خاص العهد
قراءة في خطاب الرئيس الأسد بعد أداء القسم الدستوري
دمشق - علي حسن
أدى الرئيس السوري يوم السبت الفائت القسم الدستوري لولايته الرئاسية الجديدة في قصر الشعب بالعاصمة دمشق بحضور أعضاء مجلس الشعب السوري وفعاليات اجتماعية وسياسية واقتصادية وفنية سورية. هو القسم الرابع للأسد، ولكن له خصوصية كبيرة عن الأخرى الماضية لناحية التأكيد على خيار الشعب وثقته بقيادته للوصول بسوريا لبر الأمان مجتمعيًا واقتصاديًا كما أوصلتها من الناحية العسكرية عبر إفشال المخططات الإرهابية وإعادة الاستقرار للمدن والمناطق السورية.
الخبير الاستراتيجي السوري الدكتور خلف المفتاح أكد لموقع "العهد" الإخباري أن "خطاب الرئيس الأسد الذي ألقاه يوم السبت بعد أدائه القسم الدستوري يحمل روح التحدي للغرب ولأعداء سوريا الذين يحتلون أرضها، وفيه تأكيد على أن كل المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة وتحت الاحتلالين التركي والأمريكي ستستعاد وكل من يشكك في ذلك هو مخطئ، كما أنه يعطي زخمًا معنويًا للمقاومات الشعبية التي ستتوسع ضد الاحتلالين ويريح الشارع السوري ويعطيه الأمل باستعادة كل شبر من أرضه سواءٌ في ادلب أو المنطقة الشرقية".
وأضاف المفتاح إن "كلام الرئيس الأسد يعطي إشارة إلى عملاء الأمريكي في الشرق اللذين خانوا العهود ولم يحترموا الاتفاقيات واستغلوا الحالة التوافقية لتكريس أمر واقع هو وهم بالنسبة لهم بأن توجه الدولة السورية سيكون نحو استعادة كامل الأراضي وأولها المناطق الشرقية"، موضحًا أن "الخطاب حمل تأكيدًا على مسألة القضية الفلسطينية وعلى الانتماء لفلسطين وللجولان المحتل لأن الحرب على سوريا بسببها الأول كانت لفك الارتباط مع فلسطين والمقاومة، وبالتالي فإن إعادة التأكيد على هذه الثوابت انتصار كبير وخذلان وفشل لمن راهن على أن الحرب ستغير من هوية سوريا وإرادة شعبها وموقفها العربي المقاوم".
وبحسب المفتاح فإن "الثقة بالمستقبل كانت واضحة في الخطاب، وبأن الاعتماد على الذات سيكون هو الثابت، والمهلة الزمنية التي أعطيت للحلفاء ولا سيما روسيا لإيجاد مخارج للوضع في المنطقة الشرقية لن تكون مفتوحة إلى ما لا نهاية وإنما سيكون قرار الحسم العسكري حاضرًا عندما تشعر الدولة السورية بأنه لا مجال إلا للعودة للقوة المسلحة لاستعادة الأرض سواء في ادلب أو المنطقة الشرقية لا سيما وأن الرئيس الأسد هو القائد العام للقوات المسلحة السورية، وبالتالي له قوة آمرة هناك من ينفذها وليس كلامه فقط تحشيديًا على المستوى السياسي أو في إطار العناوين العامة للدولة، وبالتالي إن الخطاب مهم على المستوى العسكري ويعزز الثقة مع الحلفاء لا سيما المقاومين في لبنان وإيران، ويُمتّن الصداقة مع الأصدقاء الروس والصينيين".
زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى دمشق تزامنًا مع أداء القسم الدستوري للرئيس الأسد، تحمل وفقًا للمفتاح "رسالة دعم لسوريا وأن الصين صديق وشريك قادر على المساهمة بحل المشاكل الاقتصادية في سوريا وأنها جاهزة للدخول بشراكات مع الدولة السورية لإعادة الحياة الاقتصادية إليها".