مبدعو الجنوب يتألّقون.. كيف تمكّن أيمن الزين من حلّ "معضلة روزنفيلد"؟

لطالما زخر الجنوب اللبناني بعباقرته المبدعين على مدى الحقبات الزمنيّة وفي شتّى العلوم. أرض جبل عامل البقعة الجغرافية الزاخرة بمحافل العلم والفقاهة بقيت ولّادة للمبدعين، ولن يكون آخرهم ابن بلدة قبريخا أيمن حسن الزين، الذي يسير بخطى ثابتة على درب رمّال رمّال وحسن كامل الصباح وغيرهم ممّن قدّموا إبتكارات في مختلف العلوم على مستوى العالم.

أيمن الزين، الطالب في الجامعة اللبنانية في مرحلة شهادة الدكتوراه في اختصاص الرياضيات البحتة، جاء من صور إلى بيروت ليكمل دراسته، ذاع صيته في الأيام الأخيرة وبات اسمه على كلّ لسان، بعد أن تمكّن من حلّ "معضلة روزنفيلد" المطروحة منذ عام 1974 دون أن يتمكّن عباقرة في هذا المجال من الوصول إلى حلّها، فيما تمكن هذا الشاب الجنوبي من فكّ رموز شيفرتها خلال ستة أشهر.

الزين الذي أنهى دراسته الثانوية في ثانوية المصطفى (ص) في مدينة صور، كان متفوقًا خلال دراسته بشكل عام لا سيّما في مادة الرياضيات، وهو حائز على المرتبة الأولى في لبنان عام 2018 في مسابقة نظمتها جامعة LAU للطلاب الجامعيين الأوائل في اختصاص الرياضيات، عندما كان في السنة الثالثة من الدراسة الجامعية.

يكمل أيمن دراسته حاليًا وهو في السنة الثانية من مرحلة الدكتوراه، وقد قدّم المقالات العلمية الثلاث المطلوبة منه لنيل شهادة الدكتوراه، لكنه بحسب نظام الجامعة سيكون مضطرًا لأن يتسجّل أكاديميًا لعام دراسي آخر للتخرّج رسميًا.

وفي حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أشار أيمن الزين إلى أنّ اختياره المضي بهذا الاختصاص كان لشغفه بهذا العلم، معتبرًا أنّ إنجازه بما يخصّ هذه المعضلة، والتي تعتبر علمية رياضية بحتة ولا يستطيع الناس العاديين فهمها، هو أنه تمكّن من حلّها في حين أنّ من سبقه في هذا المضمار من علماء في مختلف دول العالم لم يتمكّنوا من الوصول الى نتيجة، وقد بدأ بها منذ نقطة الصفر.

ولفت الزين إلى أن حلّ المعضلة المذكورة أخذ من الوقت حوالي ستة أشهر من الوقت خلال العام الماضي، ثم 6 أشهر أخرى جرى نقاشها مع الأساتذة، قبل إرسالها إلى أهم مجلة علميّة تُعنى بشأن الرياضيات على الصعيد العالمي في اختصاص (graph theory).

كما أشار إلى أنّ أحد زملائه في الجامعة، يدعى شربل أبو حنا، سبق وحلّ معضلة أخرى لنفس العالم روزنفيلد كان طرحها عام 1972، وكان الحلّ بطريقة مبسّطة بخلاف الطريقة المعقدة التي حُلّت بها سابقًا.

الزين نصح الطلاب بعدم اليأس وأن يكونوا صبورين في مجال الرياضيات، لافتًا إلى أنّ أيّ بحث علمي قد يأخذ وقتًا، وأعطى مثلاً أنّه في الأشهر الأربعة الأولى كان ينظر ويتأمل في هذه النظرية فقط دون أن يتمكّن من التوصل إلى نتائج، لتأتي فكرة الحلّ في برهة من الزمن.

وختم الزين حديثه بتوجيه الشكر إلى عائلته الصغيرة التي احتضنته وشجعته، كما شكر المشرف عليه البروفيسور أمين الساحلي ومساعدته الدكتورة ميدون مرتضى.

الجامعة اللبنانيةصور

إقرأ المزيد في: خاص العهد