خاص العهد
أبو هاشم.. فلسطيني يعود الى دوامة الأسر بعد 22 عاماً من الاعتقال
غزة- العهد
22 عاماً خلف أسوار السجون الاسرائيلية انتهت، وحينما حانت لحظة تنسم الأسير اياد أبو هاشم (42 عاماً) عبق الحرية، ولمحت عيناه معبر بيت حانون "ايرز"، ومع انتظار دقات قلبه احتضان الأهل، انقلب الحلم كابوساً، وأعاد الاحتلال الأسير للأسر بحجة أنه لا يمتلك رقماً وطنياً.
أفراد عائلته وأقاربه انتظروه شمال قطاع غزة على حاجز بيت حانون لساعات طويلة تمهيداً لاستقباله بعد قضاء فترة اعتقاله في سجون الاحتلال التي دامت 22 عاماً، إلا أن أجهزة الاحتلال سرقت فرحتهم وأعادت اعتقاله بحجة لأنه لا يحمل رقماً وطنياً.
وبذلك يقضي الأسير أبو هاشم في المعتقل أكثر من عمره الذي قضاه خارجه، حيث اعتقل عام 1997 من معبر رفح البري بعد اتهامه بمحاولة تنفيذ عملية طعن لأحد الجنود الاسرائيليين وانتمائه لحركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، وصدر بحقه حكم بالسجن الفعلي مدة ( 16عاما) ليتم رفعه الى 22 عاماً، وذلك بعد أن قام بضرب شرطي اسرائيلي في سجن نفحة لمعاملته السيئة للأسرى.
والأسير أبو هاشم، من فلسطينيي الشتات وكان مقيماً في قطر وجاء الى غزة لغرض التعليم ولا يملك هوية، واقامته في قطر انتهت وهو في السجن. وأسرته تقطن في قطر ولا يستطيع الوصول إليها، وكان يستعد للعودة الى مدينة رفح بجوار عائلته الكبيرة.
يقول ابن عم الأسير أحمد ابو هاشم "مصير اياد غير معروف وتمت اعادته للسجن بحجج واهية أنه ليس لديه رقم وطني ولا يوجد له تنسيق للخروج.. نحن نقول إن منزل عائلته موجود في رفح ونطالب بالإفراج عنه فورا".
ويتساءل خال الأسير فايز ابو هاشم "ماذا يريدون من اياد الذي أمضي 22 عاماً في معتقلاتهم؟"، قائلاً "سرقوا منا الفرحة بعد انتظار اياد على حاجز بيت حانون ونحن نجهل أي معلومة عنه حتى اللحظة"، مناشداً السلطة الفلسطينية ومؤسسات حقوق الانسان أن ينظروا بعين العطف الى قضية الأسير اياد الذي ينتظره بفارع الصبر.
يذكر أن والده الاسير فقد بصره حسرة على نجله الذي قصى 22 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني، كما ناشد خال الأسير اياد أمير دولة قطر بالتدخل لدى الاحتلال بالإفراج للم شمل العائلة.
ويعتبر الأسير المحرر ورئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الاسرى عبد الناصر فروانة في حديثه لـ"العهد" أن الاحتلال يمارس الضغط والابتزاز بحق الأسير أبو هاشم مطالباً كافة المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير.
ويقول مدير دائرة الإعلام في مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر صالح لـ"العهد" إن "اعادة اعتقال الاسير اياد أبو هاشم بحجة أنه لا يمتلك بطاقة هوية فلسطينية هو انتهاك خطير، نحن مطالبون أن نخاطب العالم والمؤسسات الحقوقية وارسال مذكرة للصليب الأحمر للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسير أبو هاشم".
ويناشد صالح السلطة الفلسطينية بالضغط على الاحتلال بكل الوسائل والطرق واصدار جواز له لخروجه من سجون الاحتلال.
لم تكن قضية الاسير ابو هاشم الاولي، فقد قرر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إصدار أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر بحق الأسير المقدسي محمد الشاويش، من البلدة القديمة في القدس المحتلة، بعد أن كان مقررًا الإفراج عنه الخميس الماضي.
والاعتقال الإداري هو اعتقال دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن، حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية، تجديد أمر الاعتقال مرات غير محدودة، حيث يتم استصدار أمر اعتقال إداري لفترة أقصاها ستة شهور قابلة للتجديد.
يذكر أنّ الاحتلال يعتقل في سجونه نحو 500 أسير تحت بند الاعتقال الإداري، من مجموع 5700 أسير فلسطيني، بينهم 48 أسيرة، و230 طفلًا، وفقًا لإحصائياتٍ رسمية من هيئة شؤون الأسرى والمحررين.