خاص العهد
سلالة كورونا الثالثة .. هل من خطوات استباقية لمواجهتها؟
مهدي قشمر
بدأت التحذيرات تتوالى من خطر محدق في حال حدوث موجة ثالثة لفيروس كورونا في ظلّ التشديد على وجود دلائل واضحة على أنّ هذه الموجة ستكون أسوأ من الموجتين الأولى والثانية.
وفي هذا الخصوص، دقّ رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي ناقوس الخطر بقوله أنّ "ارتفاع الإصابات بمعظم الدول الأوروبية والموجة الثالثة يدلاّن على أنّ تحورات حصلت لفيروس كورونا من بينها التحور الإنكليزي والبلجيكي وكذلك الفرنسي، والبعض ربط هذه التحوّرات بارتفاع الإصابات".
موقع "العهد" تواصل مع عراجي للوقوف عند المؤشّرات التي استدعته للتّحذير بهذا الشّكل، حيث لفت إلى أنّ أعداد الإصابات بفيروس كورونا ستزداد في الأيام المقبلة، عازيًا السبب إلى عدّة أمور من بينها عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، وعودة إحياء المناسبات والأعراس والتّجمعات بشكلٍ شبه طبيعي، إضافة إلى الطقس البارد مما أدّى إلى اجتماع الناس في أماكن مغلقة.
وأضاف عراجي إنّ "نسبة الإصابات منذ الإقفال الأخير لم تتغيّر فهي بنسبة متوسّطة تبلغ 3500 إصابة يومية، والوفيات تتراوح بين 40 إلى 70 حالة، وهذا يعني أنّ التّفشي المجتمعي لايزال وما نراه مخيفًا حيث لاحظنا تزايد نسبة الوفيات عند الفئات من عمر الـ 60 ونزولًا".
وأوضح رئيس لجنة الصحة النيابية أنّ "الموجة الثالثة تحدث عندما يصبح هناك متحوّر جديد للفيروس كما حدث عند وصول السلالة البريطانية"، لافتًا إلى أنّنا نشهد تحوّرات عديدة في الدول الغربية وهذه التّحورات تزيد قوة الفيروس من حيث التأثير والإنتشار.
وأعلن عراجي أنّنا حاليًا في مرحلة امتداد الموجة الثانية، ومن الممكن في حال حدوث التحوّر الجديد أن نشهد الموجة الثالثة،
وأضاف "التحوّر يضعف من تأثير اللّقاح إلّا أنّ الأخير يبقى الملجأ الذي يخفّف من تأثير الفيروس ويؤمن الحماية والوقاية بنسبة عالية، لذلك نحتاج إلى عملية تلقيح سريعة في إطار عملية استباقية قبل حدوث أيّ تحوّرات جديدة للفيروس".
وفيما لفت عراجي إلى أنّ وتيرة التلقيح حاليًا لا تزال بطيئة، كشف أنّه من المفترض أن تزداد نسبة التلقيح في شهر نيسان المقبل، وأشار إلى أنّه حتّى الآن العدد المسجّل في المنصّة غير كافٍ لتأمين المناعة المجتمعية، داعيًا الناس للتّقدم لأخذ اللقاح لتأمين هذه المناعة.
وحول الوضع الإستشفائي، قال عراجي "أخاف من أن نبلغ مستوى من الإصابات نرى فيه المرضى في الطوارئ أكثر من الموجودين في الغرف أو أن تتعالج الناس في منازلها بنسبة أكبر من المستشفيات".
وعن هجرة الأطباء والممرضين، شكا عراجي التّدهور الحاصل بسعر صرف الليرة الللبنانية، معتبرًا أنها السبب الرئيس لحصول الهجرة، وأضاف "ليس من السهل على طبيب أن يهاجر بعمر الـ 50 عامًا من بلده بعد سنين من الخبرة، فيما تزداد أعداد الأطباء والممرضين الذين يقدّمون طلباتهم للعمل في الخارج.
وجدّد دعوته في ختام حديثه لموقع "العهد" إلى الجميع للإلتزام بالإجراءات الوقائية، وقال "من يريد أن يبقى الإقتصاد مفتوحًا والناس تعمل، عليه الإلتزام بالإجراءات".
فيروس كوروناعاصم عراجيلجنة الصحة النيابيةلقاح كورونا