خاص العهد
هل سيأكل الجراد الأصفر "أخضر ويابس" البقاع؟
هبة العنان
على الرغم من الجهود المبذولة لتدارك تردّي الوضع والمسارعة إلى رش المبيدات عبر طوفات الجيش اللبناني، تهدد أسراب الجراد الأصفر الأمن الزراعي والغذائي في لبنان، خصوصا أنها تأكل "الأخضر واليابس" دون أي تفريق.
ما يقلق البقاعيين حاليا هو ما سيتركه السرب المهاجم على حقولهم وسهولهم، خصوصا أن موسم الحصاد لم يعد بعيدا، وما يمكن أن يكون قد أكله السرب في طريق تمدده إلى أكثر من بلدة لا يمكن احصاؤه حتى الآن وبالتالي لا يمكن تعويضه، لكن يبقى الخوف دائما على سهول القمح البقاعية التي تشكل عنصرا أساسيا في الانتاج والمخزون الوطني لهذه المادة رغم تواضعه.
وفي هذا السياق، اعتبر المهندس البيئي حسن سماحة في حديث لموقع "العهد الإخباري" أن "الحملة التي بدأت أمس لرش المنطقة بالمبيدات عبر طوافات الجيش لم تكن مجدية بشكل كاف، خصوصا أن توقيتها لم يكن مدروسا وجاء متأخرا"، وقال: " بدلا من البدء ظهرا عند الساعة الحادية عشرة برش المبيدات، من الأفضل رش هذه المبيدات فجرا أو مع طلوع الشمس، حين يكون الجراد لا زال في "بياته" (اي هادئا ومبيتا)".
وأشار سماحة إلى أن "الوضع مقلق وغير مطمئن خصوصا انه لا يزال حتى الآن في تمدد نحو مناطق جديدة، إذ وصل مساء يوم امس إلى بلدتي اللبوة وشعت"، لافتا إلى إمكانية انحسار الموجة لسببين أساسيين: الأول يتعلق بالطقس الذي لا يزال باردا نسبيا في المناطق البقاعية والثاني حملات الرش المتواصلة حتى الآن".
سماحة رأى أنه "على الرغم أن لبنان ليس في خط السير الأساسي للسرب، إلا أن التغير المناخي الأخير وتضييع هذه الحشرات لمسارات حركتها دفعاها إلى لبنان".
وأضاف سماحة أنه من الخطأ رش المبيدات بشكل مسبق قبل مجيء الجراد، خصوصا أن المبيد يمكن أن تنتهي صلاحيته أو ينخفض مفعوله مع مرور الوقت (حوال ساعتين كفيلة بانخفاض فعالية المبيد)"، مؤكدا أن "الحل الأساسي هو برش المبيدات في وقت محدد من النهار، اي مع طلوع الشمس".
وشدد سماحة على أن المبيدات التي يرشها الجيش والوزارة لمكافحة الجراد آمنة، مؤكدا أن هذه المادة ترش حاليًا في جرود لا خضار فيها، ولو رشت على المزروعات فهي آمنة ومفيدة، وذكر بأن الوزارة ومصلحة الأبحاث الزراعية العلمية عممت على المزاعين الاجراءات لحماية محاصيلهم.
وبحسب سماحة، يتخوّف المزارعون من أن يترك الجراد أثرا كبيرا على مزروعاتهم، خصوصا بعد أن اجتاح حقول الكرز والمشمش في عرسال، موضحا أن ما يقلق حقا وصوله إلى حقول القمح، وذلك لصعوبة إعادة زراعته وتفريخه وحصاده.