خاص العهد
ماذا وراء المبادرة السعودية باليمن؟
حسين كوراني
مع تصاعد قوة الجيش اليمني واللجان الشعبية وتوجيهه ضربات موجعة للسعودية لم تشهدها منذ تأسيسها، ومع تقدمه في كافّة محاور القتال وإحكام طوقه على عاصمة الشمال اليمني مأرب، أسرعت الرياض لتقترح "مبادرة سلام" جديدة على شاكلتها لإنهاء عدوانها ومجازرها بحقّ الشعب اليمني الأعزل.
"أنصار الله" إعتبرت المبادرة خدعة رخيصة تحاول السعودية من خلالها إنهاء الحرب بطريقتها بعد أن عجزت عن حسمها في الميدان، وأنّها لا تحمل جديدًا، لكنها تؤكّد أنّها ستواصل المحادثات مع الرياض ومسقط وواشنطن للتّوصل إلى إتفاق سلام عادل. فماذا وراء المبادرة السعودية؟ وما شروط الحركة للتجاوب معها؟
المبادرة السعودية تقترح وقف إطلاق نار في البلاد تشرف عليه الأمم المتحدة، وإعادة فتح مطار صنعاء، والسماح بإستيراد الوقود والمواد الغذائية عبر ميناء الحُديدة، واستئناف المفاوضات السياسية بين حكومة مرتزقتها وحركة أنصار الله.
قوى العدوان السعودي الإماراتي عجزت عن أي تقدّم لها في الميدان، وأخذت تُمنى بخسائر جسيمة في الأرواح والعتاد، والجيش اليمني واللّجان الشعبية قلبوا المعادلة، فبعد أن كانوا في موقع الدّفاع صاروا في موقع الهجوم ويمتلكون أسلحة متطورة من صواريخ باليستية ومُسيّرات تطال العمق السعودي من منشآت نفطية ومطارات، وتقدموا في عدّة مواقع هامّة لم تكن في حسبان هذه القوى، آخرها حصار مدينة مأرب الإستراتيجية، كلّ ذلك جعل من السعودي الإستجداء بالمجتمع الدولي لوقف هذه الحرب وإطلاق مباردة سلام، واللافت في الأمر أنّ الطائرات السعودية إرتكبت أفظع المجازر بحق أطفال ونساء وأبرياء اليمن ولم يحرك هذا المجتمع أي ساكن، والأكثر من ذلك أنّ الشعب اليمني تعرّض لحصار جائر من البر والبحر والجو وقُطعت عنه كل مقوّمات العيش بل أبسطها.
"أنصار الله" قلّلت من أهمية هذه المبادرة وإعتبرتها أنّها "لا تتضمّن شيئًا جديدًا". وقال رئيس الوفد اليمني المفاوض محمد عبد السلام لـ"رويترز" إنّ "فتح المطارات والموانئ "حق إنساني"، ويجب ألّا يستخدم كأداة ضغط، وإنّ المملكة "جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورًا".
وفي تصريح لموقع "العهد الإخباري" رأى عضو المكتب السياسي في "أنصار الله" محمد القبلي أنّ "المعتدين يتقدّمون بمبادرات كلامية لوقف الحرب في اليمن في حين أنّ الشعب اليمني يواجه العدوان والحصار ولا يتألم لمعاناته المتباكون على السلام بل يستمرون في عدوانهم وحصارهم، وطالما كانت الجدية غائبة، فمن حق اليمن الدفاع عن نفسه"، مضيفًا أنّه رغم الظروف أصبحنا نمتلك القدرات الرادعة في ظلّ قيادة حكيمة وقادرة إستطاعت أن تقود البلاد بكفاءة وإقتدار في هذا المنعطف الخطير الذي يمرّ به اليمن، بحيث إلتفّ الشعب بكل شجاعة وإقدام وصبر لمواجهة المعتدين الغزاة ".
وقال القبلي "إمّا السلام الحقيقي المبني على إحترام حقوق شعبنا وسيادته وعدم إستمرار العدو في المغالطات، ونحن أحرص الناس عليه لو توفّرت الإرادة الحقيقية لدى المعتدين، وإن لا فنحن مستمرون في المواجهة المحقّة".
بدوره، عضو المجلس السياسي في حركة أنصار الله محمد البخيتي، أعلن لـ"العهد" عن إستعداد الحركة لوقف عملياتها العسكرية في العمق السعودي مقابل وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كلي عن اليمن، مشددًا على أنّه "لا حلًا سياسيًا قبل وقف العدوان ورفع الحصار وخروج الإحتلال وجبر الأضرار".