خاص العهد
الانتخابات النيابية: "المجتمع المدني" منقسم.. ولهاث وراء السلطة
راشيل كيروز
تتحضر جمعيات المجتمع المدني "المتكاثرة" على الساحة اللبنانية لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، بيد أنها تشهد انقسامات حادّة لعدّة أسباب. وتُعتبر انتخابات النقابات الأخيرة نموذجًا مصغّرًا لذلك.
أحد الناشطين في مجموعات ما يُسمى بـ"ثورة 17 تشرين" يقول في حديث لموقع "العهد" الإخباري إن "التجارب أثبتت أن جزءًا كبيرًا من المعارضين يلهثون نحو السلطة أكثر من السياسين أنفسهم ومستعدون للقيام بأي شيء للوصول".
* انقسامات كبيرة
كثيرة هي المجموعات "المدنيّة" التي تشكلت، وأخرى ما تزال في طور التشكّل، لكن الملاحظ أن أكبر هذه المجموعات عادة ما تكون مقربة من الأحزاب التقليدية اللبنانية، وهذا عامل اضافي لزيادة الشرخ والانقسام بين المجموعات نفسها. ويشير مصدر منضوٍ في احدى هذه الجمعيات المدنية لـ"العهد" الى أنّ هنالك شرخًا سياسيًا كبيرًا بين مجموعات "الثورة" حول عناوين عدّة.
منذ بداية انتفاضة 17 تشرين، ركب العديد من الأحزاب موجة جمعيات المجتمع المدني تحت عنوان "الثورة" والاصلاح، بعد أن كانت إحدى الأعمدة الأساسية في الحكم والفساد طيلة الأعوام السابقة. في هذا الصدد، يلفت المصدر الى أنّه "منذ البداية كان هنالك العديد من المجموعات التي لم تمانع انضمام الأحزاب الى صفوفها كحزب "القوات اللبنانية" و"الحزب الاشتراكي" و"الكتائب اللبنانية"، وفي المقلب الآخر رفض القليل وجود تلك الأحزاب داخل صفوفهم"، مشيرًا الى تردد لدى بعض الجمعيات في حسم قرارها بالتحالف مع ما بات يسمى بـ"أحزاب السلطة" في الانتخابات النيابية المقبلة.
بين الاصلاح والاستعراض: انتخابات النقابات "بروفا"
تعمل احزاب سياسية بقوّة في الفترة الأخيرة على جذب هذه الجمعيات، فمثلًا يحاول حزب "الكتائب اللبنانية" جاهدًا استقطاب من يشبه خطابه السياسي من الجمعيات، وأبرزها: أنا خط أحمر، حزب سبعة، وأي مجموعة تشارك "حزب الكتائب" خطابه السياسي.
وفي المقابل تتكتلت مجموعات سياسية تحت عنوان "الجبهة الوطنية"، والتي تضم: حركة الشعب، الحزب السوري القومي الاجتماعي، وناشطين سياسيين. وهذه الجبهة تطرح برنامجًا سياسيًا، وتتبنى حلًا اقتصاديًا ينسجم مع نفسه. ويقول مصدر مطّلع لـ"العهد" إن جبهة كهذه لا تعمل وفقًا لأجندة استعراضات شعبوية كما سائر الجمعيات.
في سياق متصل، يتحدث العديد من المتابعين عن مزيد من الانقسام بين جمعيات المجتمع المدني، ويتوقع مصدر مطلع لـ"العهد" أن تنسحب "الانقسامات التي شهدتها الانتخابات النقابية على الانتخابات النيابية، الا اذا أتت الأوامر - من الممولين - لتوحيد الصفوف وخوض الانتخابات في لوائح موحّدة".