خاص العهد
تهجير المسيحيين: التوقيع قوات
إيمان مصطفى
عاشت بيروت الخميس الماضي حالة من الهلع والرعب. أزيز الرصاص ملأ شوارعها التي سالت فيها دماء الأبرياء. صورة أعادت إلى الذاكرة محطة أليمة من تاريخ لبنان. إرهاب سمير جعجع ذي التاريخ الحافل بالإجرام الى الواجهة مجدّدًا: قتل وقنص وتهديد في كلّ الأرجاء والتوقيع: قوات.
بناءً على مشهد الطيونة، يستحضر غسان عطاالله، وزير المهجرين السابق وابن بلدة الشوف الجبلية التي خبرت الإرهاب القواتي قديمًا، مشاهد الحرب الغابرة والمتجدّدة في آن التي أدّت الى تهجير الأقارب والجيران والأتراب من أرضهم وبيوتهم، ليؤكد أن كابوس اللبنانيين لم ينتهِ بعد، اذ لا تزال الجراح حيّة. ويُبيّن لموقع "العهد الاخباري" أن "80 بالمئة من ملف التهجير في لبنان لم يكتمل بعد 30 سنة من انتهاء المواجهات الدامية".
وفقًا لعطالله، فإن هذه العائلات لم تعد - بحسب الإحصاء - بسبب الأزمات النفسية التي عاشوها في فترة الحرب الأهلية جراء جرائم جعجع الذي حوّل المناطق المسيحية إلى أرض محروقة خالية من سكانها، ومن هذه القرى عاليه، الشوف، قرى شرق صيدا، الضنية. "عاش هؤلاء ظروفًا حياتية صعبة جدًا وقاسية، من دون أدنى الإمكانيات، في مساكن شعبية لا تتوفر فيها أبسط مقومات العيش"، يقول عطالله، و"لكنهم بإرادتهم القوية وحدهم حسّنوا أوضاعهم، ولملموا آلامهم".
يسترجع عطالله المشهد: "طاغية يهجر الآلاف من أرضهم الواسعة وممتلكاتهم، سالبًا حقهم بالعيش الكريم"، ويقول إن "جعجع استغل المسيحيين واستعبدهم"، مضيفًا: "دائمًا عندما تطغى قوة فرض الأمر على حكم الدولة سنصل لكل هذه النتائج السيئة".
وعن الحفاظ على الوجود المسيحي في كل لبنان وتحديدًا بالجبل بعد كل هذه السنوات، يقول عطالله إن الحل يكون ببسط الدولة سيطرتها وتطبيق القوانين عبر القضاء العادل، وحماية حقوق المسيحيين ليشعروا أنهم جزء من هذا الوطن. ويشدد هنا على ضرورة أن تحافظ كل طائفة على مكان الأخرى للحفاظ على العيش المشترك.
بعد كلّ سنوات الأذى الذي سبّبته القوات لأبناء الجبل والمسيحيين، يخلص عطالله الى نتيجة حتمية: جعجع "لن يفهم أو يتعلّم ولا حياة لمن تنادي".