معركة أولي البأس

خاص العهد

هل بدأت مفاعيل حملة التلقيح بالظهور؟ 
14/04/2021

هل بدأت مفاعيل حملة التلقيح بالظهور؟ 

فاطمة سلامة

منذ أكثر من عام، يواجه العالم فيروس كورونا في حرب يلامس فيها عداد الوفيات عتبة الثلاثة ملايين. حرب ضد فيروس بقيت الكثير من خصائصه قيد البحث والتحري، ليُجمع أهل العلم والاختصاص على أن لا خلاص منه سوى باكتساب المناعة المجتمعية عبر تلقي اللقاح، وهو الأمر الذي دفع بوزارة الصحة اللبنانية الى المسارعة لحجز حصّة من اللقاحات عبر منصة "كوفاكس" والى توقيع اتفاق لشراء كميات من لقاحات فايزر. وقد بدأ لبنان حملة التلقيح في 14 شباط المنصرم بعدما وصل عداد الإصابات بفيروس كورونا الى عتبة قياسية، وبعدما ارتفع عداد الوفيات، بالتزامن مع بدء نفاد القدرة الاستيعابية للمستشفيات. وعليه، بات يُنظر للقاح على أنه حبل نجاة وسط ظروف لبنان الخانقة. فهل بدأت حملة التلقيح تؤتي ثمارها بعد نحو شهرين على انطلاقتها؟.

حيدر: بدأنا نرى انخفاضاً بالإصابات في صفوف الفئة العمرية الكبيرة 

مستشار وزير الصحة الدكتور محمد حيدر يلفت في حديث لموقع العهد الاخباري الى أن ما يفوق الـ٣٠٠ الف شخص  تلقوا اللقاح حتى تاريخه، من بينهم ٢٠٠ الف شخص تلقوا الجرعة الثانية. النسبة الأكبر من اللقاحات ذهبت لمن أعمارهم تفوق الـ٧٥ وللقطاع الصحي. لا يُخفي حيدر أنّه من المبكر جداً تقييم الانعكاسات الإيجابية للقاح، لأن نسبة الذين تلقوه في لبنان ضئيلة جداً، لكنّه يستند الى بعض المعطيات ليبيّن الآثار المهمّة لتلقي اللقاح، لافتاً الى أننا بدأنا نرى انخفاضاً بالإصابات في صفوف الفئة العمرية الكبيرة أي بدأنا نرى أنّ الإصابات في صفوف من أعمارهم تفوق الـ٧٥ عاماً أقل من قبل. أولئك كانوا يشكّلون ضغطاً على المستشفيات، أما اليوم فبتنا نرى أن الإصابات أكثر في صفوف من تتراوح أعمارهم ما بين الـ٦٥ والـ٧٥ عاماً. لذلك بدأنا حملة التلقيح لمن أعمارهم تتراوح بين الـ٦٥ الى الـ٧٥ والـ٥٥ الى الـ٦٥ عاماً. 

هل بدأت مفاعيل حملة التلقيح بالظهور؟ 

نسبة إيجابية الفحوصات انخفضت من 30 و23 بالمئة الى ما بين 12 و15 بالمئة

ووفق حيدر، اذا أردنا أن نضيف نسبة الذين تلقوا اللقاح على أرقام المصابين والذين باتوا يشكّلون نصف مليون شخص كنسبة مثبتة -بينما في الحقيقة الأرقام أكبر من ذلك، اذ ثمّة أشخاص أصيبوا ولم يخضعوا للفحص- نستنتج أنّ نسبة من لديهم مناعة مجتمعية سواء من اللقاح أو من الاصابة بكورونا كبيرة. هذا الأمر -برأي حيدر- يشكل عاملاً مساعداً لنرى انخفاضاً في أعداد الإصابات. بحسب المتحدّث، اذا أردنا أن نراقب وبشكل دقيق أعداد الإصابات في لبنان ونسبة إيجابية الفحوصات نرى أن نسبة الإيجابية انخفضت، اذ تتراوح حالياً بين ١٢ و ١٥ بالمئة، في الوقت الذي وصلنا فيه الى ٢٣ بالمئة على الأقل خلال شهري كانون الثاني وشباط، وفي بعض الأيام وصلت الى ٣٠ بالمئة، وهذا الأمر يعطي دلالة على أننا بدأنا نلمس فوائد اللقاح.

كما يلفت حيدر الى أن هناك انخفاضاً كبيراً بعدد الوفيات، ففي بعض الفترات كانت الوفيات تفوق التسعين شخصا في اليوم، ولكن حالياً تتراوح الوفيات بين ٣٠ و٤٠ يومياً، علماً أنّ أغلبهم من كبار السن ومصابون بأمراض متعددة، بينما اذا راقبنا الوفيات في صفوف الفئة الأقل سناً من ٧٥ عاماً و٦٥ عاماً، فإنّ عدد الوفيات قليل جداً، قد يكون ذلك بسبب تطور بعض العلاجات، أو العلاج المبكر في المنزل بالاضافة الى زيادة الأسرة في أقسام العناية الفائقة والتي ساهمت بأن يتلقى المريض العلاج المناسب في المكان المناسب ما يخفف من عدد الوفيات.

سيتلقى اللقاح مليون شخص بعد بداية الصيف 

لكن حيدر يعود ليؤكّد أنّ تقييم الوضع بشكل دقيق وعلمي يحتاج الى وقت، فنسية من تلقوا اللقاح ليست كبيرة مقارنة بعدد سكان لبنان. وهنا يرجّح حيدر أن يفوق عدد متلقي اللقاح المليون شخص بعد بداية الصيف. حينها سنلمس النتيجة بشكل جيد. 

أخذ اللقاح آمن أكثر بكثير من الإصابة 

وللمتوجسيبن من تلقي اللقاح، يقول حيدر: "اللقاح ليس شئياً اختياريا". برأيه، لو خيرنا بين الإصابة بكورونا وأخذ اللقاح، بالتأكيد فإنّ أخذ اللقاح آمن أكثر بكثير، ومهم جداً للعودة الى حياتنا المجتمعية عن طريق اكتساب المناعة. وهنا يلفت حيدر الى الحال الذي كان عليه العالم قبل التقدم الطبي اذ كانت الناس تنتظر حتى يصاب الجميع بالفيروس لتتكون لديها المناعة المجتمعية، وهذا ما كان يأخذ سنوات قبل العودة الى الحياة الطبيعية. أكبر دليل على ذلك، الانفلونزا الاسبانية التي حصدت أكثر من 50 مليون قتيل و500 مليون إصابة. وفق حيدر فإنّ عدد الذين توفوا في العالم بكورونا محدود مقارنة بما حصل إبان الانفلونزا الإسبانية والسبب يكمن في أخذ الاحتياطات اللازمة أكثر من ذي قبل. 

حماية الفرد لنفسه أمر واجب

وفق قناعات حيدر، لو خيّر الفرد بين أن يصاب بكورونا مع ما تحمله الإصابة من آثار مرضية مزمنة على الجسم -حتى ما بعد الشفاء كالأعراض القلبية والرئوية والدماغية والأعصاب وأمراض الكلى-، وبين الآثار الجانبية لأي لقاح يجب أن يختار اللقاح. برأي حيدر، حتى العلاج الذي يستعمل لمرضى الكورونا لديه اعراض جانبية تفوق اللقاح. يؤكّد حيدر أننا نترك الخيار للفرد لأخذ اللقاح، ولكن عندما نتحدث بالمجال الطبي لا يجب أن يكون هناك خيار لأنّ حماية الفرد لنفسه أمر واجب كي لا يتعرّض للإصابة وأعراض ما بعد الإصابة. 
 
للإيمان بالعلم والطب

وفي الختام، يشدّد حيدر على ضرورة الإيمان بالعلم والطب. الأخير يتحدث بواقعية وشفافية، وعلينا أن نؤمن بالطب لنصل الى المناعة المجتمعية عبر تلقي الطعم الآمن رغم كل الإثارة الاعلامية التي تُثار حول الأعراض الجانبية. يتوجّه حيدر الى الناس بالقول: "سارعوا الى حجز دوركم عبر المنصة وتلقوا اللقاح للوصول سريعاً الى المناعة المجتمعية لتعود الحياة الى بلدنا كما تعودنا عليه".

لقاح كورونا

إقرأ المزيد في: خاص العهد