خاص العهد
السوريون يتعاطفون مع موسكو في أزمتها مع الغرب
دمشق ـ محمد عيد
لا يخفي السوريون تعاطفهم مع روسيا الاتحادية في صراعها مع الغرب، والذي باتت أوكرانيا ميدانه الساخن. وهم إذ يجهرون بذلك فإنهم يرتكزون إلى معطيات الواقع والتاريخ الذي يجعلهم يصطفون تلقائيا في المعسكر الذي يجهر بمواجهته لأمريكا التي هي أس البلاء الذي أصاب بلادهم وبقية البلدان الأخرى حول العالم كما يقولون.
الأسباب الموجبة
لا يدعي أحمد معرفته العميقة بالتاريخ لكنه مع ذلك يملك "الأسباب الموجبة" التي تجعله يحسن التموضع السياسي من الصراع الدائر بين روسيا والغرب في أوكرانيا، كما يقول، الموظف البسيط في إدارة شؤون العاملين يؤكد لموقع "العهد" الإخباري أن الوقوف ضد أمريكا هو "وقوف مع الحق فهي لا تدخل حربا ولا تدعم بلدا إلا من موقع العدوان، هذا هو تاريخها ولهذا السبب أنا أقف مع روسيا في هذا الصراع".
خالد الموظف في الهيئة العامة للضرائب والرسوم بدا في حديثه لموقعنا أكثر الماما بالتاريخ من أحمد وإن كان لا يختلف معه في تعاطفه مع روسيا.
يؤكد خالد أن أمريكا دعمت كل "الثورات الملونة" في أوروبا الشرقية وأسقطت "الحكومات إعلاميا لتنصب أدواتها" مطلقة الأكاذيب في كل مكان ومستفيدة من "إرث الصراعات الذي خلفه انهيار الاتحاد السوفياتي".
وأضاف خالد أن روسيا تدخلت في سورية بطلب من حكومتها الشرعية دعما لهذا البلد وسبقها إلى ذلك كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله المقاوم، وهذا الأمر يجعل السوريين عموماً يقفون مع روسيا ضد أمريكا التي "دعمت الإرهاب في سورية وشجعت العدو الصهيوني على تغطية هجمات الإرهابيين البرية على مواقع الجيش السوري تحت غطاء جوي من طائراته ".
ممدوح الموظف في التلفزيون السوري أكد لموقع العهد الاخباري أنه رغم وقوفه مع روسيا في صراعها مع أوكرانيا المدعومة غربيا إلا أنه يتعاطف مع الشعب الاوكراني الذي يعتبره "ضحية خداع أمريكا وسذاجة حكومته" التي صدقت الأمريكيين وحولت أرضها وشعبها إلى "حقل تجارب" يقيس من خلاله الغرب مقدار قوة موسكو وقدرتها على اتخاذ ردة الفعل وتبيان نقاط قوتها وضعفها.
الحرب في أوكرانيا تسببت بمشاكل اجتماعية للعديد من الأسر السورية المتواجدة هناك. تروي أمل لموقع "العهد" مشكلة أخيها عامر المتزوج من اوكرانية تنتمي أسرتها لـ "القوميين الاوكرانيبن" حيث امتد الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا إلى آخر فكري في اسرته الصغيرة التي شهدت خلافات يومية حيث لا يخفي عامر مساندته لموسكو قبل أن ينتهي الحال بالأسرة مهجرة إلى ألمانيا.
كييف انساقت مع الغرب
الإعلامي والمحلل السياسي حازم عبد الله أشار في حديث خاص بموقعنا إلى أن السوريين ومعهم الكثير من العرب لم يستطيعوا أن ينسوا مشهد الدبابات الأوكرانية التي دخلت مع الغزو الأمريكي للعراق، وكذلك تدخل كييف في ليبيا تحت غطاء الأطلسي، الأمر الذي جعلهم مقتنعين بالدور المريب الذي تقوم به حكومة الرئيس الأوكراني زيلينسكي و"دورها الوظيفي" في خدمة أمريكا ولو على حساب شعبها ومن "فاتورة دمه ودموعه".
يختم عبد الله حديثه "السوريون باتوا على اطلاع تام على خبث التدخلات الأمريكية في العالم نتيجة ما حل ببلدهم من تغطية واشنطن لكل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري وهذا ما يجعلهم على يقين تام بأن موسكو محقة في حربها على "الأطلسي وليس اوكرانيا " وأن التخوف من حكومة اطلسية ضمن الفضاء الجيوسياسي لروسيا وفي حديقتها الخلفية هو أمر مشروع ويستحق تحريك روسيا لجيوشها بغية الحفاظ على أمنها القومي".