معركة أولي البأس

خاص العهد

جوامع وكنائس حمص التاريخية تنير مجددًا
12/03/2022

جوامع وكنائس حمص التاريخية تنير مجددًا

محمد عيد

لطالما وصفت مدينة حمص بأنها العاصمة الروحية لسوريا نتيجة تجاور أوابدها التاريخية منذ آلاف السنين، بيد أن الإرهاب قد أتى على الكثير من جوامعها وكنائسها وبقية آثارها حين اتخذ الإرهابيون من هذه المناطق منطلقاً لعملياتهم التخريبية.

أما وقد تحررت المدينة اليوم ونفضت عنها غبار الإرهاب فقد سارعت الجهات المعنية وبتحفيز من الشارع الحمصي إلى إعادة ترميم هذه الآثار والأماكن الروحية في استعادة لمشهدية التلاقي بين أبناء المحافظة.

محو آثار العدوان على الآثار

يعود التاريخ الروحي المشترك بين أبناء حمص بنسيجهم المتكامل إلى آلاف السنين. الدخول إلى المدينة القديمة أشبه ما يكون بعودة إلى التاريخ حيث تفوح رائحة التراث وتستحضر الشخصيات التي صنعت هذه الأمجاد.
 
ولأجل هذا قررت الحكومة السورية ومحافظة حمص تصحيح الخطيئة التي ارتكبها الإرهابيون بحق المدينة وأهلها، فكان قرار بترميم كل الأوابد التاريخية التي سطا عليها الإرهاب.

جوامع وكنائس حمص التاريخية تنير مجددًا


 
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري رأى محافظ حمص المهندس بسام بارسيك أن الثقافة والحضارة السورية ساهمت بإغناء الثقافة والحضارة العالمية، وذلك، فإن الحكومة السورية تولي اهتماماً كبيراً بترميم الأماكن الأثرية من مدن ودور عبادة وغيرها، والمدينة تزخر بأماكن أثرية ذات قيمة استثنائية طالما شكلت مقصداً للسياح من مختلف أنحاء العالم، وقرار الحكومة السورية بترميم هذه الآثار التي اتخذ منها الارهابيون منطلقاً لاستهداف المناطق السكنية جاء على خلفية إيمانها العميق بالمكانة الروحية والتاريخية لدور العبادة وبقية الآثار والأوابد في نفوس أهل حمص وكونها "مبعثا للتلاقي" بين أبناء الوطن الواحد.
 
الحفاظ على الطابع الأثري

مدير آثار حمص المهندس حسام حاميش أكد في تصريح خاص بموقع "العهد" الإخباري أن البيئة الروحية في حمص تحتوي على ما يزيد على ٢١ كنيسة ومسجدين تاريخيين وأن قسمًا كبيرًا منها صار أثرًا بعد عين لكن إلمام خبراء الآثار بكنهها وتاريخها وهيكليتها سمح لهم بإعادتها على النحو الذي كانت عليه قبل استيطان الإرهابيين فيها وسعيهم الدؤوب والمحموم لاستهدافها بغية إثارة النزعات والعصبيات في الوقت الذي كانت الحكومة السورية فيه حريصة عليها أثناء الأزمة وحتى اندحار الإرهاب عن المدينة في العام ٢٠١٤. وتجلى حرصها اليوم في أبهى صوره بإسراعها إلى ترميم هذه الأماكن الأثرية وخصوصًا دور العبادة منها التي تعني الكثير لأبناء المدينة وعموم السوريين.

جوامع وكنائس حمص التاريخية تنير مجددًا


 
وأضاف مدير الآثار في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أنه بعد تحرير المدينة القديمة وبدء عودة المهجرين إلى بيوتهم عملت مديرية الآثار بالتعاون مع مديرية الأوقاف وبقية الجهات المعنية في المحافظة على توثيق دور العبادة وترميمها ودراسة الأضرار التي لحقت بها مع الحفاظ على الطابع الأثري لهذه الأماكن.
 
آثار من حقب مختلفة

الأب زهري خزعل كاهن كنيسة أم الزنار التاريخية أشار في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى أن كنيسة أم الزنار (السيدة العذراء) تاريخية وعريقة تعود إلى العام ٥٩ ميلادية وقد نالت من الخراب والدمار الكثير نتيجة دخول المجموعات الإرهابية إلى مدينة حمص القديمة ولكن بهمة المؤمنين من أبناء الكنيسة ومن رجال الجيش العربي السوري ورجال المقاومة الإسلامية في لبنان الذين حموا الوجود المسيحي في محافظة حمص وعموم سوريا تم تحرير الكنيسة وعموم مدينة حمص من دنس الإرهاب وبدأنا مع الجهات المعنية في حمص بترميم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه".
 
وأضاف الأب خزعل لـ"العهد" أن كنيسة أم الزنار وبقية الكنائس في حمص تعود إلى الفترة البيزنطية وهي بذات الأسلوب العمراني المعروف للكنائس "البازيليك" وفيها عدد كبير من الأيقونات التاريخية التي لا تقدر بثمن، مشيرًا إلى قيام الجهات المعنية بتوثيق كل الأيقونات وتحديد وجوه الضرر فيها قبل إعادتها إلى أماكنها الطبيعية في الكنائس.

 الدكتور عبد الرحمن البيطار رئيس الجمعية التاريخية بحمص لفت في حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري إلى أن معظم الجوامع الأثرية في حمص تعود للفترتين الأيوبية والمملوكية وتتميز بعناصرها المعمارية اللافتة مثل المقرنصات ووجود عدة محاريب في الجامع الواحد (واحد رئيسي واثنان فرعيان على جانبيه) وصحن الجامع وحرمه والأروقة المحيطة به من الجهات الثلاث.

الجهات الروحية بكل تنوعاتها في محافظة حمص أكدت لـ"العهد" أن الإرهاب أراد أن يضرب اللحمة الوطنية في حمص لكن تأثيره كان عكسيًا فبدلًا من الالتقاء في الأعياد والمناسبات لم يعد اللقاء ينتظر مناسبة والغاية التأكيد أن حمص قائمة بنفسها وبشعبها وآثارها فيما الإرهاب إلى زوال.

إقرأ المزيد في: خاص العهد