خاص العهد
ترسيم الحدود بين التفاوض وقوة المقاومة
مصطفى عواضة
يصل الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان لمتابعة ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية. الساحة اللبنانية تترقّب ما سيحمله الوسيط الأميركي-"الإسرائيلي"، وسط توقعات بأن لا يغرّد خارج سرب وجهة النظر الأميركية المنحازة كليًا لمصلحة كيان العدو في هذا الملف العالق منذ سنوات. وبموازاة ذلك يعوّل البعض على الرسالة التي بعث بها لبنان الى الأمم المتحدة والتي أكّدت تمسكه بحقوقه وفقًا للخط 29. فهل تنجح الرسالة المذكورة بالإطاحة بجهود المندوب الأميركي؟.
العميد الركن الدكتور أمين حطيط -وهو الذي خبر ملف الترسيم- يشدّد في حديث لموقع "العهد" الإخباري على أنّ "رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تمسك برسالته إلى الأمم المتحدة وأكّد على حق لبنان بإجراء التراخيص في البلوكات (8-9-10)".
وفي معرض حديثه، اعتبر حطيط أن حقوق لبنان النفطية تقيدت نتيجة الأخطاء التي ارتكبت أثناء التفاوض مع قبرص في هذا الملف منذ البدايات، لافتًا الى "أنّ الحد الجنوبي من المنطقة الاقتصادية - لبنان حدد بالخط رقم (1) ليتراجع لبنان عن هذا القرار بعد تدقيق قام به في الداخل ويرسم الخط رقم (23)، ليتبيّن لاحقًا أن الخط الذي يثبت حق لبنان وفقًا لقانون البحار هو الخط (29)".
وتابع "الخط الأول (1) يحرم لبنان من مساحة واسعة، والخط الثاني (23) يعطيه مساحة 860 كلم، بينما الخط الثالث (29) يعطي لبنان مساحة 2290 كلم وهو الخط الذي تمسك به الوفد اللبناني المفاوض في الناقورة والذي يعادل خمس مساحة لبنان".
وتابع حطيط أن "الوسيط الأميركي كان طليق التصرف قبل أن يتوجّه رئيس الجمهوريّة برسالة إلى الأمم المتحدة، إذ انه كان قادرا على إلزام لبنان بقبول الخط (23)"، لافتًا إلى أن هذه الرسالة حرمت "هوكشتاين" من هذه الفرصة.
وبيّن العميد حطيط أن "رئيس الجمهورية تمسك برسالته إلى الأمم المتحدة بحق لبنان ومن ضمنه الخط (29)، بالإضافة إلى التأكيد على حق لبنان بإجراء التراخيص في البلوكات (8-9-10)، دون التوقف عند اعتراض أحد".
كما أكد رئيس الجمهورية في رسالته -بحسب حطيط- على أحقية لبنان بالمنطقة المتنازع عليها، وبالتالي لا يحق لكيان العدو التنقيب عن النفط دون إذن لبنان، واصفًا هذه الرسالة بـ"ضربة معلم"، أطاحت بالتزامات داخليّة لبنانية وخارجيّة أميركية تحرم لبنان حقوقه، معتبرًا أن هذه الرسالة حققت التوازن في التفاوض، وقضت على التسويف الأميركي بهذا الملف.
وختم العميد حطيط مشددا على أن هذه الرسالة هي بمثابة إعلام للمقاومة وإعطاء الحق لها بالرد، فيما لو قامت "إسرائيل" بالتنقيب عن النفط اللبناني، وذلك ما وعد به أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله حين حذّر العدو من التصرف كما يشاء في المنطقة البحرية المتنازَع عليها مع لبنان قبل حسم النزاع، مؤكدًا وقتها أن المقاومة ستتصرف عندما ترى نفط لبنان في دائرة الخطر.