معركة أولي البأس

خاص العهد

البحر الأحمر ما بعد "روابي".. الى أين؟
15/01/2022

البحر الأحمر ما بعد "روابي".. الى أين؟

سراء جمال الشهاري

بعد الإنجاز النوعي للقوات البحرية اليمنية المتمثل في ضبط شحنة أسلحة متطورة على سفينة "روابي" الإماراتية في 3 كانون الثاني / يناير، زادت هستيريا دول التحالف ما أوصلها لفبركة وجود صواريخ في ميناء الحديدة بمقاطع فيديو مسروقة من فيلم وثائقي أمريكي. موقف مجلس الأمن الدولي لم يتأخر عن الانحياز إلى جانب التحالف، إذ ظهر في اجتماعه الأخير بشأن اليمن متباكيًا على السفينة متجاهلًا كل الأسباب الشرعية والقانونية لضبطها وباحثًا عن مبررات جديدة لدول تحالف العدوان للاستمرار في التسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم بوصف منظمة الأمم المتحدة.

الباحث في الشؤون العسكرية والسياسية العميد عبد الغني علي الزبيدي أكد في حوارٍ خاصٍ مع موقع "العهد" الإخباري أن "الرسالة التي أرادت القوات البحرية اليمنية إيصالها من خلال ضبط سفينة روابي بعد سبع سنوات من العدوان، هي أن الشعب اليمني لديه القدرة على إحداث تغيرات كبيرة جدًا، وما هذه العملية إلا جزء وبداية لمسلسل كبير، وستسمعون خلال الأيام القادمة ما هو أعظم من موضوع السفينة، وما هو أكبر أيضًا في اقتدار اليمن على مواجهة العدوان وصلفه وقرصنته لسفن المشتقات النفطية في البحر الأحمر".

الزبيدي لفت الى أن "المتغيرات التي حدثت خلال الأيام الماضية في البحر الأحمر تتعدى كونها انتصارات لليمن ولقواته ورجاله في البحر، ولكن باتت لدينا قوة بحرية ستكون ذات تأثيرٍ في مسألة حماية مياه البحر الأحمر وخطوط الملاحة الدولية، وأيضًا ضبط أولئك الذين يتاجرون بحياة اليمنيين من خلال صفقات الأسلحة وإمداد المرتزقة بالسلاح، ورسالة ضبط "روابي" تأتي ضمن رسائل أكبر وأشد".

البحر الأحمر ما بعد "روابي".. الى أين؟

وأوضح العميد الزبيدي لموقع "العهد" الإخباري أن "ضبط السفينة جاء في توقيت مهم إذ تزامن مع تغيرات حدثت في المسارات العسكرية، وتلاه ضياع كبير للعدوان فيما يتعلق بمعلوماته وتصريحاته حول هذه السفينة وهو الأهم، ومن ثم شرع يتفوه بأكاذيبه حول عسكرة موانئ الحديدة، إلى أن وصل به الحال إلى فبركة مشاهد مأخوذة من فيلم. إن عملية ضبط روابي جاءت في سياق الرد الطبيعي للدفاع عن اليمن وعن المياه الإقليمية اليمنية التي استباحتها دول العدوان خلال الفترة الماضية وإلى ما قبل العدوان على اليمن".

ما بعد "روابي"

في خضم معركة التحرر والدفاع المقدس، أشار العميد الزبيدي الى أن "القوات البحرية اليمنية باتت حاضرة على أرض الواقع وبقوة، وهذا ما أكده الناطق باسم العدوان حين صرَّح بأن أكثر من ٢٤٧ زورقًا بحريًا هددت ما وصفه بالملاحة، ولكنها في الحقيقة هددت وجودهم وعمليات القرصنة التابعة لهم".

ولفت الزبيدي في حواره مع موقع "العهد" الإخباري الى "القوة البشرية والتطور الكبير والنوعي للضفادع البشرية في البحر الأحمر، وكذلك تطور القوات العسكرية البحرية، فعندما تضبط سفينة وتستطيع أن تقوم بعمليات تشويش عليها وتسحبها إلى أحد الموانئ اليمنية هذا يؤكد أن هناك قدرة عسكرية بحرية متطورة، ستلعب دورًا هامًا في خطوط الملاحة إذا ما استمر العدوان في غطرسته، وما "روابي" إلا نقطة من بحر ما يمكن أن تعلن عنه القوات البحرية في أي مواجهة قادمة".

تحالف العدوان يتباكى على سفينته ويزداد في خسرانه

الزبيدي قال إن "تحالف العدوان يصعّد اليوم بشكلٍ هستيري، بالغارات الجوية المكثفة التي استهدفت شبكات الاتصالات المدنية وأكثر من محافظة، وقصفت المدنيين في شبوة وبيحان وحريب وغيرها، على المقلب الآخر، هناك أحداث كبيرة تثبت أن اليمن قادر على مواجهة أي عدوان مهما كان حجم التصعيد، فالقدرات اليمنية متنامية برًا وبحرًا وجوًا".

اليمن في الصفوف الأولى للدفاع عن محور المقاومة

في سياق متصل، قال الزبيدي إن "الاستفزازات والاعتداءات الإسرائيلية موجودة وبشكل مباشر، والتصريحات والتسريبات الاعلامية للقنوات والصحف الإسرائيلية تؤكد أن العدو الصهيوني اليوم يقرأ المشهد في اليمن ويرصد التطورات، فمن المرشح أن يتدخل، وهو متواجد في البحر الأحمر ويرى أن البحر الأحمر ضمن المجال الحيوي لهذا الكيان اللقيط، ونحن حينما نقول إننا نحارب الكيان الصهيوني في اليمن هي حقيقة، فالكيان الصهيوني يعلن أن حربه في اليمن ما تزال مفتوحة، وأنه قد يصعد ويشترك في عمليات كبيرة مع تحالف العدوان".

وتابع "الأمر لم يعد مواجهة لهؤلاء العربان، بل أصبح مواجهة للأميركي والإسرائيلي والبريطاني، وللفرنسي الذي دخل في وقت متأخر، فبمساعدة بعض مرتزقة اليمن للأسف ومساعدة أيضًا تحالف العدوان يتواجد الإسرائيلي في جزيرتي ميون وسقطرى وفي المياه الدولية، وهو يُسير الدوريات ويقوم باستفزاز القوى اليمنية للرد".

وختم العميد عبد الغني الزبيدي حديثه لـ"العهد" بالقول "قدرنا نحن اليمنيين أن نواجه، وسنجتهد وندافع عن حقنا بكل ما أوتينا من قوة، ولدينا من الإمكانيات ما يكفي لأن نصد العدو، ونحن من نحفظ أمن البحر الأحمر، ولو أردنا أن يكون البحر الأحمر نقطة قتال لفعلنا ذلك ومنعنا خطوط الملاحة الدولية، ولكن قيادتنا لديها رؤية ونفس طويل للتعامل مع هذه المستجدات سواء بوجود الكيان الصهيوني أو بغير وجوده".

إقرأ المزيد في: خاص العهد