خاص العهد
تونسيون يستذكرون أيام التحرير: لا طريق سوى المقاومة
تونس - روعة قاسم
أيار هو شهر الانتصارات والمقاومة والمنعطفات الاستراتيجية في الصراع مع العدو الصهيوني. هذا ما تؤكده ذكرى التحرير لعام 2000 والتي كانت فاتحة الانتصارات وبوابة دحر الاحتلال من جنوب لبنان. ففي ذاك اليوم التاريخي رأى العالم برمته كيف اندحر الاحتلال الصهيوني مذلولًا منهزمًا، وذاق الويلات وانكسرت هيبة الجيش الذي كان يزعم أنه لا يقهر. إرادة المقاومة اللبنانية الباسلة غيّرت كل المعادلات وفرضت قواعد جديدة في المنطقة.
واليوم يستذكر التونسيون - كما كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم - هذه الذكرى المجيدة وهم يشاركون أيضًا الفلسطينيين فرحة انتصارهم في معركة "سيف القدس". فبفضل المقاومة تعيش الشعوب العربية والإسلامية نكهة النصر وتتنشق أريج الكرامة ونفحات من العزة.
البراهمي: المقاومة أسقطت رهان الصلح
تستذكر القيادية التونسية مباركة البراهمي في مقابلة مع موقع "العهد" "25 أيار ذكرى النصر الكبير للمقاومة في لبنان على المحتل الصهيوني والتي تتزامن هذه السنة أيضًا مع النصر الكبير الذي حققته الفصائل الفلسطينية المسلحة والموحدة" فاليوم يسقط -مثل كل مرة- رهان الصلح مع العدو ورهان المفاوضات واتفاقيات السلام ويطفو على السطح شعار أن ما أُخذ بالقوة لا يُسترد الا بالقوة، وان هذا العدو لا نستطيع ان نهزمه بتبادل السفارات معه أو بإمضاء اتفاقيات السلام، وهذه هزيمة لنا جربناها نحن العرب عندما فُتح باب التطبيع من سنة 1979 على يد الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، ورأينا كيف أن كل أنواع البلاء فتحت على مصر، وفُتحت أبواب الفقر والمهانة للشعب المصري والمديونية والمخدرات والبطالة وضياع الشباب. ونفس ما حدث لمصر حدث للأردن بعد امضاء اتفاق وادي عربة ونفس ذلك حصل مع فلسطين المحتلة عندما شرعت السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني".
وتضيف البراهمي "اليوم مطبّعون ومناضلون تأكّد لديهم أن طريق المقاومة هو الحل الوحيد لتحرير كل شبر من أرض فلسطين، وأن الدول التي تصالحت مع العدو الصهيوني وطبّعت معه تعيش الخزي، وتعلو راية المقاومة والبندقية الفلسطينية. واليوم العدو الصهيوني جثا على ركبتيه عندما توحّدت الفصائل الفلسطينية وتوحّدت قوى المقاومة وارتفع السلاح، وعندما لعلع الرصاص والصواريخ فوق سماء فلسطين المحتلة ودخل الصهاينة في حالة من الرعب والذهول لم يتصوروها.
وتلفت البراهمي لـ"العهد" الى أن "المقاومة انتصرت فعلًا بإرادة السلاح والبندقية المقاتلة، وبفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل كل من دعم المقاومة وبفضل الجمهورية الاسلامية الإيرانية التي تطور أداء المقاومة عتادا وتقنية، وذاقت اليوم "إسرائيل" الويلات وان شاء الله المعركة القادمة ستنخرط فيها كل قوى المقاومة وتنتهي "إسرائيل" ويطوى هذا الملف".
رمزي الخليفي: ذكرى التحرير تؤكد أن العدو لا نهزمه الا بالقوة
من جانبه، الناشط الحقوقي والمحامي التونسي رمزي الخليفي أكد أن ذكرى التحرير غالية على قلوب التونسيين وكل عربي حرّ آمن بالمقاومة وبالصمود، ويضيف "الحمد لله الفرحة فرحتان اذ تتزامن ذكرى أيار المجيدة مع فرحة انتصار غزة ووقف العدوان عليها وانتصار المقاومة. هذا الانتصار الرمزي العظيم الذي حققته المقاومة الفلسطينية أثبت ان العدو الصهيوني لا يمكن ان يرتدع الا بالمقاومة المستمرة التي ينخرط فيها كامل الشعب الفلسطيني".
ويتابع "بهذه المناسبة نحيي كامل الشعب الفلسطيني في كامل الأرض الفلسطينية وكامل أصقاع الأرض، اليوم ملحمة جديدة تثبت ان المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني الغاشم، فكل الحلول باءت بالفشل وعاد الأمل من جديد للفلسطينيين والأمة العربية والاسلامية من خلال النصر المؤزّر. رغم الخسائر الفادحة والقتل والتدمير إلا أن الشعب الفلسطيني البطل أثبت أن ارادته لا تنكسر ولا تنهزم بصواريخ العدو وبطائرات العدو الصهيونية وان إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة المقاومة في كل مكان، في فلسطين ولبنان وغيرها ستظل الأقوى والقادرة على هزيمة كل جيوش الدنيا ولو اجتمعت".