معركة أولي البأس

خاص العهد

الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على الأسواق السورية والحكومة تدرس الموقف
04/03/2022

الأزمة الأوكرانية تلقي بظلالها على الأسواق السورية والحكومة تدرس الموقف

محمد عيد - دمشق

 

كما كان متوقعًا، شهدت الأسواق السورية ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الكثير من السلع، وذلك على خلفية انعكاس الحرب في أوكرانيا على الواقع الاقتصادي العالمي، والسوري بشكل خاص. وقد تجسد ذلك بقيام الكثير من التجار وأصحاب المعامل الإنتاجية بتعديل النشرات الاقتصادية الخاصة بأسعار منتجاتهم المطروحة في الأسواق، في ظل مساع حكومية شاقة لطمأنة المواطنين على توفر هذه المواد وعدم الخوف من فقدانها.

اجتماع لدراسة الموقف

الخبير الاقتصادي وعضو الهيئة العامة للضرائب والرسوم في سوريا مضر غانم أكد في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أن الحكومة السورية حاولت في اجتماعها الطارئ الذي حصل قبل أسبوع "بث الطمأنينة في نفوس المواطنين لجهة قدرتها على تثبيت استقرار الأسواق واتخاذ ما تراه من قرارات مناسبة لإدارة ما تحتكم عليه مخازن الحكومة من المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن السوري (القمح، السكر، الزيت، الرز، البطاطا) فضلاً عن قيام الحكومة خلال الاجتماع المذكور بوضع قائمة بأهم التوريدات الأساسية التي يحتاجها السوق خلال الشهرين المقبلين".

وأشار غانم في حديثه لـ"العهد" إلى أن الحكومة السورية ومع نهاية العام المنصرم كانت قد وضعت خطة قدرت من خلالها احتياجات السوق السورية من المواد الغذائية الضرورية لهذا العام واستجلاب الكميات الكافية منها لتوزيعها "بشكل رشيد" في السوق المحلية، جازمًا بأن الخطة سارت بشكل طبيعي، بيد أن المشكلة الأساسية تكمن في القدرة الشرائية للمواطن السوري التي راحت تضعف مع الارتفاع الملحوظ لهذه السلع نتيجة تداعيات ما يجري في أوكرانيا، وخصوصًا أن البلاد تخضع لعقوبات وحصار وهو الأمر الذي سيزداد سوءًا مع إطالة أمد الحرب في أوكرانيا وعدم الركون إلى تفاهمات سياسية تفضي إلى استقرار اقتصادي.

ارتفاع في الأسعار

من جهته، أكد الخبير السياسي والاقتصادي عمار يوسف في حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أن الصراع بين روسيا بما تمثله من عملاق اقتصادي في العالم وبين دولة مثل أوكرانيا بما تمثله من سلة غذاء بالنسبة للعالم لا شك بأنه سيؤثر بشكل كبير ليس فقط على الاقتصاد السوري بل على الاقتصاد العالمي بشكل عام.

وأضاف الخبير السياسي والاقتصادي في حديثه لموقعنا إن "الحرب ليست بين روسيا وأوكرانيا فقط بل بين روسيا وما تمثله من محور وبين دول أوروبا وامريكا وحلف "الناتو" بشكل عام، وهذا الأمر سيسبب هزات اقتصادية كبيرة على مستوى العالم". مشيراً إلى أنه وبالنسبة لسوريا معلوم سوء وضعها الاقتصادي نتيجة الحرب الظالمة التي تشن عليها منذ ١١ عامًا، والعقوبات الاقتصادية القاسية والظالمة المفروضة عليها من قبل أوروبا وامريكا وغيرهما، الأمر الذي يجعل الانعكاسات الاقتصادية على الاقتصاد السوري أخطر وأكبر بكثير من باقي دول العالم ونحن لاحظنا هذه المنعكسات خلال الأيام الماضية من بداية الحرب وحتى اليوم".

إقرأ المزيد في: خاص العهد