خاص العهد
واشنطن تلعب بالأمن الغذائي السوري: قمحٌ مشبوه
دمشق ـ محمد عيد
لطالما شكل القمح السوري الذي يعتبر الأجود في العالم مشكلة حقيقية للولايات المتحدة الأمريكية، والتي كانت تفشل في حصار سوريا وتجويعها نتيجة تركيز القيادة السورية ولسنوات طويلة على مسألة الحفاظ على أمنها الغذائي، وذلك من خلال زراعة مساحات شاسعة بالقمح والشعير وإقامة المخازن العملاقة لهاتين المادتين اللتين كانتا تتواجدان في أقسى سنوات الحصار، قبل أن تمنح الثورة المزعومة لواشنطن فرصة ذهبية في تجويع السوريين والعبث بجودة بذار القمح السوري الذي لا يضاهيه بذار.
عطاء ملغوم
نشر موقع السفارة الأمريكية في دمشق خبراً عن إمداد الوكالة الأمريكية للتنمية المزارعين في مناطق سيطرة "قسد" بثلاثة آلاف طن من بذور القمح ذات الجودة العالية وفق توصيف موقع السفارة.
الخبر أثار حفيظة الحكومة السورية بعدما بدا واضحا أن أمريكا عائدة وبقوة للّعب بأخطر أوراقها المتمثلة بضرب الأمن الغذائي السوري.
أمريكا هذه "المتبرعة" للسوريين في شمال شرقي البلاد حيث تسيطر "قسد"، سبق وسرقت من المركز الدولي للبحوث الزراعية السوري "الايكاردا" بذورا للقمح السوري لا يمكن تقديرها بثمن، وذلك أثناء سيطرة المجموعات الإرهابية عليه وتم نقلها إلى مركز "سبارد" العالمي للبذور في القطب الشمالي، وهي شبيهة بالبذور التي سبق وأنقذت مواسم القمح الأمريكية؛ فحين كان باحثون في جامعة كنساس الأمريكية عام 2018 يحاولون جاهدين ابتكار حل ما لإنقاذ محصول القمح الأمريكي من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة بقي الأمر مستعصيًا إلى أن اكتشفوا أن البذور السورية هي الوحيدة التي بقيت منيعة على الآفات والحشرات من بين عشرين ألف نوع آخر من النباتات التي عصفت بها تلك الآفات والحشرات.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية فقد وجد الفريق البحثي الأمريكي الملحق بالمكتب الدولي للزراعة التابع لمنظمة الأمم المتحدة ضالته من بذور القمح السوري على بعد خمسة وعشرين كيلو متراً غربي مدينة حلب، وهي بذور قادرة على التطور جينياً والحفاظ على خصائصها التي تمكنها من مكافحة الآفات والحشرات بصرف النظر عن العوامل المناخية وطبيعة التربة، فكانت النتيجة إنقاذ مواسم القمح الأمريكي من التلف وبقاء السوريين في أزمة اقتصادية بات معها الحصول على رغيف الخبز أمرا شاقا ومتعبا ولو أن ثمنه بقي رمزيا.
الزراعة السورية تحذر
تواصلنا مع مدير الزراعة في محافظة الحسكة المهندس سعيد جج الذي أكد لموقع "العهد" الإخباري خبر قيام المحتل الأمريكي بتوزيع هذه البذور على المواطنين السوريين في مناطق سيطرة "قسد" بمناطق المالكية والجوادية والقحطانية في ريف مدينة القامشلي حيث تم توزيع ثلاثة آلاف طن من هذه البذار"المشبوهة".
مدير الزراعة في الحسكة ومن خلال موقع "العهد" الإخباري يحذر الفلاحين والمنتجين في هذه المناطق وغيرها من زراعة هذه البذار مشيراً إلى قيام المديرية بأخذ عينة منها وتحليلها في المخابر الحكومية ليتبين لاحقاً أن نسبة أربعين في المئة مصابة بآفة " نيماتودا " التي تجعل البذور غير صالحة للزراعة ولا للطحن بحيث أنها تنتج محصولا جيداً في السنة الأولى لكنها تؤثر فيما بعد بشكل كبير على التربة بحيث تصبح موبوءة وغير صالحة للزراعة أبدا.