خاص العهد
قاهر الجيش الذي لا يقهر.. "ملاك"
ودّع عائلته، صباح الخامس والعشرين من شهر نيسان/أبريل 1995م، ومضى في سيارته المفخخة مقتحماً قافلتين للصهاينة، كانتا تستعدان عند مدخل بنت جبيل لتبديل مواقعهما، ففجر جسده الطاهر في عناصرهما، الذين سقطوا ما بين قتيل وجريح. فنال صلاح لقب "ملاك الاستشهاديين".
في السابع عشر من شهر أيار/ مايو لعام 1968م، رُزق الحاج محمد علي غندور بابنه صلاح، وبعد أن أمضى السنوات الخمس الأولى من عمره في قريته كفر ملكي، انتقل مع والديه إلى الإمارات العربية، حيث كان يعمل والده، وهناك أمضى صلاح عدّة سنوات، درس فيها المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، حيث ظهرت عليه علامات الوعي والإيمان، الذي تشكّل عنده من خلال البحث والمطالعة.
وفي مطلع العام 1984م، عادت العائلة إلى لبنان في ظلّ الاحتلال الصهيوني، ومنذ ذلك التاريخ، بدأ الشهيد يتردّد إلى المسجد، ويُقبل على الدروس الثقافية، ويستمع إلى المحاضرات الدينية، ولم يمضِ على قدومه إلى الوطن سوى عام واحد، حتى انطلق مع شباب المقاومة الإسلامية، وحزب الله، وانخرط في صفوفهم مع بداية العام 1985م، لتبدأ مسيرته الجهادية الطويلة.
كُلّف الشهيد من قِبل القيادة العسكرية بعمل في بيروت، وفي هذه الفترة تأهّل من شريكة حياته، وسكن في شقة لأهله، ومن خلال طبيعة عمله، صار يودّع رفاقه، الشهيد تلوَ الشهيد، إلى أن استشهد رفيق دربه غسّان علوية، في بداية العام 1987م، فترك لديه بالغ الأثر، وكان ذلك سبباً في تركه العمل في بيروت، وانضمامه إلى قطاع بنت جبيل، في الجنوب.
وبعد ما يُقارب الشهرين من عمله في الجنوب، طلب صلاح غندور الانضمام إلى العمليات، ليكون مقاتلاً في صفوف المجاهدين، وكان له ما أراد أواخر العام 1986م، حيث أظهر قوّة تحمل كبيرة، ومثابرة، وشجاعة، إضافة إلى الكفاءة العالية في كافة الأعمال القتاليّة.
أما في مجال تهذيب النفس، فينقل الكثيرون ممن عرفه، أنه كان من السَّالكين، المستغرقين في العالم العُلوي، بل وكأنّه من المقرّبين، بحيث أنه كان يدأب على الفرائض، ويحرص على النوافل، ويقرأ القرآن بتدبّر، وحزنٍ بالغين، ويواظب على قراءة الأدعية، كما أنه كان يطيل سجوده في الليل، ويُكثر من مراقباته، ومحاسبته لنفسه.
وبعد أن ساعد الكثير من الإخوة المجاهدين في تجهيز عملياتهم الاستشهادية، حان دوره، ليتقدّم الركب، مجاهداً شجاعاً فادياً أهله، يرتقي الى الملكوت بهيئة "ملاك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيان المقاومة الاسلامية حول العملية الاستشهادية
"فارس حسيني من مجاهدي المقاومة الاسلامية، واستشهادي من ابناء محمد وعلي.. طلع من جراح الامة ميمما الوجه من عاملة الى القدس، ومستكملا الطريق الرائد الاول احمد قصير... حاملا دمه الزاكي المبارك وجسده الطاهر الممشوق عزة اباء ليهديه الى اخوة دربه ابطال الانتفاضة من ابناء حركتي حماس والجهاد الاسلامي الاستشهاديين البطلين خالد الخطيب (الجهاد الاسلامي) وعماد محمود ابوامونة (حركة حماس) اللذين استشهدا في عمليتي "نتزاريم" و"كفرداروم" الاستشهاديتين، وليهديها كذلك الى الشهداء المظلومين الذين قضوا في انفجار مبنى حي الشيخ رضوان في غزة بتاريخ 2/4/95.
وردا على كل النهج الاجرامي الوحشي الذي يمارسه العدو بحق امتنا والتي كانت عملية الاغتيال الجوي التي طالت المجاهد الكبير الشهيد "ابو علي رضا ياسين" واحدة من معامله الاخيرة. واستحضارا للغة الشهادة وعطاء الدم الذي لا ينضب، شهداء عين كوكب، على اعتاب ذكراهم السنوية...
يطل هذا الاستشهادي العاشق لربه مؤكدا من خلال هذه العملية الاستشهادية ان الشهادة هي سر الانتصار وانها تقنيتنا الالهية في الرد على كل تكنولوجيا الاجرام والتوحش والعدوان وانها مكمن القوة في دفاع الامة عن نفسها وصونها لوجودها المستهدف وصنعها لمستقبلها المنشود...
وفي التفاصيل ان مجاهدا استشهاديا من المقاومة الاسلامية اقتحم باعصاب هادئة وملامح مطمئنة عند الساعة 2.24 من عصر يوم الثلاثاء الواقع فيه 25/4/95 في بلدة بنت جبيل لدى التقاء قافلتين صهيونيتين، كانت احداهما قد دخلت من فلسطين المحتلة المنطقة الحدودية لتحل مكان القافلة الثانية التي كانت على وشك المغادرة، وذلك عند مدخل مقر الـ 17 الذي يضم مبنى قيادة عمليات اللواء الغربي ومبنى الادارة المدنية ومبنى قيادة المخابرات وقد ادى ذلك الى تدمير جزئي لمبنى الادارة المدنية واصابة مبنى اللواء الغربي باضرار جسيمة وتدمير خمس اليات، ذابت اثنتان منها كليا بفعل قوة الانفجار الهائلة وتناثر عدد كبير من الجثث في دائرة الانفجار، وقد سمع دوي الانفجار على مسافات شاسعة في المنطقة المحتلة وفي المناطق المحررة المواجهة.
ان المقاومة الاسلامية اذ تزف لصاحب العصر والزمان ولولي الامة المفدى اية الله الخامنئي وللامة الاسلامية المعطاء مجاهدها الاستشهادي صلاح غندور (ملاك) بكل عزة وفخر ورأس مرفوع، فانها تغتنم الفرصة مجددا لتؤكد مضيها في درب الشهادة والتحرير حتى آخر شبر من ترابنا المقدس.
ان هذا العدو الغاشم الغاصب لن يلقى منا الا الضربات، وان عملاءه المرتزقة لن يكن امامهم الا واحد من خيارين لا ثالث لهما: اما الموت تحت اقدام المجاهدين او تسليم انفسهم واعلان التوبة امام اهلهم ومجتمعهم".
بطاقة الاستشهادي:
الاسم: صلاح غندور
الاسم الجهادي: ملاك.
محل وتاريخ الولادة: كفرملكي – 17/5/1968م.
الوضع الاجتماعي: متأهل وله ثلاثة أولاد: محمد حسين، فاطمة وزينب.
مكان وتاريخ الاستشهاد: بنت جبيل – 25/4/1995م.
وصية الشهيد
بسم الله الرحمن الرحيم
(لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ...) صدق الله العليّ العظيم.
أنا صلاح محمد غندور المعروف بـ"ملاك" أسأل الله أن يوفقني إلى لقاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)، هذا الإمام العظيم الذي علّم جميع الأحرار كيف ينتقمون من ظالميهم. إنني إن شاء الله بعد قليل من هذه الكلمات، سوف ألقى الله معتزًا مفتخرًا منتقمًا لديني ولجميع الشهداء الذين سبقوني على هذا الطريق. بعد قليل سوف أثأر لجميع الشهداء المظلومين والمستضعفين من أبناء جبل عامل، وأبناء الانتفاضة في فلسطين المغتصبة. سوف أنتقم لجميع المعذبين في الشريط المحتل المعذّب.
إنني إن شاء الله مجاهد من مجاهدي المقاومة الإسلامية، تلك المقاومة العظيمة التي لم ترهبها طائرات العدو ولا دباباته، وكل الأسلحة التي يمتلكونها، ولا كل الدعم الذي يتلقونه من دول الكفر جميعًا. سوف يكون لقائي القادم درسًا جديدًا، درسًا كربلائيًا، ويكون فخرًا للمسلمين ونارًا ووبالًا على هذا العدو المتغطرس، الذي كُسرت هيبته على أيدي إخواني المجاهدين من قبلي... الذي كسرت هيبته على أيدي الشهداء: أحمد قصير، والحر العاملي، و"أبو زينب"، وهيثم دبوق، والشيخ أسعد برو، وجميع الشهداء الذين قاتلوا هذا العدو الذي حطّم الإسلامُ هيبتَه على أيدي إخواني الشهداء الاستشهاديين، وغير الاستشهاديين في فلسطين العزيزة.
إخواني المجاهدين: فليكن معلومكم علم اليقين أننا إن شاء الله بكل تأكيد منتصرون، وهذا لا شك فيه ما دمنا نعمل لله ونعرف الله ونشهد لله فإن الله لا شك منجز وعده وناصر عبده، وإنه لا شك معزُّ المؤمنين، ومذلُّ الكافرين، وهذا على أيديكم يا أبطال المقاومة الإسلامية، يا أبناء الإمام علي (ع) والحسين (ع)، يا أبناء الإمام الخميني العظيم (قده)، يا أبناء القائد الخامنئي، وأبناء الشهيد السيد عباس الموسوي، والشيخ راغب حرب، فإن جهادكم إن شاء الله هو الجهاد الممهد لدولة صاحب العصر والزمان(عج)، فلنستمر حتى تحقيق الهدف المنشود في تحقيق الرضا الإلهي الكامل، حتى نصل إلى الوعد الإلهي.
إنا لله وإنا إليه راجعون، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ * كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ * إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلاَ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) صدق الله العليّ العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العليّ العظيم.
وصيتي إلى إخواني المجاهدين:
باسمه تعالى
بعد الصلاة والسلام على سيدنا ومولانا وحبيب قلوبنا أبي القاسم محمد بن عبد الله (ص) وعلى الأئمة الأطهار من بعده، لاسيّما صاحب العصر والزمان(عج)، جعلنا الله من جنده والمستشهدين بين يديه.
والسلام على وليّ أمر المسلمين السيد الخامنئي(حفظه الله)، وعلى السيد القائد حسن نصر الله، وعلى الإخوة المجاهدين في أمّة حزب الله الذين يسطّرون كل يوم أروع الملاحم ويعلّمون الثوار طريق الثورة والشهادة. أنتم تعلمون أن طريقنا طريق ذات الشوكة والصعاب فـ ( لا تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). إن الله وعدنا بالنصر والعزّة ووعده حق إنه لا يخلف الميعاد، فأرجو منكم المحافظة على وصية الشهداء وعدم التخلّي عن هذا الخط ولو قُطعنا إربًا إربًا، وتذكروا دائمًا الشهداء والأسرى، وقتال الصهاينة وإخراجهم من أرضنا، وكل أرضٍ اغتصبوها، وهذا ما قطعناه على أنفسنا: تحرير كل الأرض والإنسان.
بسم الله الرحمن الرحيم ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) صدق الله العليّ العظيم.
إخواني، لقد عاهدت نفسي أن لا أواجه الله وسيدي أبا عبد الله (ع) إلاّ وأنا مقطّع الأوصال والأشلاء بدون الرأس ولا اليدين، حتى يكون لي قدم صدقٍ عند مليكٍ مقتدر، وأن يُثبّت لي قدم صدق مع الحسين (ع) وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين (ع).
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم والسير على نهج الأئمة الأطهار، المتمثّل بالسيد القائد الخامنئي(أعزّه الله) وإطاعة السيد العزيز نصر الله والسير في خط حزب الله، إنه يمثّل الصراط المستقيم في عالم الدنيا. وأطلب منكم المسامحة فردًا فردًا، وبالخصوص الإخوة الذين عملوا معي وبدر مني أيّ تصرّف أساء لهم بدون قصدي، فأنتم تعلمون معزّتكم عندي لأنكم تمثلون شعلة الدرب المضيء لي، وأسأل الله ربي لي ولكم السعادة والشهادة.
أخوكم العبد الفقير إلى الله العزيز الجبّار
ملاك
أعوذ بالله من شر الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليك يا والدي العزيز: إنني متأسف وخجلٌ منك على عدم إبلاغك عن عملي الأخير، فأرجو منكَ المسامحة على ذلك وعلى أي سوء بدر مني، وأي فعل أسأت لكَ به، فأنتَ تعرف أنني اخترت هذا الطريق، فأرجو منكَ مسامحتي والدعاء. وأنا أطلب منكَ يا والدي أن تتمسك بهذا الخط، لأنه خط الرسول والأمير، خط الأئمة الأطهار، وأرجو منكَ المسامحة لقلّة وجودي معكم وبينكم، وأتمنى منك عند سماع خبر شهادتي أن تكون لك فخرًا وعزًا في الدنيا والآخرة، وأن تكون صبورًا وتتذكّر سيد الشهداء أبي عبد الله (ع) كيف قُطع رأسه وهو بين أهله، فما أعظمها من مصيبة. وصيتي لكَ أن لا تنساني من الدعاء، وأرجو منك أن لا تنسى مسألة الخُمس، فإنني أريد أن أراك بجانبي يوم القيامة.
ولدك العبد الفقير لرحمة ربه
صلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
والدتي الحنون: أيتها الصابرة الصديقة العزيزة على قلبي، لقد تعبتِ كثيرًا معنا، وكنتِ خير أمٍ وصديقة، فأنت الصابرة والوفية، وكم كنت أتحدّث معكِ عن مصيبة أبي عبد الله (ع) والسيدة زينب (ع) في صبرها وتحمّلها في المصيبة، فكم كانت قوية الموقف أمام يزيد(لعنةُ الله عليه) فقد كانت قدوة كل النساء على مرّ العصور، فأرجو منكِ أن تصبري وتكوني يوم القيامة مع الزهراء (ع)؛ وأرجو منكِ المسامحة، وأرجو منكِ أن لا تحزني ولا تلبسي السواد، بل أرجو أن يكون يوم شهادتي يوم فرح ويوم عز لا يوم حزن وسواد، وأرجو منكِ مسامحتي على أي شيء حصل مني، أو أي تقصير، لأنني لا أقوى على تعبك، المهم التمسك بهذا الخط يا والدتي، لأنه خط أهل البيت (ع). وأرجو منكِ المحافظة على المسائل الشرعية.
ولدك العبد الفقير إلى الله
صلاح
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى زوجتي العزيزة: أيتها الطاهرة الصابرة والأم الحنون، لقد صبرت معي وتحمّلتِ الكثير من المصاعب والمعاناة، فأرجو منكِ أن لا تحزني فإني ذاهب إلى المكان الذي أنتِ تعرفين ما هو، الخط الذي كنت أرجوه من العزيز الجبّار. وقد تركت معكِ أمانة وهي الأولاد، فلتحفظي هذه الأمانة لكي ترعيها، وأنا أعرف أن المسؤولية مسؤولية صعبة وشاقّة عليكِ، أعانك الله على ذلك. وأرجو أن لا تنسي أن تربيهم على خط أهل البيت (ع)، حتى يصبحوا من طينة أبيهم الذي وهب نفسه لله، وتحت راية أمة حزب الله، وتحت قيادة وولاية السيد العزيز وحجّة الإسلام السيد الخامنئي(حفظه المولى). فأطلب منكِ المسامحة على تقصيري معكِ وأن لا تنسيني من الدعاء.
زوجك المحتاج إلى رحمة ربه
أعوذ بالله من شرّ الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى أهلي في الشريط المحتلّ، الذين سيحتضنون أشلاء جسدي، إن شاء الله النصر آتٍ والنصر قريب، والحريّة لاحت بشائرها منذ بزوغ فجر الإمام الخميني (قده)، يا أبناء الرسول وأبناء أمير المؤمنين علي (ع) قاتل مرحب وعمرو بن عبد ود العامري، أملكم يا أهلي بهؤلاء المجاهدين في المقاومة الإسلامية، وبقائدها الخامنئي الذي نرى فيه أمل هذه الأمة.
سيدي أيها الخامنئي، و"الله لو خُضت عباب هذا البحر لخضناه معك، ولو بلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أننا على حق وأنهم على باطل ..."، كما قال عمّار لأمير المؤمنين (ع). سيدي أيها القائد، أيها الموسوي العباس في عليائك، إن شاء الله النصر قريب واللقاء قريب إن شاء الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الله وعدنا بالنصر والعزّة، ووعده حق إنه لا يخلف الميعاد، فأرجو منكم المحافظة على وصية الشهداء، وعدم التخلي عن هذا الخط وهو قتال الصهاينة، وإخراجهم من أرضنا وكل أرضٍ اغتصبوها، وهذا ما قطعناه على أنفسنا بتحرير كل الأرض والإنسان.
"إلهي تركت الخلق طراً في هواكا
وأيتـمت الـعيال لكـي أراكا
فلـو قطعتنـي بالـحب إربًا
لمـا مـال الفؤاد إلى سواكا"
فبعد قليل، سأشرب من كأسٍ لا أظمأ بعده أبدًا، وأنا على يقين، وبعد قليل سألقى أمير المؤمنين (ع) والأئمة (ع) الأطهار والشهداء أجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الآيات التي قرأها قبل البدء بالعملية:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم.
( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) صدق الله العليّ العظيم.