خاص العهد
هكذا أفشلت سوريا محاولات زعزعة الاستقرار وضرب الثقة بالانتخابات المقبلة
محمد عيد
نجح الأمن السوري في قتل ثلاثة إرهابيين واعتقال آخرين كانوا يخططون لإحداث تفجيرات متزامنة في العاصمة دمشق التي تشهد حالة من الاستقرار منذ مدة طويلة. نجاح الأمن في نزع فتيل انفجار الاستقرار بهذه البراعة والسلاسة تم بمساعدة من أهالي بلدتي زاكية وكناكر الذين أخبروا القوات الأمنية بحال الإرهابيين قبيل ساعة الصفر الأمر الذي أدى إلى إجهاض العملية الإرهابية برمتها.
ويبقى السؤال حول التوقيت والأهداف من وراء العملية مطروحًا بقوة في سياق ما تنتظره دمشق من استحقاق دستوري قادم متزامن مع حملة هائلة من الضغوط السياسية والاقتصادية والأمنية.
ضرب الاستقرار لعدة أهداف
يرى المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة في حديث مع موقع "العهد" الاخباري أن توقيت الانفجار الذي كان يستهدف رفع الغطاء الأمني عن العاصمة السورية دمشق وبقية المناطق المحررة مدروس بعناية ويتزامن مع ما يسميه الإرهابيون الذكرى العاشرة لانطلاقة ما يسمى زورًا بـ"الثورة السورية"، في حين تجزم دمشق أنها ذكرى البدء الفعلي للمؤامرة عليها باعتبارها قلعة منيعة من قلاع المقاومة.
ويشير دنورة إلى أن من يقف وراء هذه العملية يهدف إلى إرسال العديد من الرسائل السياسية والأمنية في وقت واحد ومنها أن الإرهاب قادر على أن يجعل السوريين غير متنعمين بالأمن متى شاء وأنه يمكنه استباحة المناطق الآمنة في أية لحظة، مشددًا على أن المراد من هذه العملية الفاشلة كان مراكمة الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية على القيادة السورية وعموم الشعب السوري وإعطاء هذه الضغوط بعدًا أمنيًا جديدًا، وهو أمر قام به الغرب منذ بداية المؤامرة على سوريا وعززته الإجراءات التي قامت بها بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي مؤخرًا.
المحلل السياسي أكد ربط ما جرى بالاستحقاق الدستوري الذي سيقبل عليه السوريون بعد أشهر قليلة والمتمثل بالانتخابات الرئاسية التي ترغب دول التآمر الإقليمية والدولية في مقايضة دمشق على مرورها بسلام في الوقت الذي يصر السوريون على اعتبارها شأنًا محليًا وقرارًا سياديًا لا شأن لأحد به ويحترم من خلاله قرار الشعب السوري.
دنورة لفت إلى أن دمشق اعتادت الضغوط بكافة أشكالها ويجب على أعدائها أن ييأسوا من فكرة خضوعها وتنازلها عن مبادئها، بيد أن هؤلاء لا يفقهون حركة التاريخ.
المصالحات تفعل فعلها
وحول البيان الرسمي السوري الذي أكد أن قوات الأمن السوري أجهضت العملية بالتعاون مع "الأهالي الشرفاء في زاكية وكناكر"، لفت دنورة إلى ذلك يثبت جدوى المصالحات وانفضاض الناس عن الإرهابيين وتبديد البيئة الحاضنة من حولهم بعدما انكشفت أوراقهم وتبين زيف دعواهم بالحديث عن "ثورة محقة" و"مظلومية شعب"، وهي خطوة في سياق إعادة بناء اللحمة الوطنية ودعم السلم الأهلي الذي تعمل عليه الدولة السورية ليل نهار.
عضو هيئة المصالحة في كناكر عمر حافظ أكد من جهته لموقع "العهد" الإخباري أن المصالحات أسست لعهد جديد بين الأهالي وكل من الجيش وقوى الأمن وأن الأهالي يدعمون الجيش بما يخدم الوطن ويبعد خطر الإرهاب عنه.
يشار إلى أن بلدتي زاكية وكناكر جنوب العاصمة السورية دمشق تشهدان مصالحة تم بموجبها قيام عدد كبير من الشبان والمسلحين السابقين بإبرام تسوية سمحت لهم بممارسة حياتهم الطبيعية مجددًا، وذهب قسم كبير منهم للانضواء في صفوف الجيش العربي السوري واللجان المحلية المدافعة عن المنطقة.