خاص العهد
نصري خوري لـ"العهد": "جهد صامت" للمجلس الأعلى اللبناني - السوري
محمد عيد
شدد الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني نصري خوري على أهمية تجاوب الدولة السورية مع طلب الجانب اللبناني باستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر أراضيها إلى لبنان، مشيرًا إلى أن ذلك ينسجم مع حرص الدولة السورية على بناء علاقات وثيقة مع الجارة لبنان وهي إذ تفعل ذلك تترفع عن كثير من الإساءات التي بدرت بحقها من جانب بعض القوى والأحزاب اللبنانية انطلاقًا من ايمانها بالعمل المشترك الذي يعود بالفائدة على الجميع.
الجدوى المتبادلة
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أمل خوري أن يكون اللبنانيون قد أدركوا بأن مصلحة بلادهم العليا تكمن في التنسيق والتشاور المستمر مع الدولة السورية أقله في الشأن الاقتصادي الذي يقدم الفائدة الكبيرة للبلدين وخصوصاً في لبنان الذي يعاني ما يعانيه اليوم من ضائقة اقتصادية ومالية كبيرة وسط انقسام سياسي كبير أسهم في تكريسها.
خوري أكد أن سوريا تترفع دائمًا عن الجراح والنيران التي أطلقتها عليها بعض القوى والأحزاب اللبنانية وتأخذ بعين الاعتبار أهمية الإنفتاح على هذا العمق القومي وما لهذا الإنفتاح من نتائج إيجابية على الجانبين.
وأشار خوري في حديثه لـ"العهد" إلى أن الإمكانيات الإنتاجية بالنسبة لسورية متوفرة بشكل كبير وهو أمر يخدم لبنان كثيرًا وسوريا كذلك بحاجة إلى الكثير من الإمكانيات المتوفرة في لبنان وإلى التعاون والانفتاح بين بالبلدين، وكذلك الإنفتاح على الأردن ومصر، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى تخطي الأزمات التي تفرض بقرارات جائرة مثل الحصار الأمريكي على سوريا والذي كانت له تأثيرات سلبية على لبنان والأردن والعراق.
خوري لفت إلى الدور الذي قام به المجلس الأعلى السوري - اللبناني في ترتيب وهندسة زيارة الوفد اللبناني الرسمي الرفيع إلى دمشق وما رافقه من جهد صامت للوصول إلى خواتيم إيجابية وهو ما حصل بعد أكثر من عشر سنوات على تمنع الحكومة اللبنانية على إرسال وفودها للتشاور والتنسيق مع دمشق.
الاتفاق على صيانة الخطوط والشبكة
وبحسب الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني فإن سوريا تتصرف دائمًا بمنطق الدولة التي تعرف مصلحتها وتحفظ مصلحة الآخرين ولهذا لم يكن مستغرباً أن تبادر للموافقة على طلب الجانب اللبناني باستجرار الغاز المصري إلى لبنان عبر أراضيها وهي إذ تفعل ذلك تقوم بالالتزام بكل المطلوب منها في هذا السياق في حين يبقى على الآخرين الإلتزام بواجباتهم في إطار تفعيل اتفاقية استجرار الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا والأردن و التي كانت قد وقعت في العام 2009 وطبقت لمدة سنتين قبل أن تتوقف مصر لاحقاً عن ضخ الغاز لأسباب معروفة.
الأمين العام للمجلس الأعلى السوري - اللبناني أشار لـ"العهد" إلى أن الجانب السوري ممثلاً بوزير النفط بسام طعمة قد ناقش مع الجانب اللبناني ممثلاً بوزير الطاقة ريمون غجر كل المسائل التقنية المتعلقة بصيانة الشبكات وخطوط نقل الطاقة التي تمتد على مسافات طويلة داخل الأراضي السورية واللبنانية سيما وأن قسما منها قد تعرض للتخريب الممنهج الذي قامت به المجموعات الإرهابية المتواجدة جنوب سوريا.
وأعرب خوري عن أمله في أن تجد اتفاقية استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية نحو لبنان عبر الأراضي السورية طريقها نحو إعادة التفعيل مجددًا وأن تكون مقدمة لعقد اتفاقيات جديدة بين لبنان وسوريا تأخذ بعين الإعتبار المصلحة العليا للبلدين وعموم المنطقة.