خاص العهد
لماذا لا نصمت أمام جرائم حكّام السعودية؟
حجة الإسلام والمسلمین الشيخ محمد مهدی ایمانی پور - رئیس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامیة في طهران
في أحدث جرائمه أعدم النظام السعودي 81 شخصًا في يوم واحد، ومنهم 41 شابًا من سكان مناطق الأحساء والقطيف الشيعية. ما يحدث في المملكة العربية السعودية يضر ويغضب كل الأحرار في العالم، فالإنسانية والحرية والشرف كلام لا معنى له بين قادة السعودية.
لكن النقطة اللافتة التي لا بد من التطرق اليها هنا هي صمت الأمم المتحدة والحكومات الغربية ووسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية على هذه الجريمة النكراء. فأمام المجزرة الصارخة في السعودية، يبدو أن أرواح الأبرياء في هذه البقعة الجغرافية لا تهم الداعمين العلنيين والسريين لهذا النظام! كما يبدو أن الأرباح من النفط والبترودولار وتبادل الأسلحة قد أسكتت المطالبين الزائفين بحقوق الإنسان في الغرب!
وفي حين أن الحكومات الغربية ووسائل الإعلام تعتبر إطلاق صاروخ واحد على أوكرانيا كارثيًا، فقد غضت الطرف بسهولة عن القتل الواضح لعشرات الأشخاص في المملكة العربية السعودية. مما لا شك فيه أن الحرب وقتل الأبرياء أمر مدان في جميع أنحاء العالم، لكن مثل هذا المنطق لا معنى له بالنسبة للمطالبين الزائفين بالحرية في أمريكا وأوروبا.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تخضع فيها الجرائم الكبرى للسعوديين للرقابة من قبل الإعلام والسياسيين الغربيين. في السنوات الثماني الماضية، قُتل آلاف الأطفال اليمنيين بصواريخ سعودية وإماراتية، وعانى الملايين من سوء التغذية بسبب حصار اليمن. ولكن ما كان رد فعل الأمم المتحدة على كل هذه الجرائم؟ صمت لا أكثر!
الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى أعطت أسلحتها للسعودية والإمارات لاستخدامها في الإبادة الجماعية لليمنيين ولإعطاء الكثير من الثروات للدول الغربية، وهذه هي الحقيقة المرة التي ذكرتها جمهورية إيران الإسلامية مرات عديدة في المحافل الدولية. ومما لا شك فيه أن جميع أنصار النظام السعودي في العالم، وحتى وسائل الإعلام التي التزمت الصمت في وجه هذه المجزرة والجريمة الكبرى، هي المسؤولة والمتورطة في هذه المأساة.
إن ظلم المنظمات الدولية وصمت المطالبين بالحرية والديمقراطية في الغرب يبرز دور الأحرار في العالم الإسلامي والعالم في مواجهة جرائم السعوديين. الصمت في وجه كل هذه الجرائم لا يتناسب مع حرية البشر وطبيعتهم النقية. اليوم هو الوقت المناسب لتوعية العالم بالجرائم التي لا حصر لها التي يرتكبها السعوديون ضد الأبرياء. لا ينبغي لخيانة الغرب وعدم مسؤولية الأمم المتحدة أن تحرم الأحرار من واجبهم في الدفاع عن إخوانهم من بني البشر.