خاص العهد
لقاحا الانفلونزا و"كورونا".. هل يتضاربان؟
مع اقتراب موسم الشتاء، أكثر ما نخشاه هو التعرض لهجوم مزدوج في هذا الفصل من فيروسَي الإنفلونزا و"كورونا" ومتحوّراته، لتتبادر إلى الذهن مسألة اللقاحات الموسمية ومدى أهميتها للحماية من المرض. البعض يسأل إن كانت هذه اللقاحات تتعارض مع تلك المتعلّقة بـ"كورونا"، أو لا تأثير لها.
"تلقي لقاح الإنفلونزا أمر مهمّ نظرًا لتشابه الأعراض بينه وبين فيروس كورونا"، وفقًا للمتخصصة في الأمراض الجرثومية الدكتورة ندى شمس الدين التي تؤكد لموقع "العهد" الإخباري أن لقاح الإنفلونزا ضروري لحماية الجسم من الإصابة، كما يخفف الأعراض التي قد يصعب تمييزها عن أعراض "كورونا"، ومن الإصابة المزدوجة بالفيروسيْن.
وتشدد على أن تلقي لقاح الإنفلونزا لا يتعارض أبدًا مع تلقي لقاح "كورونا"، وتلفت في هذا السياق إلى أهمية الانتظار لمدة 15 يومًا على الأقل بين الحصول على اللقاحيْن، وفقًا للتوصيات الحالية، وذلك كإجراء احترازي تجنّبًا للآثار الجانبية الشائعة المصاحبة لتلقي العديد من اللقاحات.
وعليه، كيف يمكن أن نحافظ على أنفسنا في ظل مخاوف انتشار أكبر لهذه الفيروسات؟ تجيب شمس الدين مشدّدة على أهمية التغيير في سلوكيات المجتمعات والاعتياد على الإجراءات الوقائية من غسل الأيدي، وارتداء الكمامات، والتباعد الاجتماعي، فكلها تسهم بشكل فعال في مكافحة كورونا والفيروسات الأخرى كذلك، وتلفت الى أنه من الضروري الحفاظ على قاعدة التباعد الاجتماعي، فالبقاء على مسافة بين أي شخص وبين الآخرين يحميه من الإصابة. كما من الضروري غسل اليدين وتعقيمهما باستمرار، وذلك من أجل تجنب وصول الفيروسات إلى الوجه.
تقول شمس الدين إنه من الممكن لجزيئات فيروس الإنفلونزا الانتقال من مسافة بعيدة عندما يسعل أي مريض أو يعطس، وتعتبر تغطية الفم عند السعال والأنف عند العطس عادة جيّدة يجب على الناس التأقلم معها، كذلك يجب بعد استعمال المنديل الورقي رميه في القمامة، ثم غسل اليدين.
اللقاح والمناعة
وتوضح المتخصصة في الأمراض الجرثومية لـ "العهد" أن اللقاحات لا تتسبّب بتراجع مناعة الشخص عند تلقيها، بل على العكس من ذلك، فهي تُعطى لتعزيز المناعة في الجسم وحمايته من الفيروسات وحتى التقليل من آثارها، لكن البيانات المتاحة تشير إلى أن بعض الأفراد الذين تلقوا اللقاح قد يصابون بالمرض مرة أخرى وخصوصًا في حالة كورونا، على الرغم من أن إصابتهم ستكون أخف بكثير من أولئك الذين لم يتلقوا اللقاح، لذا يجب اتباع إجراءات الوقاية على كل حال.