معركة أولي البأس

خاص العهد

حصار أحياء الحسكة.. أسلوب "قسدي" قديم - جديد
13/04/2022

حصار أحياء الحسكة.. أسلوب "قسدي" قديم - جديد

محمد عيد

لا تعدم "قسد" الذرائع في كل مرة تحاصر فيها أحياء مدينة الحسكة. غايتها من ذلك ابتزاز دمشق بلقمة عيش أبنائها في المحافظة الشرقية مقابل مكاسب آنية حرصت "قسد" على ربطها بما تقول إنها مصالح ذاتية للأكراد السوريين بغية شد عصب التعصب وتبرير كل تجاوز.

ذرائع بلا سند

حيّا الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب واللذان تقطنهما أغلبية كردية، باتا الشماعة التي تعلق عليها "قسد" كل مطالبها التي تخاطب بها دمشق بلغة ابتزاز.

وكما حصل منذ أكثر من عام حين حاصرت "قسد" أحياء وسط مدينة الحسكة بحجة الضغط على الحكومة السورية لإدخال المحروقات إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود، عادت "قسد" اليوم لتتهم الحكومة السورية بمنع دخول الطحين والمازوت إلى الحيين الحلبيين واتخاذ هذه المزاعم ذريعة لمعاودة حصار أحياء وسط مدينة الحسكة مجددًا، حيث يتواجد الجيش العربي السوري.

حواجز "قسد" منعت دخول الطحين والوقود والمياه إليها كما قطعت الطريق الواصل بين أماكن تواجد الجيش السوري في أحياء القامشلي ومطار المدينة. وأرفقت كل هذه الخطوات بحملة إعلامية اتهمت فيها الحكومة السورية بممارسة سياسة التجويع والحصار.

مصادر خاصة في مدينة حلب أكدت في حديثها لموقع "العهد" الإخباري أن "ادعاءات "قسد" بمنع الجيش السوري دخول الطحين والمازوت إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية واهية، وأصل الخبر يتلخص في أن في الحيين أفرانًا غير مرخصة يمنع القانون تزويدها بالطحين والوقود فيما تنال الأفران المرخصة حصتها كاملة دون التسبب في حصول أزمة خبز في الحيين اللذين تسير فيهما الحياة بشكل طبيعي واعتيادي".
 
الحصار ولهيب الأسعار

عضو المكتب التنفيذي لقطاع التموين في محافظة الحسكة محمد كاين العلي أكد بدوره لموقع "العهد" الإخباري أن مادة الطحين نفدت من مخبز المساكن الأول والذي ينتج ١٧٠٠٠ ربطة في اليوم وكذلك مخبزي الجزيرة وشتو الخاصين واللذين تقدر مخصصاتهما اليومية بـ ٦ أطنان من الطحين، مشيرًا إلى استيلاء ميليشيا "قسد" على مخبز البعث في المدينة وطرد العاملين فيه.

من جهته شدد محمد العلي ابن مدينة الحسكة في حديثه لـ"العهد" على أنه لا يمكن الثقة بنوايا "قسد" التي تخبئ مفاجآتها كل فترة وأخرى مثل الحصار والتجويع والسيطرة على المرافق العامة في المحافظة".
العلي أشار إلى أن سيطرة "قسد" على فرن البعث ومنع دخول الدقيق والخضراوات والوقود ساهم إلى حد كبير في ارتفاع أسعار الخبز السياحي - هذا إذا توفر - كما ارتفعت معه أسعار الخضراوات وبقية المواد الغذائية الأخرى.

أبو خليل موظف بلدية في محافظة الحسكة أكد من ناحيته لموقع "العهد" الإخباري أن الخبز اختفى من المدينة والخبز السياحي حلقت أسعاره قبل أن يصبح الحصول عليه بشق الأنفس وبقية الأسعار كلها إلى ارتفاع نتيجة الحصار.

أما رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في الحسكة علاء الطلاع فاستعاد في حديثه لـ "العهد" ممارسات "قسد" ضد الأهالي في الحسكة، مذكرًا بمنعها منذ ست سنوات التعليم الرسمي في المدارس الحكومية وبناء جدار عازل بين حي غويران ومركز المدينة "شبيه ببناء جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة" فضلاً عن استيلائها على مبنى كلية الهندسة الزراعية منذ شهرين وحتى الآن وتدميرها الممنهج كذلك لكليتي الهندسة المدنية والاقتصاد ومبنى رئاسة فرع جامعة الفرات وتسوية معهد المراقبين الفنيين بالأرض.  

ماذا تريد "قسد"؟

في سياق متصل، لفت المحلل السياسي اسماعيل مطر في حديثه لموقع "العهد"" الإخباري الى أن "قسد" تبغي من وراء تلك الاستفزازات المتكررة تذكير دمشق بأنها قوة يجب أن يحسب لها كل الحساب في منطقة شرق الفرات حيث تبقى كلمتها هي العليا وأن الأوضاع في هذه المنطقة وربما في عموم سوريا لن تستقر طالما أن الحكومة السورية لا تعترف بالإدارة الذاتية للأكراد حيث يمكن التفاوض عقب ذلك على توزيع الثروة الوطنية في هذه المنطقة الغنية جدًا من سوريا وتمرير احتياجات السوريين الذين يعانون من نقص شديد في المحروقات وغيرها، وضمان وصول القمح اليهم ولكن بعد تحقيق مطالب "قسد".

وأضاف مطر في حديثه لـ"العهد" إلى أن "قسد" ورغم حديثها عن دور إيجابي يمكن للروس أن يلعبوه في الأزمة الحالية فإنهم في ذات الوقت يريدون اختبار مدى قدرتهم على الربط بين المتنازعين في سوريا بعد أكثر من شهر على خوض الحرب في أوكرانيا وما يمكن أن يتركه ذلك من إشارات استفهام حول القدرة على لعب الدور نفسه وبذات النجاعة في سوريا.

قسد

إقرأ المزيد في: خاص العهد