خاص العهد
هكذا أُخمدت حرائق الجنوب: صعوبات ومخاطر جمّة
هبة العنان
اُخمدت الحرائق المندلعة منذ يوم السبت الفائت في الجنوب، بعد أن خلَّفت أضرارا بيئية فادحة سيدفع المواطن اللبناني ثمنها جراء فقدان مساحات خضراء شاسعة. الحرائق التي تمت السيطرة عليها بجهود الفرق المتطوعة من عناصر الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية وجمعية الرسالة للإسعاف الصحي وفرق أخرى كشفت عجز الأجهزة التابعة للدولة عن مواجهة أية كارثة طبيعية تُهدد المنطقة، في ظلّ ما تعانيه الأخيرة من شحّ في المياه والدعم اللوجستي المطلوب لمساندة الفرق المعنية.
وفي هذا السياق، أكد مدير فوج الأطفاء في الدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية - منطقة بنت جبيل وصور ومرجعيون عبد الله نور الدين أن عملية تبريد المناطق المحترقة انتهت وتمّت السيطرة على كل الحرائق، مشيرا إلى أن الفرق العاملة بدأت بتفقّد معداتها لتكون على جهوزية تامة في حال عادت النيران من جديد.
وذكر نور الدين في حديث لموقع "العهد الإخباري" المناطق من الأكثر إلى الأقل تضررا وهي: وادي العزية - مجدل زون - المنصوري - شحور - ياطر - بيت ليف - رامية - سلعا - باريش - طيرفلسايه - البرج الشمالي - عيتيت - مزرعة مشرف - جبال البطم - حاريص، مؤكدا أن غالبية الخسائر اقتصرت على المساحات الخضراء والأحراج.
وأوضح أن الحرائق وصلت إلى 5 منازل في بلدة شحور، حيث جرى نقل بعض المُصابين إلى المستشفيات المحيطة، ونقل بعض المتطوعين بعد أن أصيبوا بالاختناق، لافتا إلى إصابة متطوع بقنبلة عنقودية.
ولفت نور الدين إلى "الجهود الخجولة التي بذلتها فرق الدفاع المدني الرسمية، التي اقتصر وجودها في كل المناطق على 7 آليات فقط وبعض المتطوعين، بالمقابل كانت فرقنا المؤلفة من 25 آلية ومئات المتطوعين على أتمّ الجهوزية لمواجهة الحرائق، بغض النظر عن الفرق الاخرى التي بذلت جهودًا كبيرة في هذا السياق".
وأضاف أن "فرق الدفاع المدني في الهيئة الصحية واجهت مشكلة الدعم اللوجستي، خصوصًا تغذية الآليات بالمياه، إذ تعاني المناطق الجنوبية من شحّ في مياه الخدمة منذ سنوات"، موضحًا أن "الآليات كانت تضطر إلى مغادرة موقع الحريق ليجري ملؤها بالمياه، لتعود بعد ذلك وتبدأ إطفاء الحرائق من جديد، ما صعب عليها عملية الاخماد بشكل سريع".
وبيّن أن "المروحيات التابعة للجيش اللبناني نفّذت فقط 3 طلعات جوية بعد الظهر لإطفاء الحرائق فوق المناطق، على الرغم من أن مناشداتنا بدأت منذ الفجر لإنقاذ الوضع".