإخباري.
رد طبيعي على المعتدين
العميد تركي السعيد قائد شرطة محافظة الحسكة يتحدث لموقع "العهد" الإخباري عن "اندفاعة" شباب العشائر العربية وغيرها للتطوع في صفوف قوى الأمن الداخلي: "خريجو الدورة الثانية والعشرين من أفراد وصف ضباط وسائقي الشرطة في الحسكة وهم من أبناء المحافظة يشكلون قوة رديفة للجيش العربي السوري لدحر الاحتلالين الأمريكي والتركي وأدواتهما الإرهابية إلى خارج الوطن".
بدوره، يشير العقيد شادي أبو عساف قائد وحدة حفظ الأمن والنظام في الحسكة في تصريح لموقع "العهد" الإخباري الى طبيعة التدريبات والعلوم العسكرية والشرطية التي يتلقاها المتدربون بجهاز قوى الأمن الداخلي بالإضافة إلى فنون الرمي ومهاراته، منوهًا بأعداد الراغبين في الالتحاق بالمؤسسات العسكرية والأمنية السورية والذي يفوق ما كان عليه الحال في الظروف الطبيعية التي عاشتها البلاد قبل الأزمة "الأمر على ما يبدو ردة فعل وطنية على وجود الاحتلالين الأمريكي والتركي وضيق الناس هنا ذرعًا بممارساتهما".
ويشيد النقيب عبد الخالق المصري الذي يتولى شؤون التدريب بالخريجين وقدراتهم الذهنية والبدنية العالية وحسهم الوطني.
يشار إلى أن أبناء محافظة الحسكة سجلوا خلال المدة الأخيرة مواقف مشرفة في الوقوف بوجه ممارسات قوات الاحتلال الأمريكي والتركي وعاشوا لأيام طويلة في حصار شديد منع عنهم الخبز والدواء والوقود وحتى الوصول إلى المدارس لكنهم مع ذلك صمدوا وتمسكوا بالدولة السورية ومؤسساتها الوطنية مبادرين إلى الاعتصامات والمسيرات الوطنية المنددة بمحاولات تغيير هويتهم الوطنية داعين الوفود الرسمية والشعبية السورية للقدوم إلى الحسكة والوقوف على حقيقة ما قام به أبناء العشائر هنا من أجل التمسك بسوريا واحدة متحدة.