خاص العهد
كيف حلّ الشتاء على البقاعيين والجنوبيين؟ وما هو حجم المعاناة؟
حسن شريم
كان ينقص اللبنانيين إلى جانب معاناتهم الاقتصادية ضراوة الشتاء وقساوته. هذا العام، حلّ فصل الأمطار والثلوج ضيفًا ثقيلًا، ولا سيما في المناطق الجبلية والمرتفعة، حيث أصبح تأمين التدفئة أمرًا شبه مستحيل.
ولمناطق البقاع كما مناطق الجنوب مشقّتها، إلّا أن التكافل الاجتماعي وجهود الخيّرين، تضافرت مع المعنيين في البلديات علّ هذا المخاض يولد أملًا ويزيل وجعًا.
ابراهيم نصّار: واجهنا صعوبة شديدة هذا الشتاء.. وعملنا كبلديات لا يسد غياب الدولة عن المنطقة
رئيس اتحاد بلديات غربي بعلبك ابراهيم نصّار، وفي اتصال مع موقع "العهد الإخباري"، يقول: "بمعاناة وصعوبة واجهنا الشتاء هذا العام، خاصة أنَّ منطقة البقاع وقرى بعلبك تمتاز بطقسها البارد في هذه الأيام من السنة، إلّا أن هذا العام أتى فصل الشتاء أكثر قساوة عمّا سلف في السنوات الماضية، وممّا زاد الطين بلّة الظروف الاقتصادية الخانقة، وأزمة الحصول على مادة المازوت للتدفئة، خاصة وأن أسعارها سجّلت ارتفاعًا قياسيًا تخطى بكثير قدرة المواطنين في بعلبك لشرائها، ناهيك عن ارتفاع سعر الحطب أيضًا، ما جعل المواطنين يعانون البرد القارس، ولولا المازوت المدعوم الذي أمّنه حزب الله لكان أمر الحصول على تلك المادة من قبل الكثيرين أمرًا صعب المنال".
وعن دور اتحاد البلديات، يشير نصّار الى أن "لا علاقة للبلديات بمصدّري مادة المازوت وهي لا تملك السلطة الكاملة أو الرقابة الفعلية على أصحاب محطات البنزين والوقود والكميات التي يتم استلامها من قبلهم، ويوضح أن عملية التحقق من الأمر تقع على عاتق البلدية علّها تستطيع تأمين المازوت للمواطنين".
وعن الطاقة البديلة، يُبيّن نصّار أنها "تلعب دورًا في تيسير أمور المواطنين نوعًا ما، إلا أنّها لا تفي بالغرض المناسب ولا سيما في فصل الشتاء، فهناك على سبيل المثال لا الحصر، مولدات ضخ المياه من الآبار بحاجة إلى المازوت لتعمل وهذا لا يمكن تأمينه عبر الطاقة الشمسية كما أنَّه ليس بقدرة الجميع تأمين كلفتها نظرًا لارتفاعها".
ويخلص الى أن "كل ما تقوم به البلديات من صيانة أو بعض الإصلاحات لا يمكن أن يسد فراغ الدولة وغيابها عن الإنماء في المنطقة".
شرف الدين: الفضل بعد الله يعود للخيّرين وحزب الله في المنطقة.. والدولة غائبة
كما في البقاع كذلك في الجنوب، يحدّثنا رئيس اتحاد بلديات جبل الريحان باسم شرف الدين، فيقول لـ"العهد" إن الشتاء هذا العام كان قارسًا مقارنة مع السنوات الماضية، وممّا زاد الأمر سوءًا حلوله مع الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد.
ويعتبر شرف الدين أنه على الرغم من توفر التيار الكهربائي بشكل مقبول في قرى الاتحاد، إلا أن الأمر لم يسمح للأهالي باستعمال التدفئة الكهربائية لسببيْن، أولهما عدم فعالية التدفئة الكهربائية نظرًا للتدني الكبير بدرجات الحرارة في البقاع، وثانيًا عدم قدرة المواطن على دفع قيمة الفاتورة المرتفعة للكهرباء، فيلجأ للتفتيش عن طرق بديلة للتدفئة، كالمازوت "المدعوم" والحطب".
ويُضيف "من هنا كان لا بدّ لاتحاد البلديات أن يقف إلى جانب أهله في البلدات والقرى، فقام بالتعاون مع البلديات بتأمين مادة المازوت الإيراني المدعوم، وعمدنا الى توزيعه على الأهالي في البلدات والقرى المجاورة كما عمدت بلديات أُخرى إلى "تشحيل" بعض الأشجار وتقطيع الحطب -بشكل لا يضر بالبيئة- للتمكن من تأمين مواد للتدفئة.
شرف الدين ينوّه بالتكافل الاجتماعي المفعّل في قرى وبلدات الاتحاد في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ويُشيد كذلك بالدور الكبير لأصحاب الأيادي البيضاء وحزب الله، ويلفت الى أن العديد من العائلات المتعففة التي لم تتمكن من شراء مادة المازوت، تم تأمين الكميات اللازمة لها عبر التكافل الاجتماعي في قرى وبلدات الاتحاد، بحيث لم تترك عائلة عاجزة عن شراء هذه المادة الأساسية للتدفئة، شاكرًا رؤساء البلديات والخيّرين في قرى اتحاد الريحان.
وحول انقطاع المواد الغذائية نتيجة تراكم الثلوج وانهيار الأتربة وقطع الطرقات، يُشير شرف الدين إلى أن هناك في البلديات فرق عمل على جهوزية دائمة لمنع انقطاع المنطقة من الامدادات الغذائية ومادة الخبز، فرغم تكون الجليد في ساعات الصباح الأولى إلا أنَّ الطرق سالكة وآمنة من خطر الانزلاق في النهار.
ويلفت شرف الدين إلى أنَّ مراكز الاستشفاء جاهزة أيضًا كالمستوصف في بلدة عرمتى، ومركز الإسعافات للهيئة الصحية الاسلامية في بلدة كفرحونة، وقريبًا سيتم افتتاح مركز جديد للهيئة الصحية الإسلامية في بلدة الريحان وسيكون مجهّزًا وفي خدمة أبناء القرية وقرى الاتحاد والجوار.
وبحسب شرف الدين، اتحاد البلديات يعمل مع حزب الله على تأمين مواد التدفئة للطلاب في مدرسة الريحان الرسمية الموجودة في القرية وتستقطب طلاب من جميع أنحاء البلدة.
على أبواب شهر رمضان المبارك تتضافر الجهود المتوثبة، يضيف شرف الدين الذي يرى أن كل بلدية في اتحاد بلديات جبل الريحان تعمل وفق توجهاتها ورؤيتها بما يتلاءم مع أوضاع قراها وطبعًا بالتنسيق مع الاتحاد، مضيفًا أنَّ البلديات -بالتعاون مع حزب الله والخيّرين- تبذل قصارى جهدها لتأمين كل حقوق ومتطلبات الأهالي، وبالاعتماد على التكافل الاجتماعي والدعم من الأحزاب الموجودة في المنطقة -في ظل غياب الدولة لممارسة مسؤولياتها-، فبالتعاون بين الأهالي والعوائل الخيّرة والبلديات والقيمين يتم تأمين أغلب الحاجات الأساسية لأهالي القرى.
الشتاءالبلدياتالأحوال الجويةالطقس